عشت في اعلى البرج وحيدة تماما ، عزلوني عنهم و نبذوني ... كل ما في الامر اني لم اكن ما كانوا يريدونه أنا ميكا الحاكم الاسود
" توقف عن حركات الفتيات المدللة هذه و قاتل بشجاعة "
كانت هذه الكلمات تتردد كل يوم على مسامعي !! هذا صحيح . لا يجب ان اكون فتا...
مجرد قطعة صغيرة من صلب ما و بعض الريش المتناثر عليها و رشة من الزينة جعلت نطاق رؤيتي محدودا للغاية و ضيقا عن العادة ، جعلني الامر أفكر في تأثير كذباتنا العلنية على مجال اكتشافنا لحقيقة هذا العالم ! بأي وجه ينبغي ان نظهر لهذا العالم لياقبلنا بالوجه الذي ننتظره منه ؟! ما مدى تأثير اسلوب حياتنا على النهايات التي نتمناها ؟!
ما المقابل من اجل الخلاص !؟ ليجبني أحدكم !
. . .
تحسست بيدي آخر قطعة اكتملت بها حلتي ألا و هو القناع الذي اختاره هيدي لي بالخصوص و وضعه على وجهي فقلت : ما شكل هذا الذي ارتديه ؟!
" احزري ! "
- لا اشعر انه بشكل غراب كخاصتك ، لكنه منقوش كمنقار طائر ايضا ... أيعقل انه ؟!
" بومة ! "
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ابتسم هيدي للنطق بالكلمة في نفس الوقت معا ، قد حان الامر مسليا بقدر ما اردت النظر لمرآة ما قصد التحقق من شكله ، و مع هذا وثقت بخياره و سررت بإنتقائه لي القطعة المفضلة لقلبي ، أتساءل كيف هل اثينا الخاصة بفريدريك ؟! بل فريديريك و شقيقه الأصغر ديريك ايضا ؟!
سرت بجانب هيدي في حين كانت الحرس يحيطون بنا على بعد بعض خطوات اما ميليسا فلبت طلبي بعدم العودة للمنزل فقط لإلهاء المرافقة الغبية عني و مع هذا اشعر انها لن تفعل قلقا على اطفالها و هو امر لها حق فيه ... لنأمل ان ارمينيا ارسلت احدى مرافقات العائلة الخدمة الملكية حرصا في و ليس تجسسا او شيء من هذا القبيل فإن كان كذلك فسينهار جسر مهم جداً بنيته على انقاظ الثقة بها .
كالعادة كان صمتنا مدويا في بداية المسير الذي يشبه جولة عسكريّة ان لم يكن كذلك ، حاولت قدر الامكان ارخاء كتفي و التقصير من خطواتي قدر الامكان لكن لا فائدة ...
" ستصابين بالشلل "
- تبا لك .
دائما ما كان هذا حديثنا في حين الصخب من حولنا يصم الاذان لربما هو امر غير مهم لي فعادة لا اشعر بطول صمتي فقط لمجرد الرغبة في الاستماع او انه المقدار الذي يوفيني ، اشتد الزحام الشديد على طول الخطوات و لم انتبه بسبب انشغالي بالتحديق في مختلف المحلات و المأكولات الى انني انفصلت عن هيدي و حراسي نهائيا ... استدرت حول نفسي مرارا و تكرارا و لم اتمكن من الصراخ لا بإسمه و لا بصوتي خشية التعرف علينا اضافة إلى انني لا احفظ شوارع اينسوورث بدقة خاصة و الاختلافات التي طرأت عليها بسبب المهرجان ، توقفت في مكاني قصد عدم الابتعاد و انتظرت عودة احدهم لي لكن لم يحصل سوى غلق الطريق اكثر و الاصطدام بالمارة فخرجت من السيل الغفير للعابرين و رفعت انفاسا منتظمة عندما اتكأت على جدار مرتفع ارتب افكاري ...