الاستياء! شيء من انعكاس الافعال الموجهة الى الانسان والتي ينبغي عليها ان تكون جارحة لمشاعره لإظهار الاستياء تجاهها او على الأقل تبني موقف من الامر سواء كانت افعالا مقصودة او لا! الغريب في مثل هذه المشاعر و رغم انها ليست بردة فعل تجبر الاخرين على الاعتذار و سحب افعالهم و انما هي مشاعر شخصية فقد أصبحت هي الاخرى محرم اظهارها ذلك لأن السكوت جعل من الآخرين يتمادون في التدخل بمشاعرنا و عدم السماح لنا بإظهار الاستياء هو تكذيبا للحقيقة و حماية لأنفسهم من التهمة - و كأن اخفاء الشيء يعني عدمه بالنسبة لهم - لا يُندم على الافصاح لأن نصف المشاكل بسببه اما النصف الآخر فبسبب السكوت، كل هذا مختصر في اقتباس جميل للغاية صاحبه قد قال انه استطيع الذهاب كما لو انه كل حصل شيء و استطيع العودة كما لم يحصل شيء و لكني لا استطيع البقاء ساكنا دون التعبير عن استياءي.
...
عادت لوكيا تماما بعد نهاية تدريبات الحفل تحمل بعض الرسائل التي فتحتها في طريقي الى الغرفة، بخطوات متعرجة بسبب النعل الغبي شهقت لجواب الرسالة التي احملها، توقفت عن المسير لا اراديا واصدرت صوت صوتا يعير عن استيائي لرفض دعوة فريديريك للقائي فأشارت من خلفي الى ان صحة الامير متدهورة لهذا اليوم ... غريب هل هذا حقيقي؟! هل عادت الامور الى مجرى من يخطط لكل شيء بعد ان كاد يكشف اخيرا؟! لسبب ما لم أكن قد طلبت من ليون التحقق في الامر ولكنه سمع اشاعة لي ان هنالك امرأة قد كلفت رئيس الخدم بتلك المهمة كان لم يتعرف على هويتها التي تخفيها ولكنها كانت غنية بما يكفي لإقناعه، من المؤكد انها من دبرت لحادثة انتحاره.
دلفت الى غرفتي مجددا وكانت هيلدا قد حضرت لي حمامي الدافئ – على الرغم من انني سرحتها من خدمتي -بينما بقية الفتيات انضممن الى خادمات القصر ... الجميع يبذل جهده حقا! لم يتبقى سوى ايام معدودة للحفل و لا يزال يترتب على كاهلي بعض الامور العالقة، مسائل هامة و اخرى شكلية تفضل كلوديا تسميتها بالمصائب، انصعت لضرورة ارتداء فستان في الحفل لإبعاد الهموم التافهة عن رأسي و لكن أرمينيا تتعامل مع خصوصياتي كما لو كانت تخصها لا انا، تركت بصمتها في كل شبر من التحضيرات برأيها و اقتراحاتها و افعالها... اردت شكرها على ذلك و لكني اتردد عندما اكتشف انها قد ألغت كياني تماما، كما حصل اليوم متى كانت واقفة مع مصممة ما تنسق الالوان و التزيين على بضع فساتين و عندما انتهتا من تجاهلي طوال الوقت استدارت لي أرمينيا تسألني عن رأيي بين خيارين اثنين اخيرين... حصل هذا بعد تدريبات الحفل و قبل وصولي الى هنا، لا اعرف لماذا قررت الخروج عن عزلتي وقتها و حماية رأيي من الاضمحلال و التعبير عن الاستياء الذي اشعر به فأجبتها بأن تكمل الأمور طالما من بدأها وحدها و فجأة قوبلت بالغضب الشديد و الوصف بالفضاضة على حد وصفها اذ انها تفعل ذلك لأجلي و بدل ما اكتفي بالمشاهدة و الشعور بالوحدة كان علي من المفترض التدخل و المساهمة برأي ما... واقع الحال ان حياتنا لكي نبدي بها تغييرا فعلينا البحث عنها اساسا هي بيد من ثم التدخل فيها، تشاجرنا طويلا كما العادة و لكن لم يحصل شيء في النهاية سوى تقبل الامر من طرفي... انها الحياة التي تنتهي بك متقبلا لكل شيء من حولك و كأنك شمعة تذوب في مخاوفها فتلين لكل يد تلمسها تترك اثرها فيها فتحتضنه لترتسم ملامحها الجديدة، الشخص الوحيد في هذا العالم الذي سمحت لنفسي ان استقبل رأيه بي ... حطمني! شخص بمثابة عائلتي، في الوقت الذي لم اهتم لرأي العالم بأسره جرحني أقربهم.
أنت تقرأ
الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )
Ficción históricaعشت في اعلى البرج وحيدة تماما ، عزلوني عنهم و نبذوني ... كل ما في الامر اني لم اكن ما كانوا يريدونه أنا ميكا الحاكم الاسود " توقف عن حركات الفتيات المدللة هذه و قاتل بشجاعة " كانت هذه الكلمات تتردد كل يوم على مسامعي !! هذا صحيح . لا يجب ان اكون فتا...