الفصل 25 (2) : ايزونكا ترحب بكم : العاشقات ضد العائلة و الحب ضد الولاء

1.5K 124 107
                                    


يُقال في عصرنا ان الاحمق وحده من يُصاب من نفس الرامي بسهمين ، في حين كنت اقول ان النسيان و المغفرة هما من يُلقيان بنا لتكرار اخطائنا دون ندم ... مبادئنا الراسخة في اذهننا هي شيء من اشارات التوجيه في حياتنا هذه و مهما كانت نتائجها سلبية كل مرة فلن ننجح في الوصول الى الهدف حتى نقتنع بتغيير انفسنا و من قرارات اعماقنا .

...

إنهار سقف توقعاتي على رأسي و شعرت ببلاهتي بسبب الدوس على مبادئي و تجاوز حدودي في علاقتي مع العالم الخارجي ، صحيح اني من عيَّنت يوراسيل ليتجسس على هايدي لكني لم افعل ذلك إلا لأني لم ارد ان ينتهي بها المطاف بعمل خطير يقودها لحتفها مثل صديقتها كريستا ، تلك التي لا يبدو لإسمها اثر في قائمات خادمات القصر الصيفي لمملكة ايزونكا ... اعلم انه قد تم نفيها او اسكاتها نهائيا ، عدم ثقة هايدي بي رغم جهدي في حمايتها و تقريبها مني قد كسر من مرآة قلبي التي ضننت اني ارى فيها انعكاس صغيرا من تحسن علاقاتي و بداية اهتمامي بمشاعر غيري ... لكن الان تلك المرآة قد تهشمت تماما و لم يبقى من اثرها سوى الفتات المصطبغ بلون الدم القاني ، و لكني حقاً استحق هذا الموقف الذي حصل اليوم ! لماذا ؟! بالطبع لأني ببساطة خالفت مبادئي بحصر مساحتي في هذا العالم المخادع و لأني اخرجت يدي من جيوبي و بدأت اتمسك بأيد خائنة .

انه درس لن انساه ابدا ... و خطأ لن انفك اكرره يوما تلوى الآخر .

خرجت من غرفتي اعد نفسي بأني سأتوقف عن التفكير حالا في هذا الامر فكثرة ترديد الموضوع في النفس يفتح مجالات ثانوية و ابوابا من الجحيم فيجعل من الفُتات صخورا و من الغبار جبالا ... تجاهل مشاعر النفس كذلك هو يوما ما كان من مبادئي لأن نبش قبور الصدر يوقظ من الجراح امواتا احياء .

تفاجأت بكون ليون نائما على عتبة الباب شبه واقف يُكابر جسده على التحمل و بما ان اصواتنا لم تمنعه من اخذ غفوة فلا بد و أنه يقف على شفير الانهيار ، ما الذي ينبغي قوله الان ؟! هل افكر في كونه بشرا بحاجة للراحة رغم انه يخالف اوامري في اخذ وقت مستقطع ام اتغافل بسبب طبيعة عمله ؟

اصدرت صوتا بقدمي على الارضية فإستفاق بسرعة و مسح من عينيه آثار النوم لأقول بغضب : ألم اقل سابقا فلتحضى براحتك ؟!

" جلالتك ... "

لم يجد ليون ترتيب حروفه الصحيح للنطق بكلمة فحتى انا كنت سأرتبك لأني لست ادري لماذا فاض كأس صدري بموقف كهذا الذي حصل ... فجأة فُتح باب الغرفة المجاورة و كانت شارلوت التي القت بشعرها الطويل الاسود على نصف وجهها و تشير بأصبعها الى فاهها بالسكوت ، بفستانها الابيض و ملامحها الباردة ارتجع ليون الى الخلف لولا اني عفصت بقوة على قدمه للتوقف فلا نية لي في ايذاء مشاعرها ، و كذلك كانت فرصة ذهبية لاني بحاجة للجلوس في شرفة قريبة من خاصتي ... ودَّعت ليون و حذرته للمرة الاخيرة أني مسؤولة به امام والدته السيدة غارسيا و انها لن تكون سعيدة اذا ما كنتُ سببا في انهياره ، و هكذا اقتحمت غرفة اميرة مملكة هايبرغ التي استقبلتني من دون حرج او حيرة .

الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن