الفصل 33 (2) : ذكرى الحريق - اعتراف حب، وصية أم و حضن وداع -

133 6 2
                                    

طوال حياتي، لطالما كنت ضائعة بين الرغبة في فعل الامر الصحيح و بين ما يجعلني سعيدة، بين ما يجب فعله و بين ما احب حقا فعله ... دائما ما اكون تائهة مع نفسي و ضائعة بين الآخرين، و لذلك احتجت دائما الى يد تتمسك بي في الظلام ، الى صوت يرشدني للصواب و الى ابتسامة تريح قلبي المرهق ، لطالما احتجت الى شخص يشبهني و يذكرني اني لست الوحيدة التي تعاني في هذه الحياة .

...

جلوسي في وسط اناس غرباء كانو جميعا على علم بهويتي بينما كنن انا على العكس منهم، جعلني اشعر بوحدة شديدة و قشعريرة تمر في كل انحاء جسدي و كأنني مجردة من ملابسي و جميع الاعين موجهة الي من كل صوب ، كان هناك شيء ما يحركني للقيام و الهرب من هذا المكان الموحش بل حتى اقدامي كانت تتراقص بقوة من فرط التوتر لدرجة ان لوكيا الجالسة بجانبي وضعت يديها على ركبتي لتوقف ارتجافهما.

- هل يمكننا إنهاء الامور بسرعة؟!

" كل شيء يسير من اجلك هنا ملكتي ... الجميع يعرفك بالتأكيد و هذه الحفلة مجرد شكليات من اجل الحفلة الكبيرة "

اردفت مرافقتي بعد همس متبادل، في الواقع لقد كانت هذه اول مرة تجعل لوكيا من الامور سهلة علي، تأملت في جميع من حولي برفعة رأس خفيفة و كانو يتحاشونني كلما تقابلت نظراتنا هم أيضا ثم يعودون للهمس غير المسموع من تحت مراوحهم المزينة بالريش .

" الجميع يتحدث عن انك خضت شجارا مع حبيبك الشخصي، عذرا ! اقصد حارسك الشخصي"

لم تكن لدي ادنى رغبة في الرد على ما سمعته من سكارليت و هي تغيضني من خلفي فالألم الذي يخترقني في بطني من التوتر يكفيني همًا .

" اتعرفين يا ملكتي؟! ربما هو منفعل بسبب عرض اخي للزواج منك، لقد انتشرت الاخبار بالفعل انه سيتقدم اليك في حفل الليلة " نطقت كلوديا بهمس لي بعد ان تولت مهمة طرد سكارليت من حولي اما لوكيا فقد تولت مهمة تسلم التهاني و الهدايا .

- لقد كنت انا المنفعلة في الشجار اساسا و لم يكن هذا موضوعنا ايضا، و مع هذا فمن الواضح اني سأرفض .

" حسن و لكن هذا الموضوع حتما هو ما يؤرقكما و سبب رفضك ليس واضحا بالنسبة له، كل ما يعرفه انك ترفضين من اجل مصلحة مملكتك و ليس لأنك لا تستطيعين العيش مع شخص آخر سواه، اذا كنت مهتمة به فجعليه يشعر بذلك ... دعيه يشعر ان هنالك له مكان في قلبك او أنه على الأقل ليس شخصية ثانوية في قصة حبكما "

كدت اضحك ضحكة سخرية من نفسي ثم قلت : لقد فات أوان كل شيء الآن ... قد صرخت في وجهه بكلمات قاسية، منذ زمن طويل كنا نقف معا على جسر زجاجي قد كسرته اليوم بأنانيتي، كيف لي ان اكون صريحة معه الآن؟! لا شيء قد يصلح ما فعلته .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن