اليوم التاني سلوى برضو ما جات المدرسة أستغربتا فيها لانها ما بتغيب ولا يوم ، أي صاح بتجي وما بتكون منتبة في الحصة ومرة بتكون شاردة ومرة نايمة ومرة بتتكلم بس مع ذلك ما حصل غابت .. خفتا أنو يكون حصل ليها شي بسبب الوضع الكان جايط ف عشان كدا بعد خلصت حصتي ناديت صحبتها القاعدة معاها في الكنبة وسألتها منها .. قالت لي ما عارفة والله يا أستاذة تلفونها مقفول من أخر يوم أتلاقينا في المدرسة ورقم أمها ما عندي ، أمبارح كنت دايرة أمشي ليها في البيت أمي ما خلتني لانها ساكنة في حي بعيد مننا .. قلت ليها ايواا طيب لو قدرتي تصلي ليها بس عليك الله وريني .. قالت لي طيب .. الصراحة قلقت عليها زيادة وصحبتها حسستني أنو بالجد ممكن تكون حاصلة ليها حاجة ما كويسة .. وبدل ما أطمئن شوية خفتا....
بعد رجعتا البيت فدوى قالت لي الرقم الامبارح ضربتي فيهو رجع ليك وأنا ما رديت عشان إنتي ما كنتي هنا .. قلت ليها بلهفة: بالجد؟ خديجة؟؟ .. قالت لي ايي هاك .. شلتا منها التلفون وضربتا .. قلت ليها الوو .. قالت لي أهلين منو معاي؟ .. قلت ليها معقولة ما عرفتي أختك يا خديجة عثمان؟ .. من قلتا ليها كلامي دا طوالي هي سكتت مسافة وكأنها بتستوعب أنو دي أنا ميامن فعلا .. وقالت لي بفرح ظاهر في صوتها: ميااامن؟؟ ما قادرة أصدق والله ، بالجد إنتي ميامن؟ .. وبقت تبكي .. قلت ليها وأنا ببكي معاها: أشتقت ليك شددييد والله يا خديجة وأشتقت لي إني أسمع صوتك دا ولي كلامك معاي .. قالت لي نهائي ما بتلحقيني ، وااي يا ميامن أنا ما قادرة أصدق إنك بتتكلمي معاي حاليا وإنك كويسة ، وريني إنتي وين سرييع وخليني أجي أسوقك معاي هسي دي وحسابك معاي بعد أجيك، كيف تقدري تختفي كدا وما توري أختك محلك ولا تطمنيها عليك؟ .. قلت ليها للإسف ما ح تقدري تجيني ... قالت لي: لي؟؟ .. قلت ليها لاني ما في الخرطوم أنا في دارفور .. قالت لي بي أستغراب: دارفور؟؟ الوداك هناك شنو يا بت؟؟ .. حكيت ليها الحصل كلو .. قالت لي زعلتا منك الصراحة يعني دا كلو حصل معاك وياداب فكرتي توريني وتضربي لي؟؟ طيب أنا وين لمن بكيتي برااك وما لقيتي زول يواسيك؟ أنا وين لمن سافرتي لي حتة إنتي ما بتعرفي فيها زول؟ معقولة أنا ما مهمة عندك للدرجة دي يا ميامن؟ لدرجة ما توريني البحصل معاك أول بي أول وتخليني أكون عارفة إنتي كيف وبتعملي في شنو! ما فكرتي أنا ح أحس بي شنو لمن أسمع إنك مختفية وماف زول عارف عنك حاجة؟ لمن ما أقدر أعرف إذا إنتي حية ولا مية؟ شكراً يا ميامن لانك وأخيرا الليله أتذكرتيني وفكرتي تتطمنيني عليك ووريتيني أنو أنا ما مفروض أكون عارفة البتمري بيهو والمفروض أعرف بيهو بعد يحصل وينتهي .. وقفلت الخط في وشي .. رجعتا ليها تاني ما ردت .. وبعد ضربتا كتتير حتى ردت .. قالت لي خير دايرة شنو؟ .. قلت ليها خديجة أفهميني أنا كنت في وضع صعب شدييد وما كنتا مركزة مع شي بس كل همي كان إني أطلع من بيتهم وأمشي مكان بعيد ، وحتى ولو ما ضربتا ليك ف دا ما بيعني إني ما عايزة أوريك الحاصل معاي وأطمنك علي لا والله إنتي دايما في بالي وإنتي أول زول أصلا أنا بفكر احكي ليهو لمن أقع في مشكلة ولا تحصل لي حاجة ، بس برضو كمان مافي زول بحب يقلق بي أختو يا خديجة عثمان .. قالت لي إنتي يا ميامن ما بتتخيلي أنا خفتك عليك قدر شنو ، ياااخي أنا كل يوم بضرب في تلفونك وبقول أكيد ح القى رساله من ميامن بطمني فيها عليها بس ما بلقى منك شي ولا بلقاك داخلة ، شغلي بقيت ما قادرة أركز معاهو بسببك لاني الوقت كلو بفكر إنتي وين وبتعملي في شنو ، جعانة ولا عطشانة ، كويسة ولا جاتك حاجة ، ميامن أنا معاك من صغيرة وعمري ما فارقتك أجي أفارق هسي وكمان بدون ما أعرف عنك شي؟ .. قلت ليها معليش لكن والله كنتا مجبورة وما فاهمة نفسي دي زاتها .. قالت لي وكدي صحي تعالي هنا كيف تمشي كدا ساي بدون ما تحاسبيهم أهل أبوك ديل؟ كان أول حاجة تجيبي الشرطة وتوريهم أنو عمك مؤجر بيتك بدون علمك وتحبسيهو وكان تشتكي على مرتو وبتو وبت خالتو من يوم دقوووك داك وحاولتي تنتحري بعديها ، كان مفترض تأدبيهم وتوريهم الادب على أصولو .. قلت ليها كان فعل ماضي الحصل حصل وخلاص أنتهى وأنا مشيت .. قالت لي حمزة أظنو الوحيد الما عارف بي أنو أبوهو مؤجر بيتك ، لانو ما شفتيهو يا ميامن الولد من يوم إنتي أختفيتي أتغير توتلي وبقى شخصية تانية خالص ، أربعة وعشرين ساعة سرحان ومهموم وتحسيهو زي العايش في عالم تاني غير حقنا دا، حتى الشغل بقى تاكلو كلو علينا نحنا ، وأي شي نستشيرو فيهو بقول لينا أعملو البتشوفوهو مناسب وروني الاتوصلتو ليهو في النهاية ، وضعف بطريقة مبالغة لمن ما بتعرفيهو .. قلت ليها طبيعي يحصل ليهو كدا عشان حيكون حاسي بالذنب لانو هو وأهلو عذبوني شدييد وما رحموني ودمرو حياتي بدون ما يرف ليهم جفن ويتستاهلو تأنيب الضمير دا .. قالت لي أنا زاتي في الاول كنت مفتكراهو كعب وما كنت عايزاهو يعرسك بس بعد الشفتو وقت أختفيتي والخوف الظهر عليهو لمن لقاكي ماف وجا في المكتب يسألني منك خلاني أحس أنو هو من جوا طيب ومسكين .. سكتا ما ورديت عليها لانو كلامها ما عجبني ... قالت لي وعلى فكرة أنا أكتشتفتا حاجة .. قلت ليها واللي هي؟ .. قالت لي حمزة بيحبك .. طبعا لمن قالت لي بيحبك قلبي قال شححح وقلت ليها بخلعة: شنووو؟ .. قالت لي بالجد والله أنا لاحظت لي الحاجة دي .. قلت ليها لا يا خديجة مستحيييل يكون بحبني ، زي ما قلتا ليك البعمل فيهو دا ناتج بسبب أحساسو بالذنب تجاهي .. قالت لي ميامن في فرق بين الحب وبين الاحساس بالذنب وأنا متاكدة أنو بحبك وح تشوفي بي عينك لو رجعتي هنا ، ياااخي إنتي ما شفتي أستوريهاتو الحزينة البختها من يوم إنتي مشيتي تحننك .. ك فضول مني قلت ليها: لي بخت شنو؟ .. قالت لي مثلا قبل يومين كان خاتي مقطع من أغنية بقول " حبيبي الدنيا مالا معاي تسوقك أنت مني بعيد " أها دا معناتو شنو؟ .. قلت ليها ما عارفة .. قالت لي غاايتو من ناحية أنو بحبك أنا أتاكدتا يختي وطبعا صحبتك ما بتقصر عاملة ليك أسكرين شوت لي الاستوريهات لاني كنت متوقعة أننا أول ما نتلاقى السيرة دي ح تتفتح إنتي بس أديني الرقم الداخلة بيهو واتسب وأنا برسلهم ليك .. قلت ليها ما عايزة أشوفهم .. قالت لي باللهي؟ عيني في عينك يا بت أحمد! يا بت أنا حافظاك وعارفه أنو هسي حتكوني متشوقة تشوفيهم حتى ولو شمار منك سااي .. قعدت أضحك .. قالت لي ممكن تغشي أي زول إلا أنا .. قلت ليها في دي صدقتي .. قالت لي أحمم .. قلت ليها المهم أنا ما عندي تلفون تلفوني قافلاهو إلا ترسليهم لي في حق فدوى دا .. قالت لي خلاص طيب ، هسي وريني جاية هنا متين؟ .. قلت ليها ما عارفة في الوقت الحالي ما جاية قريب إلا بعد ما أحس نفسي جاهزة أجي الخرطوم وأوجهم بجي .. وقلت ليها بنبرة تحذير: وحسك عينك تجيبي سيرة لي حمزة إني هنا أو توريهو مكاني ، بقتلك يا خديجة .. قالت لي يا بت إنتي هبله مع إني حانة على حالو وشايفاهو ح يجن ويلقاك بس حاجة زي دي أنا ما بعملها إلا إنتي تقولي لي أعمليها وأستحالة أوريهو مكانك بدون أذنك .. قلت ليها حبيبتي يااخ ... أتكلمتا معاها شوية وتاني قفلتا.....