تشاركت و مارسيليا أمورا كثيرا ، ربطني القدر بها في يوم ربيعي جميل ... سبقه أيام من الوحدة التي أنتظر فيها يدا جديدة لتمسك بي ، و على الرغم من يناعة رأسي الصغير إستنتجت أن آرمينيا تستبدل مربياتي كل مرة لأني أتعلق بهن ... لذلك !! إذا كنت أحب مارسيليا ، فعلي الإبتعاد عنها ....
أشرقت الشمس الوقحة في هذا اليوم الكئيب على قلبي غير آبهة لحاجتي إلى جو بارد ممطر فلا يفرق أحدهم بين قطرات الغيث و دموعي ... لم يمر الكثير على ذكرى وفاة كريستوف لتحل علي تلك الخاصة بمارسيليا ، بالنظر إلى عمري حاليا لربما أنا في سنها تقريبا قبل سنوات مضت ، شابة بسيطة المظهر من عائلة فقيرة و نسب ضعيف ... تلك المربية العاملة الخادمة كانت كل شيء لي ، كانت حضنا دافئا و أختا لطيفة ... تجيد جدل الشعر بمهارة و تحفظ الكثير من القصص و التهويدات ، خيالها خصب حد الحدود و رؤيتها بعيدة المدى ... عيبها الوحيد الذي قتلها هو حبها لذلك الرجل .
" سيدي ، يوم طيب "
- ليته كذلك حقا .
كانت هذه أول مرة لا أستيقظ فيها قبل فتياتي ، لربما شعرن بالفخر ... قمت من سريري و أنهيت إغتسالي ببعض الملابس الرمادية إخترتها لنفسي من الخزانة الهدية التي منحني إياها سيد شبح الذي لم أره منذ فترة طويلة في القصر ،
لربما هي أول مرة أرتدي فيها لونا غير الأسود ، تساءلت لم هذا اليوم فقط قررت جعل لون ملابسي فاتحة بعض الشيء على الرغم من انه يصادف ذكرى حزينة !! أردت فقط جعل هذا اليوم يوم حرية لي و إعتراف بأني لا أكترث حقا ... لو أحبتني بمقدار حبي لها لما تخلت عني ، لماذا علي التمسك بذكراها إذن ؟
" صباح الخير ملكتي "
- ليته كان كذلك .
جلست برفقة نفر لا يعد من الآنسات و السيدات و بجانب كلوديا التي لا تفارقني إطلاقا و ضلت طول الطريق و هي تمدح هيئتي الجديدة ... و على الرغم من كل المشاكل التي تصادفها من قبل والدتها بسببي لكنها تتشبث بي كنوع من الإغاظة لها خاصة و أنها مدللة أبيها .
طاولة بطول صف جنود معركة تكفي لإشباع بطون جناح الخدم ليومين كاملين ، ذلك فقط كان إفطارنا الملكي ... أشعر
بالذنب لجلوسي في هذا المكان متذكرة كل أولئك الأشخاص الحارثين على لقمة العيش ... لو كانت نفسي الصغيرة هنا لركلتني ثم صرخت ، أنا جائعة !!- فستان جميل سيدة إلين .
" من ذوقك جلالة الملكة "
أنت تقرأ
الحاكم الاسود ( جزء أول و ثان )
Ficção Históricaعشت في اعلى البرج وحيدة تماما ، عزلوني عنهم و نبذوني ... كل ما في الامر اني لم اكن ما كانوا يريدونه أنا ميكا الحاكم الاسود " توقف عن حركات الفتيات المدللة هذه و قاتل بشجاعة " كانت هذه الكلمات تتردد كل يوم على مسامعي !! هذا صحيح . لا يجب ان اكون فتا...