فصل 28 (1) : وجوه الى الارض - الذنب ذنبي .

765 53 14
                                        


في اغلب الاحيان، او ربما في اعمارنا بطولها يحصل ان تتشابك الاقدار في الحياة و ترمينا في متاهات معقدة لا ندري السبيل للخروج منها ، هل هو ذنبنا ام ذنبها ؟! اخبرتني مارسيليا يوما ان الاقدار كلها خير و لو احزنتنا ، لذلك اذا لم نرضى بها فهو ذنبنا حتما ... ذلك لأننا بشر ناقصون ، و النقصان يقود الى جهل الحكمة من المصائب و قلة الصبر في المتاعب و تحميل الذنب لغيرنا .

...

بعد استيقاظي في مثل هذا الوقت من المساء ، عرجت نحو الحمام لغسل وجهي بغية ازالة مظهر الارهاق والنوم عن ملامحي فكان اول ما وقعت عليه عيناي من خلف الابخرة المتصاعدة هو ذلك الحوض الممتلئ بالماء الساخن و يطفو فوق سطحه المتوتر بتلات من ورود حمراء اللون ... اما تلك الرائحة الزكية ، كانت تعبق الجو المحيط بي و تمده سكينة و راحة للأعصاب ... تساءلت كم الساعة الان يا ترى و أيا كانت فقد قررت كسر بقية نظام اليوم طالما هو كذلك واسقطت الرداء عن جسدي اتودد نحو الحوض واغمر نفسي فيه بروية حتى استلقيت تماما بين احضان المياه الفائضة .

 تساءلت كم الساعة الان يا ترى و أيا كانت فقد قررت كسر بقية نظام اليوم طالما هو كذلك واسقطت الرداء عن جسدي اتودد نحو الحوض واغمر نفسي فيه بروية حتى استلقيت تماما بين احضان المياه الفائضة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و مع مرور الوقت لم تعد دافئة بما فيه الكفاية لكنها كانت مريحة للجسد رغم كل شيء ، اتكأت برأسي الى الخلف و اغمضت عيني مجبرة وكأن النعاس لم ينهي حصته لهذا اليوم ... و جعلت اتساءل ، لماذا لا يحصل لي شيء واحد فقط أستطيع به فك هذه العقد التي بين يدي !؟ نوم أبدي او أني استيقظ فجأة فأجد ان كل ما مررت به هو كابوس طفولة لا غير، و لكن لا ! كل شيء امامي الان حقيقي بحت و انا مجبرة على الوقوف امامه وجها لوجه و التعامل معه عاجلا غير آجل .

من جهة ليون الذي أفسد كل شيء خططت له و احكمت ترتيبه و من جهة اخرى هايدي التي اصبحت بشكل مفاجئ هيلدا ... الفتاة التي ابحث عنها كإبرة في كومة قش من اجل شقيقها جعل القدر يسخر مني بأن كانت بين يدي تماما كخادمة طوال هذا الوقت ، لا بل و اين المُشكلة الكبرى ؟! كنت قد أرسلتُ لها حبيبا وهميا و جاسوسا لاستنباط المعلومات منها ، يا للهول كيف لي ان أبرر له الان مثل هذا الموقف الصعب خاصة و اني كنت قد اخفيت كل شيء عنه ؟! مهما شرحت لنفسي و اقنعت فمظهر الامر سطحيا سيجعلني في موقع الكاذبة الخادعة و الخائنة ، الان لن أستطيع رفع وجهي امامه ... و لا النظر في وجهه ابدا .

الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن