قلبي الصغير يرتجف و ينقبض ، غيضا ؟! حقدا ؟! حبا أم تمردا ؟! جل ما أفكر فيه الآن هو أني لن أرضى بالسكوت عن الأمر ... فقد دفنوا وجودي و طمسوا حقيقتي تحت التراب ، تجاهلوا كياني و استلوا روحي بأيديهم .
فقط لأني لم أكن بالشخص الذي يريدونه ، لأنني خيبة أمل .
.
.
.- ذلك القبر ليس لي و ما يرقد فيه سوى كذبة .
فاستدار الملك ريتشارد و أعطاني ضهره مبتعدا بينما يتمتم بين شفتيه بسخرية : هذا إن سمح لك خالك !!
- خال ؟؟ عمن تتحدث ؟؟
نظر إلي بحيرة : اقصد ملك ايزونكا
- أخ أمي هو ملك ايزونكا شخصيا ؟
فتوسعت مقلتاه و برز بؤبؤ عينيه بإنبهار شديد قبل أن يجمع حروفه المتعلثمة : أنت لا تعرفين مجددا ؟
هززت كتفي و ارتسمت الخطوط المنحنية فوق جبهتي لأجيبه : لم يخبرني أحد .
فتنهد ممسكا رأسه و مغمض العينين : لقد اغلقت على نفسك كثيرا يا اينسوورث حتى نسيت كيفيه العيش في هذا العالم ... لم يعد شيء يهمك و فقدت فطرتك في التساؤل قبل يومنا هذا ، في أي عزلة نسيت نفسك فيها ؟! اه ! أسوء من أن لا يعرف أحدهم من يكون هو ألا يعرف أين ينتمي ؟
كلامه هذا صحيح جدا ، ماذا لو فقدت ذاكرتك و انسكبت اللحظات و اختفت الأطياف من قلبك ؟! لن يهم الأمر ... طالما أنك بمأمن مع أشخاص تشعر بإنتماءك إليهم فتجد بقعتك التي تناسب آمالك فيهم و تعكس صورتك الحقيقية في مرآة عيونهم، أما الوحدة في مجتمع يغزوه الكثيرون ! فذلك سيكون بمرتبة الضياع .
- لم أتوقع أنه سيكون لي أفراد عائلة أخر .
فإبتسم بلطف : أجل ، بل الكثير منهم أيضا .
- شكرا لهذا القدر من المعلومات... سأرحل الآن.
- أنت غير مهتمة حقا بمعرفتهم ، خذي حذرك يا آينسوورث ...
استدار كل منا لشأنه و رحلت بخطواتي إلى الأمام : هل سمعت ما قاله يا هيـ ...
التفت إلى جانبي الأيسر و رأيت الجدار يحدق في و كأنه يقول مع من تتحدث هذه المجنونة ؟! ... هيدي ليس هنا ، بئسا !! مع من سأثرثر في الموضوع الآن ؟! لو كان بجانبي في تلك اللحظة لأمسك بيدي و منعني من الخوض في التفاصيل التي قد تنتهي بوقاحة أو شجار على الأقل .
أنت تقرأ
الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )
Исторические романыعشت في اعلى البرج وحيدة تماما ، عزلوني عنهم و نبذوني ... كل ما في الامر اني لم اكن ما كانوا يريدونه أنا ميكا الحاكم الاسود " توقف عن حركات الفتيات المدللة هذه و قاتل بشجاعة " كانت هذه الكلمات تتردد كل يوم على مسامعي !! هذا صحيح . لا يجب ان اكون فتا...