لست واثقة مما فعلته تماما، و لكني على الارجح تمكنت من اسقاط ثقل رهيب كان قد انقض ظهري و قلبي كذلك... اشعر بفراغ كبير هواء بارد يجتاح مساحة صدري و كأني صرت مفتوحة الى هذا العالم الواسع، لم اشعر بنبضات فؤادي و لكن وتيرة تنفسي تنبأ بها... هرعت بها سريعا الى الداخل قبل ان اسمع كلمة اخرى منه و اغلقت الموضوع بنفسي حرفيا تاركة تلك الشرفة و القمر و النجوم شاهدة على ما مضى، قشعريرة مرت في ذراعي لدرجة اني احتضنت نفسي بقوة كي استعيد الشعور بها... كل جسدي و اطرافي احس و كأنها مغمورة في عالم آخر غير هذا الذي انا به في الواقع ، ما اسم هذا الشعور؟! هذا الشعور الذي ترغب بالمزيد منه وفي نفس الوقت تترقب للهرب من شباكه ...
...
حذفت مشهد العشاء من ليلتي ونمت احتضن الوسادة على وجهي احاول نسيان ما حدث للتو وكذلك لنيل قسط من الراحة والهدوء قبل سهر من العمل والتفكير الطويل الذي لا مهرب منه حتى اللحظة، لا اعتقد أني فعلت خطأ ...حاولت دائما ان أعيش حياة لا اجرح فيها أحدا و الا يكون قريبا كفاية لجرحي، توقعت كل شيء و أي شيء من أي احد و قبلت بالمسافة التي بيننا، هذا ما اخبرت به نفسي و مع هذا اجدني في الموقف الحقيقي اتألم ألم لم ارغب به لأحد... شعور الخذلان و الخيبة، لم يكن هنالك معنى من جرح احد اذا كنت تستطيع شرح الامر له، تلك القصص و الروايات لم تكن منطقية بالنسبة لي ذلك لأني لم احب يوما الكذب في حياتي، لقد كنت صيحة كفاية لأتجاوز مثل هذه المواقف دون ندم.
نمت طويلا وكان نوما لا بأس به بل ثقيلا للغاية لدرجة أني لم استفق حتى وجدت ان الجميع من حولي قد آوى للنوم في حلكة وسكينة عدى شخص واحد جالس على طاولة يخط رسالة ما.
" الييس؟ ! "
"جلالتك"
قمت بروية من السرير اتجاوز أجساد الفتيات وعيناي نصف منكمشتان لإضاءة ضعيفة من الشمعة الوحيدة في الغرفة تذوب باكية دموعها كالتي طبعت رسالة الييس، كانت فتاة منضبطة للغاية لدرجة لا تجرء على جمع رسالتها و اخفائها عني لكن وجهها كان متعبا رغم ذلك، امرتها بإنهاء رسالتها دون اهتمام لوجودي او لاقتحام خصوصيتها و تكفلت من اجلها بإرسالها بأقصى سرعة ضنا مني انها موجهة لعائلتها مثلا او شيء من هذا القبيل، شكرت معروفي و في حلكة المكان جمعت كلمات اعتذار لم افهم مغزاها او الماهية منها الا بعدما شرحت ان غلطتها تتمثل في سوء التفاهم الذي حصل صباح اليوم مع الملكة كارول و انها تستحق العقاب لتقصيرها في العمل... و فجأة لمعت الفكرة في عقلي و تفتحت عيناي جيدا.
- مهلا هل هذا طلب استقالة؟ !
فتحت الرسالة بعدما قمت بحفظها تحت وسادتي لأتفاجأ حقا انه طلب استقالة موجه الى رئيس الخدم في اينسوورث... جعلت شفتاي خطا مستقيما من العبوس وحرقت الاخيرة في تلك الشمعة في دهشة منها.
أنت تقرأ
الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )
أدب تاريخيعشت في اعلى البرج وحيدة تماما ، عزلوني عنهم و نبذوني ... كل ما في الامر اني لم اكن ما كانوا يريدونه أنا ميكا الحاكم الاسود " توقف عن حركات الفتيات المدللة هذه و قاتل بشجاعة " كانت هذه الكلمات تتردد كل يوم على مسامعي !! هذا صحيح . لا يجب ان اكون فتا...