الفصل 27 (1) : خذلان في الصميم - شكرا جزيلا امي -

706 49 68
                                    

عادة ما يُسأل المرء عن تطلعاته في نفسه منذ الصغر واحلامه الشخصية فيخطأ مثل الكثير من البشر ويجيب عن السؤال بالوظيفة التي يود ان يشغرها ... الكثير منهم في مناصبهم بالفعل لكن لا أحد سعيد! وهو ما فكرت به بنفسي ... ماذا اريد ؟! حياتي امضيتها بالعيش نوعا ما فترات متقطعة ومختلفة عن بعضها البعض لا اذكر فيها وجها يشبه الآخر، نوعا ما استطعت ان احيا بواسطة خداع هذا العالم والغوص فيه بانسيابية وتمايل، بشخصيات عديدة وبأفكار متقلبة... سنة بعد سنة ومرحلة بعد مرحلة، لكن بالرغم أني نجوت واستمررت في البقاء إلا أني نادمة بعض الشيء لأني اعرف من انا عليه الان فقط ولا أدري عن نفسي شيئاً عامة ... أخاف الا اتعرف على نفسي التي ستحيا في المستقبل البعيد ... بل يجافيني النوم ليلا وانا أتساءل هل سأنصهر يوما ما بين ايديهم؟ هل سأنسجم في الوعاء الذي سأوضع فيه؟

ام لا أزال احتفظ ببعض القوة للمقاومة؟ لأكون انا ...

...

حزمت قراري بشأن اطلاع هيدي الحقيقة بما هي مرغمة عليه خادمتي هايدي لمحاولة تسميمي وانتظرت ردة فعل حبيبها يوراسيل – وحارسي في نفس الوقت وقبل الوضع -فيما سيفعله بما انه على علم بالأمر، وبصعوبة اقنعت نفسي ان إخفاء امر ما يختلف عن الكذب بالضرورة فقبل كل شيء هايدي فتاة ذو شخصية ضعيفة، صحيح انها قد تنصاع لأي امر يطبق عليها ضغطا كبيرا لكني واثقة انها لن تقوى على قتل حشرة فما بالك بالاغتيال؟ لذلك لا داعي للقلق واثارة ضجّة لا طائل منها خاصة مع موعد اقتراب الحفل والذي سيحضره شخصيات من كل البقاع الواسعة.

لن يحدث شيء وهذا ما آمله حقا!

و هكذا افترق المجلس الذي نحن فيه في غرفة التمريض الخاصة بالطبيب جيفري بعدما ان سبقني هيدي بخطوات خفيفة نحو المكتبة الرئيسية اين طلبت لقاء مربيتي أرمينيا لأمر خاص بيننا، اما انا فودعت صديقتي زجريا بحفاوة بعد ان قدمت لها باقة الازهار المقطوفة و قد بدت ممتنة للغاية لابتسامتها الصادقة ... لست شخصا مادياً بالضرورة لكني لن اكون كذلك لو قدم لي احدهم ورودا ، كنت لأود شيئاً فعليا عمليا و يدوم لوقت معتبر جدا دون ان يصيبه خدش او يكون خارج الخدمة ... اعتقد انه علي غلق فمي لأني لم احصل على هدية بمثل هذه المواصفات من قبل.

الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن