الفصل 8 : نقطة انعطاف

2.5K 249 48
                                    


ركضت بأقصى سرعة خارج الممر لا أعرف هل كنت غاضبة أم حزينة ؟! سحقا ! متی ينتهي هذا الرواق الطويل ؟

ما إن حملت رأسي المطأطئ حتى ارتسمت علی مقلتاي لوحة عظيمة كانت معلقة علی الجدار أعلاه ... لم أرها حين دخلت ، كانت تحمل وجه الملك وسيدة جذابة معه !

ينطلق صوت متكبر : هذه اللوحة تخص الملكة الاولی .

التفت لمصدر الصوت فكانت الملكة نيكول زوجة أبي و والدة مايك .

في نفسي : هذا ليس وقتك !

( جثوت علی ركبتي لتحيتها )

اردفت الملكة نيكول بحاجب مرفوع : انهض أيها الفارس البطل ! لقد انقذت ابني من الخطر و مع ذلك رفضت أن تصير حارسه الشخصي .

- جلالة الملكة ! أنا لا افعل ذلك لسبب شخصي ، بل من أجل المملكة .

تضيف : حسن ! بعد أن عين الملك قائد فرقتكم حارسا لأميري ... ( لا تزال تواصل الكلام )

في نفسي : ما خطب هذه الملكة ؟ إنها تثرثر كثيرا في امعور الحكم !

تواصل الكلام : فإني أريد أن ابلغك أنك بدءا من الأن صرت قائد فرقتك !

احمل رأسي : أنا ؟

الملكة : أجل بكل تأكيد و لا أريد جدالا في الأمر !

- طاعتك جلالتك !

هي : اخبرني ! كيف تشعر بعد أن اخذت مكان قائدك !؟

( أنظر إليها مباشرة ) : اضن أنه نفس الشعور عندما أخذت انت مكان الملكة الأولی !

استسمحتها الإنصراف و رحلت ، ربما تركتها منذهلة أو غاضبة ! كما آمل ألا تأمر بضرب عنقي ! لكن ما كنت أريده حقا هو النظر في وجه امي ! يا الهي إنها اول مرت اتفوه بهذه الكلمة ، أنا لا اشبهها علی الإطلاق ... ربما ورثت لون شعرها البني ! لكنها بدت في الصورة سيدة نبيلة أنيقة و حاكمة شريفة ، انظروا إلي ! أنا حشرة في درع حديدي تركع للجميع .

مرت الساعات الطوال حتی منتصف الليل و أنا افكر في كل ما حدث اليوم ! إنه يوم شاق حقا ... التفت شمالي فلم أجد هيدي بجانبي ، سحقا كيف نسيت هيدي ؟ أنا شخص سيء حقا ، علي البحث عنه و الإعتذار له ، لقد غضبت أكثر من اللازم و حملته جل غضبي بينما لم يرد سوی المزاح معي !

بينما أهم للبحث عنه رأيته قادما بإتجاهي فأسراعت إليه و إنحنيت بسرعة : اعتذر بكل جوارحي اعتذر .

هيدي : ميكا ! ما هذا الكلام ؟ قم !

- ليس قبل أن تسامحني !

هيدي : حسن سامحتك لكن أنا من يجب عليه الاعتذار لك .

ودنی مني

هيدي : ما كان علي أن اقول ذلك الكلام الساذج ، ربما ذكرتك بعائلتك أو استشاطت الأحزان داخلك فأنت لم تخبرني يوما عن ماضيك ، آسف !

- اعتذارك مقبول ! و شكرا ايضا .

هيدي : هيا ميكا ، قم ! لا يجدر بالقائد أن يجثو أمام أفراد فرقته .

( لقد شاع الخبر حقا )

- فقط اصمت ، سأجعلك نائبا لي أتعرف ؟!

هيدي : حقا ؟!

- لا ! أنا لست من النوع الانتهازي ،  إذا أردت أن تغدوا هدفك عليك أن تعمل من أجله ... هيا لنعد الآن ، الجميع بإنتظارنا.

" هذا ما كنت سأقوله "

فورا ما دخلنا مقرنا كانت الفوضی تملأ المكان ، الجنود و النواب و القادة و الفرق !

صوت قوي و غاضب : أنا لن أقبل أن يقودني حشرة مثله !

صوت آخر :  متی صار بإمكان الأسری التحكم في المملكة بينما ابناءها لا !

هتافات مساندة : صحيح !! أجل ، بلی

ثم التفتو لدخولنا

جندي من فرقتي :  أيها الحقير ! تضاهرت بالشجاعة و أصبحت البطل التي تدور حوله القصص ، أنا لن اسمح لك أن ...

و يحمل سيفه تجاهي فأشهرت خنجري في عينه و قبل ذلك سيف هيدي الطويل يكاد يخترق عنقه.

- حركة واحدة واقتلع عينك !

تجمد هذا الأخير كصخرة صماء ثم شعرت بهيدي يضغط علی يدي كي اهدأ بعدما انزل سيفه.

- اسمعوا جميعا ! أنا لا أحمل ضغينة تجاه أي و احد منكم ، إذا اردتم الخصام فلن امنع احدا من الانسحاب من الفرقة و ذلك ليس بقراركم أساسا ! كنا يدا واحدت طوال خمس سنوات ، و إذا أردتم المتابعة معي ، فتابعوا من أجل المملكة ، أنزلت خنجري و ساد الصمت ارجاء الغرفة ! يبدو أن الأمور ستغدوا أكثر تعقيدا .

الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن