الفصل 22 (1): في مملكتي مجددا - همس خلف ظهري -

1.1K 82 159
                                    

تعليقات بين الفقرات من فضلكم 😭

كم مر من الوقت ؟  للحظة لم يكن يحمل هذا السؤال اي معنى ... اهمية او فائدة ، فالوقت سيستمر بالجريان سواء ارهقنا بطوله و تكاسله على بؤسنا ، او خدعنا بقصره و سرعته للمرور على لحظات الحياة الجميلة ... فما هو اكيد ان كل شيء و بمرور الوقت فسينقضي بدمعة او ببسمة ، و ربما قد ينتهي عمرنا قبل ان ينتهي امره ... كم ستكون من راحة حينها ؟!

...

-  هي ... هيدي ... 

نطقت بصوتي إليه بينما كان يراقب الطريق تتوالى صوره أمام عينيه العسليتين بسرعة العربة التي تقودنا الى القصر ، لكنه لم يكن يسمعني على الاطلاق ... حاولت مرة اخرى فلم يفعل كذلك حتى هززت كتفه بيدي لينتبه لي و يمسك بكفي .

" هل تشعرين بأي ألم ؟ "

- اممم ... كم مر من الوقت ؟

" ماذا ؟ "

اقترب بأذنه لي ليستمع الى كلماتي الخافتة و التي لا تصل اليه ... فبلعت لعابي في حنجرتي الجافة و قلت مرة اخرى و بجهد أكبر : الوقت !

" اجل سمعتك ، الشمس قد توسطت السماء قبل قليل ... نحن ضمن حدود اينسوورث الآن و لم يتبق الكثير "

- هكذا اذن ... لقد ... عدت .

" ماذا؟ "

- تبا ... لك .

- صوتك يكاد لا يسمع ، هل تأذت حنجرتك ؟

صحيح ! كان صوتي خافتا للغاية و متعبة من رفعه ايضا ... شفتاي متيبستان لحاجتي الى شربة ماء ، مرة اخرى طلبت منه ان يفلتني بغرض الجلوس لكن لا حياة لمن تنادي ! تحديت ألمي و رغبتي الملحة في الاستلقاء حد الموت و رفعت نفسي غصبا كما اعتدت دائما على تجاهل اصوات عقلي الداخلية .

" انتبهي ! "

استطعت ان انفلت منه هذه المرة ثم جلست بجانبه و اتكأت على كتفه الأيسر متنهدة زافرة شهقات الألم و التألم ، تساءلت منذ متى اعتاد على مناداتي بصيغة انثوية ... و داخل فقاعة افكاري توقفت العربة فجأة او بالأحرى ارتطمت في طريقتها للتوقف ما جعلني اقع على ارضيتها متلوية داخل جرحي كأفعى لدغت نفسها توا .

" ميكايلا انتبهي بحق السماء"

مستلقية بجثتي لا افعل سوى المراقبة لمحاولته في رفعي عن الارضية ، متعبة للغاية ! و بعد مشقة خرجنا من العربة معا ادلي على وجهي قلنسوة معطفه ... ذراعي فوق كتفه و يمسك باليد يدي اما الاخرى على منتصف جسدي ، اسحب نفسي للسير و كان الطريق الى باب القصر خاليا تماما من كل صوت او جلبة ، عيناي لا تريان إلا موضع خطواتي و احيانا لا شيء غير الظلام الدامس في غمضة عيني الطويلة .

الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن