الفصل 25 (1) : ايزونكا ترحب بكم - جسر الزمن -

813 59 86
                                    


تساءلت عند النظر من النافذة ما الذي كان يمنعني من اطالة بصري نحو اسوار القصر و القرية الخضراء !؟ إذ لطالما كنت مطأطئة الرأس انظر فقط لساحة القصر التي بالكاد كنت المحها ، بالتأكيد لأني ضعيفة للغاية ! و في حين كنت كذلك جذبني رؤية شعاع من الضوء يضيئ و يختفي في ثانية بإتجاه القرية الخضراء و لا يعني ذلك شيء سوى انها اشارة نارية لطلب النجدة و المساعدة ، و لكن ... تصدر مِن مَن ؟! انها القرية التي لا تأوي احدًا من البشر و لا اعتقد ان قُطاع الطرق سيرسلون اشارة ما ... و إن فعلوا فأي ورطة هذه ؟!

...

- هناك ... تعال و انظر

" ما الامر ؟! "

وقف دون تردد بجانبي و كأن شيئاً لم يحصل للتو ثم أريته تلك النقطة المتناوبة بين النور و الظلام بينما كنت امسح على عيوني و قلت له : هل تعتقد ان احدهم يستنجد بنا ؟!

" في القرية الخضراء ؟!  لا احد يعيش هناك اساسا " سأل و اجاب نفسه مرة واحدة ثم واصلت : اعرف ، لكن هل تعتقد ان الامر يستحق العناء !؟

فهز كتفه و رسم علامات الحيرة و قال : ان كنت تريدين التحقق فقد تأخرتي بالفعل ،  علينا الاسراع "

ركض هذا الاخير نحو الدرج ممسكا بيدي و لكني تسمرت في مكاني و كاد بذلك ان يرتطم بسبب الارتداد القوي ، كان يعتقد اني فعلت ذلك عمدا بغية تفريق خطواتنا عن بعضنا البعض لكن لم يكن الامر يتعلق بشيء ما عدا  حلكة الدرج ...

" الظلام ؟! الشمس لن تشرق الا بعد ساعة ربما... "

على الرغم من صدمتي لمرور الوقت بهذه السرعة إلا تسمرت على رأيي في حين كنت على اصرار ايضا بشأن تقديم المساعدة ... صمت لثوان غط المكان و فجأةً لسبب ما بدأ الظلام يتلاشى شيئا فشيئا و صوت الخطوات الصاعدة يبدو واضحاً عبر الدرج و شعلة تفسح لنا المجال لرؤية الزائر غير المتوقع ولم يكن الا ليون الذي كان يحمل فانوس انارة متوهج ، بغرض البحث عني .

- ليون ... لم انت هنا ؟!

" لقد وجدت الملكة، انها هنا " نادى الشاب بالسباق لمن يبدو انه خلفه و لم تمض ثواني الحيرة في رأسي حتى تقدمت من بعده ارمينيا بسرعة و دفعت هيدي الذي كان يعترض الطريق بيدها لتصل الي فتضمني بذراعيها و تقيدني في صدرها ... حيرتي و نبضات قلبي تتسارع في كل لحظة تمر من هذا الحاضر حتى بعد ان ابعدتني عنها و خاصة عندما القت بصفعة قوية على وجه هيدي ، اجل ! صفعة قد ذقت من طعمها يوما ما لكني اليوم كنت قد شهقت بطريقة لا ارادية من سرعة تدفق الاحداث و تشابك الخيوط ... ثم صرخت مربيتي فيه بحقد : بدل حماية سيدتك انت هنا تجلب العار لإسمها ... هل تعرف كم جعلت ابحث عنها في القصر في هذا الوقت المتأخر ؟! هل هذا بمكان تسمح لملكتك بالتواجد فيه ؟!

الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن