البارت 17

459 41 8
                                    

مرت فترة من مصارحة الجميع لبعضهم وبدأ الصغار الدخول لمساحتهم الصغيرة بحرية بالمنزل لكن كان يونغي نادرا ما يشاركهم ذلك ودائما ما يتحجج بالعمل أو الرغبة بالنوم وكان ذلك واضحا للجميع.

جيهوب بالناحية الأخرى كان يعمل بجد على التحكم بغضبه وانفعالاته حتى أنه استعان بطبيب نفسي للمساعدة بتسريع الأمر. وكان يولي يونغي الكثير من الاهتمام خاصة لطعامه فهو مذ ملاحظته لخفة وزنه وشعوره الدائم بالدوار حرص على إطعامه أكثر وأكثر.

كان الجميع سعداء و يحظون بالكثير من المتعة، تحسنت علاقة الصغار مع يونغي ولم يعودوا خائفين من الدخول لمساحتهم أو الطرد من الفرقة. كما أنهم يحصلون على عناية فائقة داخل وخارج مساحتهم من باقي أعضاء الفرقة.

لكن ذلك لا يمنع ملاحظتهم للعديد من التغيرات الحاصلة على شخصية يونغي. أصبح يعزل نفسه عنهم أغلب الوقت، بالكاد يأكل معهم أو يجلس معهم، يتحجج دوما بالعمل والتعب والنوم ليبقى بغرفته أو بالاستيديو.

وأهم شيء هو أنه لا يدخل لمساحته معهم رغم محاولاتهم العديدة وإذا فعل فهي عدة دقائق ثم يتركهم ويذهب للنوم وهذا نوعا ما أقلق وأغضب البقية وخاصة تاي الذي ما إن يعجز عن فهم شيء ما فهو يغضب ويخرج غضبه فورا، يقول ما يخالجه سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

لذا ها هو تاي يواجه يونغي بغرفته حيث هذا الأخيرا يجلس على الكنبة أمامه حفنة من الأوراق ويقف تاي أمامه.

تاي: يونغي هيونغ ما خطبك؟ لما أنت متغير وبشدة؟ هل حدث شيء ما؟ هل صرت تكرهنا؟

يونغي: ما الذي تقوله تاي؟ أنا بخير كالعادة، كما أنه من المستحيل أن أكرهكم.

تاي: بلا لقد تغيرت كثيرا! دائما بمفردك، تعمل طيلة الوقت وتتجنبنا وكأننا مرض معد! هل تحولت من شخص له مساحة صغيرة لمجنون مختل؟ فلتعد كما كنت هيونغ، هيا فلتنزل ولتبقى معنا كما كنا سابقا.

كان تاي يصرخ دون شعور منه وآخر كلامه قام بسحب يونغي معه ليتسبب بتعثره دون قصد وتبعثر كل أوراقه.

يونغي بصراخ: أجل أنا مجنون وحيد ومنعزل، مختل لا عقل له لذا دعني وشأني! فلتخرج حالا!

قام يونغي بدفع تاي المصدوم خارج الغرفة وأقفل الباب خلفه بالمفتاح واتجه سريعا لصندوقه بالحمام.

قام بجرح نفسه كثيرا وبعمق أكثر من العادة، كانت يديه تنزف دما وعينيه تنزف دمعا. بالكاد استطاع الصمود لغسل وتنظيف جروحه وما إن خرج من الحمام استلقى على سريره، لا يعلم إن كان نام أم فقد الوعي لكمية الدم التي فقدها لكنه دخل لسبات عميق بعيدا عن كل تلك الأفكار المؤلمة والكلمات القاسية، حيث الهدوء والسكينة فقط.

أطفالنا ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن