الفصل 3 : الأميرة الصغيرة و فتاة القصر

2.1K 167 117
                                    


أخذت عيونه الصغيرة باللمعان و ضحك بكتمان : اعرف جيدا ... و مع هذا لا تشبهين الشخص الذي رسمته في مخيلتي.

جمعت شفتاي و اردفت بعفوية : أرجو أني لم اخيب ضنك .

" الملكة اينسوورث قفزت بنفسها للنهر و أنقذت الأمير ديريك "

- هل كوني ملكة يمنعني من تقديم العون لغيري؟ مبادؤكم تخيفني أحيانا.

لكنه لم يرد علی الاطلاق و اخذ بجمع اموره ثم خرج مُغلقا الباب خلفه بلطف أكاد لا اسمع له ازيزا ، أما أنا وقفت أخيرا بثبات رغم أني لا أزال أشعر بالدوار و الصداع يطرق جمجمتي ، توجهت صوب الشرفة و حين أزحت الستائر بدی لي الفضاء الواسع صاحب التدرجات اللونية ... لم أكن لأصدق مدی انسجام لون الغيوم اللؤلؤي مع السماء البفسجية و الذي يتفتح لونها وصولا إلى الوردي الزاهي في الأفق ، أما أشعة الشمس الذهبية إنها تبدو كخصلات شعر أميرة حريري، لكن لم أكن لأصدق مدی انساجمهم لولا أني ابصرته بأم عيني.

إنه الفجر في مملكة ايزونكا !

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إنه الفجر في مملكة ايزونكا !

لابد أن الوقت أخذني بالحديث مع الطبيب حتی بزغ الفجر من خلف رؤوسنا، امسكت بالستارة بقوة و ازحتها كلها : لا أصدق ! كيف يجرؤون علی تجاهل هذا الجمال الكوني و يسدلون الستار عليه كأنه لم يكن.

ثم فتحت باب الشرفة و خرجت اتنشق بعض الهواء المنعش و تمسكت بطرف جدار الشرفة و الذي كان بطول خصري، و استنشقت قدرا كبيرا من العليل البارد حتی ارتويت ثم اطلقته في زفير طويل ، هذا كان كافيا أن استعيد نشاطي و أشعر بأطرافي من جديد.

كان تحتي مباشرة فرقة الجنود المصطفة أسفل القصر لتأدية التحية الصباحية بأبواق صادحة و أعلام مرفرفة و جعلت اتمعن فيها، لا أكذب إن قلت أني أشتاق لأيامنا في فرقة الحرس الملكي و مع هذا لا نفع لهذا الاشتياق ، كانت الفرقة تتكون من خمسين رجلا اضافة لي و هيدي و لم يعش سوی عشرة رجال ... من بينهم أنا و هيدي !

دخلتُ من الشرفة حين سمعت صوت طرق الباب ، لكنني لم أتأهب لأي خطر فأنا في مأمن الأن، فجأة و بدون مقدمات تدخل آنسة متوسطة القامة صاحبة فستان زهري فاتح اللون و مطرز بالحرير الأبيض فوق ياقته و أكمامه الصغيرة ، انتبهت إلى أنها كانت ترتدي زينة جذابة قد جمعت بها خصال شعرها الأصفر إلى الخلف تاركة بعضا منها يتسلل خلف اذنها المخرمة بقروط متلألئة، لم تكن متكلفة كثيرا لكن بساطتها منحتها مفهوما جديدا للسحر و الجمال.

الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن