تساءلت عند النظر من النافذة ما الذي كان يمنعني من اطالة بصري نحو اسوار القصر و القرية الخضراء !؟ إذ لطالما كنت مطأطئة الرأس انظر فقط لساحة القصر التي بالكاد كنت المحها ، بالتأكيد لأني ضعيفة للغاية ! و في حين كنت كذلك جذبني رؤية شعاع من الضوء يضيئ و يختفي في ثانية بإتجاه القرية الخضراء و لا يعني ذلك شيء سوى انها اشارة نارية لطلب النجدة و المساعدة ، و لكن ... تصدر مِن مَن ؟! انها القرية التي لا تأوي احدًا من البشر و لا اعتقد ان قُطاع الطرق سيرسلون اشارة ما ... و إن فعلوا فأي ورطة هذه ؟!...
- هناك ... تعال و انظر
" ما الامر ؟! "
وقف دون تردد بجانبي و كأن شيئاً لم يحصل للتو ثم أريته تلك النقطة المتناوبة بين النور و الظلام بينما كنت امسح على عيوني و قلت له : هل تعتقد ان احدهم يستنجد بنا ؟!
" في القرية الخضراء ؟! لا احد يعيش هناك اساسا " سأل و اجاب نفسه مرة واحدة ثم واصلت : اعرف ، لكن هل تعتقد ان الامر يستحق العناء !؟
فهز كتفه و رسم علامات الحيرة و قال : ان كنت تريدين التحقق فقد تأخرتي بالفعل ، علينا الاسراع "
ركض هذا الاخير نحو الدرج ممسكا بيدي و لكني تسمرت في مكاني و كاد بذلك ان يرتطم بسبب الارتداد القوي ، كان يعتقد اني فعلت ذلك عمدا بغية تفريق خطواتنا عن بعضنا البعض لكن لم يكن الامر يتعلق بشيء ما عدا حلكة الدرج ...
" الظلام ؟! الشمس لن تشرق الا بعد ساعة ربما... "
على الرغم من صدمتي لمرور الوقت بهذه السرعة إلا تسمرت على رأيي في حين كنت على اصرار ايضا بشأن تقديم المساعدة ... صمت لثوان غط المكان و فجأةً لسبب ما بدأ الظلام يتلاشى شيئا فشيئا و صوت الخطوات الصاعدة يبدو واضحاً عبر الدرج و شعلة تفسح لنا المجال لرؤية الزائر غير المتوقع ولم يكن الا ليون الذي كان يحمل فانوس انارة متوهج ، بغرض البحث عني .
- ليون ... لم انت هنا ؟!
" لقد وجدت الملكة، انها هنا " نادى الشاب بالسباق لمن يبدو انه خلفه و لم تمض ثواني الحيرة في رأسي حتى تقدمت من بعده ارمينيا بسرعة و دفعت هيدي الذي كان يعترض الطريق بيدها لتصل الي فتضمني بذراعيها و تقيدني في صدرها ... حيرتي و نبضات قلبي تتسارع في كل لحظة تمر من هذا الحاضر حتى بعد ان ابعدتني عنها و خاصة عندما القت بصفعة قوية على وجه هيدي ، اجل ! صفعة قد ذقت من طعمها يوما ما لكني اليوم كنت قد شهقت بطريقة لا ارادية من سرعة تدفق الاحداث و تشابك الخيوط ... ثم صرخت مربيتي فيه بحقد : بدل حماية سيدتك انت هنا تجلب العار لإسمها ... هل تعرف كم جعلت ابحث عنها في القصر في هذا الوقت المتأخر ؟! هل هذا بمكان تسمح لملكتك بالتواجد فيه ؟!
![](https://img.wattpad.com/cover/136437638-288-k841461.jpg)
أنت تقرأ
الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )
Ficción históricaعشت في اعلى البرج وحيدة تماما ، عزلوني عنهم و نبذوني ... كل ما في الامر اني لم اكن ما كانوا يريدونه أنا ميكا الحاكم الاسود " توقف عن حركات الفتيات المدللة هذه و قاتل بشجاعة " كانت هذه الكلمات تتردد كل يوم على مسامعي !! هذا صحيح . لا يجب ان اكون فتا...