وأنا راجعة على البيت بعد الدوام أتذكرتا وائل وكيف شاكلتو أمبارح وضربتو .. قلبي وجعني شدييد على الطريقة الاتعاملتا بيها معاهو ، أنا ما أتعاملتا معاهو كدا إلا عشان مصلحتو وعشان الغلط بيبقي غلط وما مفترض أخليهو يعمل حاجة زي دي ويأذي غيرو وما أعاقبو وما أوريهو أنو تصرفو غلط .. لانو ما من حقو خالص يشيل حاجة حقت زول بدون أذنو ويضربو كمان! فكان لازم أشاكلو قدامهم عشان تاني كل ما يجي يكرر الحركة دي يتذكر أني ضربتو قدام الناس ويتذكر الإحراج الدخلتو فيهو ويفكر أنو لو ما كان العملو غلط ما كان أنا ضربتو كف قدام صحبو وأم صحبو .. وعشان خالتو أنتصار ما تقول أنا سمعتا كلامهم وما شاكلتا وائل رغم أنو هو غلطان عشان وائل ولد أخوي .. بس مع ذلك أنا ما بقدر أستحمل فكرة أنو هو يكون زعلان ولا شايل في خاطرو مني .. لدن ووائل ديل أنا بعتبرهم أولادي ومربياهم على يدي .. وصاح أنا ضربتو كف وأحرجتو لكن من جوا أنا أتوجعتا وأتحرجتا أكتر منو لاني أتضطريت أعمل كدا .. ولاني أتعاملتا معاهو بطريقة قاسية ممكن تكرهو فيني وما ينساها حتى بعد زمن ... بس أعمل شنو أنا غير أني بقيت قاسية والدنيا جبرتني أبقى بالشخصية السيئة دي ، لمن أنفعل ما بلاحظ لي تصرفاتي وبتحمق سريع .. المهم غشيت الدكان أشتريت ليهو كم شوكولاته هو ولدن .. ولمن رجعتا البيت أديتهم ليهو وما قلت ليهو إني جبتهم ليك عشان شاكلتك .. بس قلت ليهو إني جبتهم عشان أنت أمبارح حليت المسائل .. وهو شالهم مني وما قال حاجة .. قلت ليهم وبرضو جبتا ليكم اندومي رأيكم شنو نعملها؟ .. وائل عاين لي بي أستغراب وقال لي إنتي جبتي لينا أندومي؟؟ مش مانعانا منها؟ .. قلت ليهو أنا ما مانعاكم منها نهائيا بس ما بحبكم تكترو منها يعني مثلا تاكلوها في الاسبوع مرة وممكن الاسبوع البعديهو ما تاكلوها ، عشان هي بتضركم وأنتو لسه صغار ما دايراكم تتعودو عليها .. لدن قالت لي يييي وقعدت تصفق.. ضحكتا وقلت ليهم أمشي أسويها وأجي .. قالو لي طيب .. مشيت عملتها وعملتا معاها عصير وجبتها .. ونحنا بناكل وائل ملأ المعلقة أندومي وكان ح ياكلها لكن أنا خطفتها منو بسرعة وأكلتها .. وقلت ليهو ولااا .. وطلعتا ليهو لساني .. قال لي عمتو يااااااخ .. قلت ليهو راحت عليك .. بقى بس مترصدني متى ما أكون عايزة أكل يحاول يخطفها مني .. ولمن يشيلها يقعد يضحك ويكاويني .. لحدي ما خلصنا أكل ...
بعد كم يوم ونحنا شغالين في الحسابات حقت الاسبوع الجديد .. خديجة قالت لي عاوزة أشتغل سريع عشان الليلة طالعة بدري .. قلت ليها ماشة وين يختي؟ .. قالت لي عندي ولد عمتي عرس قريب وقبل يومين جو هو ومرتو من برة وكانو عاملين ليهم كرامة في أم درمان لكن أنا ما مشيت وأمي قالت لي سألو منك وقالو لي ما جيتي وهسي قلتا أمشي أطل عليهم وأوريهم وشي عشان ما يزعلو مني .. قلت ليها كويس والله علاقتكم حلوة مع أهل أبوك .. قالت لي ايي .. سرحتا مسافة كدا وبعدها قلت ليها تصدقي!! أنا ما حصل مرة شفتا أعمامي غير مرة واحدة بس؟ .. قالت لي وهي منططة عيونها وبتعاين لي بخلعة: أصلووو ما بصدق .. قلت ليها والله العظيم شفتهم يوم وفاة أبوي بس قبل 7 سنة وهسي ملامحهم زاتها ما متذكراها كويس والعجب أولادهم لا عارفة عندهم كم ولد ولا كم بت ولا أسماءهم منو ولا أشكالهم عاملة كيف وكان لاقوني قبلي كدا في الشارع ما عارفاهم، دا أصلا لو كان عندهم أولاد لاني ما متأكدة من الحاجة دي .. قالت لي بخلعة: لي لكنن؟؟ .. قلت ليها الصراحة حصلت مشكلة كبيرة بينهم وبين أبوي ووقتها جدي وأعمامي أتبرو من أبوي، يعني ايييككك من زمن أبوي عرس أمي وهو مقاطعهم رسمي ومافي بينهم أي تواصل خالص ولا عارفين عنهم شي لانو أبوي زاااتو ما عارف بس كل البنعرفو أنو عندو أخويين أسماءهم بدر الدين وصالح وأخواتو ديل ما بعرف عددهم كم وساكنين في مدني مع ناس جدي دا كل البنعرفو .. خديجة بقت بتعاين لي بصدمة ومتحيرة من القولتو .. ضحكتا وقلت ليها حاجة غريبة مش؟؟ .. قالت لي شددديد ياااخ أنا نهائي ما بصدق أنو في زول ما بعرف أعمامو كويس لدرجة ما عارف إذا عندهم أولاد ولا لا من الاساس وما حصل قابلهم خالص ولا شاف أعمامو غير مرة واحدة .. قلت ليها عااادي ما كل الاسر العلاقات بين أفرادها طيبة وما كلهم بكونو متواصلين مع بعض وعارفين أخبار بعض، نحنا ما عندنا علم بالحاصل جوا البيوت وورا الحيطان شنو .. قالت لي فعلا ووالله أنا ياداب حتى ركزت في حتة إنك نهائي ما بتجيبي سيرة أعمامك ولا حصل مرة سمعتك ذكرتيهم على لسانك أو حكيتي لي بيهم .. قلت ليها لانو زي ما قلت ليك ما عندي بيهم صلة ولا بعرف ليهم شي، أبوي دا سيرتهم بتجي على لسانو بالصدفة بس .. قالت لي اممم .. قلت ليها ما خلصتي شغل؟ أنا أنتهيت .. قالت لي دقيقة فضل لي شوية .. قلت ليها سمح .. أنتظرتها لمن تمتو وشلتو منها .. قلت ليها ح أمشي لي المنفسن داك وأديهم ليهو .. قالت لي الولد دا نهائي ما ردتو يا ميامن .. قلت ليها وأنا بلملم في الورق مع بعض: والعجب أنا مستفزز ياااخي .. قالت لي نحمد الله على قول حبوبتي .. ضحكتا معاها ومشيت ليهو .. دقيت باب المكتب كم مرة لكن ما كان في رد .. قلت معناتو طلع .. أحسن زااتو أخت ليهو الورق وأمشي وهو يقراهم بي طريقتو .. فتحتا الباب ودخلتا جوا .. لقيتو قاااعد وشغال بي الابتوب حقو ومركز فيهو شديد .. قلت ليهو يا أستاذ .. ما ردا علي .. رجعتا تاني ناديت ليهو .. رفع رأسو وقال لي وهو متفأجي من وقفتي قدامو: إنتي جيتي هنا متين؟ .. قلت ليهو هسي دي .. قال لي بضيق: ولي ما بتدقي الباب وبتستأذني قبل ما تخشي؟ زريبه هي ولا شنو؟ .. قلت ليهو دقيتو لكن أنت ما سمع... .. قاطعني وقبل ما أتم كلامي قال لي تمام المعلومة وصلت بس أعملي حسابك المرة الجاية إلا أنا أقول ليك خشي حتى تدخلي، وكان دقيتي مليون دقة ما تدخلي بدون أنا ما أسمح ليك فاهمة؟ .. قلت ليهو لكن.... .. قاطعتني لي المرة التانية وقال لي لو سمحتي أنا ما عندي وقت لي التبرير والكلام الكتير أنجزي وخشي في الموضوع المهم طوالي ولا أتفضلي أمرقي هدا الباب قدامك ... عضيت على أسناني من الغيظ وكان نفسي أخبتو بي أقرب حاجة جنبي لمن أوريهو الما بعرفو لانو أختصرني بطريقة مبالغة .. قال لي يا أستاذة خلصينا الورق وينو؟؟ .. أديتو ليهو بزهج .. عاين فيهو مسافة وقال لي الشغل الصح ما كدا يا ماما .. في قلبي قلت ليهو والله أنت غااايتو لا بعجبك العجب ولا الصيام في رجب ولويت خشمي .. قال لي تعالي .. مشيت وقفتا جنبو وأنا بصرصر في وشي .. قال لي إنتي بدل ما تكتبيهم بالطريقة دي أحسن تدخلي معلومات كل زول بيشتري مننا في الكمبيوتر في كم ملف كبيير ويكون فيهو نسخ كتتيرة ولي كل زبون نسخة، يعني مثلا تفتحي نسخة وتعملي فيها زي شكل المصفوفة بالظبط في التخطيط لكن يكون كبير شوية وصفوفو واسعة بحيث أنها تشيل الكلام وجواها تكتبي أسمو والكمية الاشترها والمبلغ الدفعو في أول صف ومعاها التاريخ وتسميها بي أسمو، عشان كان جاك راجع تاني تسأليهو هل قبلي كدا أتعامل معانا وأشترى مننا ولا لا؟ ولو قال ليك أيي طوالي تكتبي أسمو في السيرش وبتجيك نسختو في الملف المعين ومنها ح تدخلي المصفوفة بتاعتو وتكتبي الطلبية التانية ليهو تحت الطلبية الاولى وفي الصف التاني دا بالنسبة لي الفرد يعني عشان الخصومات البتحصل، أما بالنسبة لي جمع الحسابات ف إنتي هنا أشتغلتي زي شغلك القديم وأكتبي كل مبلغ بدخل وبطلع وأجمعيهم كل يوم بي يوم عشان أخر الاسبوع نقارن مجموعهم مع القروش الفي الحساب البنكي ... قلت ليهو طيب تمام .. قال لي الطريقة دي ح تسهل عليك الشغل وبتختصر ليك الوقت .. هي فعلا ح تسهلو علي لكن أنا ما رضيت أعترف ليهو بالحاجة دي عشان ما يقول أنو بالجد الشغل الصاح ما زي حقي الاول ولا يفتكر نفسو فاهم أكتر مني .. قال لي أمشي أشتغلي بالطريقة الوريتك ليها دي وتعالي لي تاني .. قلت ليهو طيب .. وخميت أورقي ومشيت المكتب وأنا بتأفف لاني بكره التنظير وما بحب زول ينظر على حاجة عملتها ويقعد يتفلهم لي فيها .. خديجة قالت لي مالك يا بت جاية زهجانة ووشك شوية ويقع منك؟ .. قلت ليها في غير الغبي دا بعكر علي مزاجي! .. قعدت في محلي وقلت ليها باللهي قعد يتفلهم علي وقال لي الشغل الصح ما كدا يا مااما .. وبقيت بحاكيهو وبلوي في خشمي .. طوالي هي قرصتني وأشرت لي بيدها نظام أسكتي .. قلت ليها اااي ياااخ مالك قارصاني أستني خليني أتم ليك تنظيرو .. وقلت ليها طبعا دقيت الباب وما سمعني ولمن دخلتا قال لي إنتي بتدخلي بدون ما تستأذني مني لي زريبة هي! عان الوهمي الفاكر نفسو واو داااك لدرجة يدقو ليهو الباب!! غاااايتو نعيش ونشوف .. وعملت حركة بي وشي .. وقلت ليها عليك الله يا خديجة هسي وشو ولا خلقتو دي خلقة أستئذان؟ عليك الله وريني! .. فضلت ساكتة وأبت تتكلم .. قلت ليها قولي لي ما خلقة يستاذنو منها مش؟ أصلا أنا عااارفاك بتكرهيهو عمى زيي وما بتحبي أجيب ليك سيرتو .. في اللحظة دي حسيت بيها قربت تبكي وملامح وشها كانت بتقول لي لو سمحتي يا ميامن ما تتكلمي زيادة .. قلت ليها أحيييه بس مفتكر نفسو سلطان زمانو وهو ولا شي دا البغيظني وبرفع كثافتي .. وعضيت أصبعي .. لمن شفتها لسه ساكتة وما بترد لي .. قلت ليها إنتي يا بت مالك ساكتة وما متفاعلة معاي ومالا ملامح وشك عاملة كدا زي الخايفة ومتوترة من حاجة؟ ااا؟ .. فجاة سمعتا صوت زول جاي من وراي بقول لي: لانو أنا واقف هنا من بديتي تتكلمي علي وهي من قبيل بتنبه فيك عشان تسكتي .. أتفلتا عليهو بسرعة وأنا مخلوعة وقلبي داير يقيف من الهجمة .. لقيتو واقف ومدخل يدينو جوا جيبو وبعاين لي بنظرة أستحقار .. والله وقتها أتمنيت لو بقدر أدخل تحت الطربيزة وأتدسى من الإحراج .. أنا أساسا طربيزتي جنب الباب طوالي وطربيزة خديجة جنبي على الجهة التانية ف لمن بديت أحكي ليها إتلفتا عليها عديل وخليت الباب وراي عشان كدا ما شفتو وقت جا .. إلا هي لانها كانت متجهة علي وعلى جهة الباب شافتو .. أتحرجتا لانو سمع كلامي عنو وبقيت بتلفت وبعاين هنا وهناك وبحرك يدي في جبهتي .. ختا لي ورقة في الطربيزة .. وقال لي وهو بعاين لي جوا عيوني بسخرية: دي نسيتيها عندي .. قلت ليهو شش..ش..شكراً .. قال لي أعملي الشغل الأديتك ليهو أقصد التنظير والفلهمة الوريتك ليهم وجيبيهم لي وأوعك تمشي بيتكم بدون ما تجيبيهم لي ولو مشيتي وأنا ما شفتهم قدامي بكرة ما تجي المصنع .. مشى خطوتين لقدام وتاني رجع قبل علي وقال لي وهو بحك في طرف حاجبو: و ااا عشان ما أنسى خلي بالك طويل لمن تجي تدقي لي الباب المرة دي لانو ما أظن أسمعك وأدخلك من البداية وإنتي فاهماني كويس قاصد شنو .. وفات ...