حكاية "راضى قلبى يا رب "

135 12 1
                                    

اسلام :احكيلى عن معتصم
سهر بصدمة :احكيلك عن مين
اسلام :معتصم يا سهر معتصم جوزك..قصدى معتصم ابن عمك
سهر :انت حتى مش عارف تقول معتصم مين وعايزنى احكيلك عنه النهاردة يوم كتب كتابنا انا كنت شايفاك غامض وغريب بس مش للدرجة دى لا
اسلام :عارف ان الطلب غريب ويمكن مجنون حتى بس انا فعلا عايز اعرف كل حاجة
سهر :كل حاجة كل حاجة
اسلام :كل حاجة كل حاجة يا سهر
سهر :مش هتضايق مش هتغير انا عارفة انك لسه محبتنيش بس برضه انا بقيت مراتك عادى احكيلك عن معتصم
اسلام :احكى انا عايز اسمع
سهر :معتصم كان ابن عمى اكبر منى بست سنين بس اوقات كنت بحسه ابويا فى خوفه عليا واوقات كنت بحسه ابنى وهو ماسك فى ايدى وخايف يسيبها يتوه فى الدنيا
اسلام انا مش هعرف اتحكم فى كلامى وانا بحكى ما بلاش اسأل امى او ابويا يحكولك هما احسن
اسلام :لا عايز اسمع منك انتى كملى
سهر :معتصم كان بيتصرف معايا على انى البنت الوحيدة اللى فى الدنيا اوقات كتير كنت بسأل نفسى هو انا حلوة اوى كده زى ما هو شايفنى هو انا استاهل كل الحب ده كنت بحاول احبه زى ما بيحبنى وعمرى ما قدرت هو دايما كان سابقنى دايما كان بيعمل حاجات اكتر منى مهما عملت
احنا اتخطبنا وانا فى سنة اولى جامعة وكتبنا الكتاب بعدها بكام شهر هو قالى ان تعاملنا مع بعض ده حرام ذنب هو مش عارف ولا عايز يتوب عنه فالحل اننا نكتب الكتاب علشان ابقى مراته ويبقى من حقه يحبنى ويعتبرنى كل حاجة فى حياته كتبنا الكتاب سنتين وقضيت اخر سنة فى الكلية واحنا متجوزين وبعد جوازنا بتلت سنين معتصم عمل حادثة ومات
اسلام :حياتك بقت عاملة ازاى بعد موته
سهر :مبقتش حياة كنت حاسة انى مش عارفة اعيش
وفوق كل وجعى على فراقه زاد وجع نظرة اهلى ليا على انى نحس وانى وشى فقر وان انا اللى موته بقدمى الشوم
اسلام :احم احم..هو انا خدت بالى ان فى ناس فى اهلك بيتكلمو معايا وبيلمحو بتلميحات غريبة
سهر وهى بتضحك :اه عايزينك تنفد بجلدك هتلاقى فيهم اللى قالك معتصم كان زى الفل وعمره ما اشتكى من اى حاجة واتجوزنى ومجرد ما اتجوزنى مات تلت سنين جواز وكل ما يتكلمو عن الموضوع يقولو مجرد ما اتجوزك مات
واكيد كمان لمحولك على انى مخلفتش طول جوازى منه ولا حتى حصل حمل وسقط عارف قالولى تلاقيكى مبتخلفيش وارض بور ومعتصم اللى مرضاش يقول علشان بيحبك
اسلام :هما اتكلمو عن حاجات شبه كده فعلا
سهر :هما مش مصدقين اصلا انك اتقدمتلى واحد زيك فى مكانتك يتقدم لواحدة زيى ليه لا وكمان انت حتى متجوزتش ولا مرة وانا ارملة
انت عارف انهم مبيخلونيش احضر اى فرح فى افراح العيلة ولا حتى خطوبة بيخافو انحس العرسان
من بعد ما معتصم مات محدش فى رجالة العيلة اتقدملى ولا حتى اللى ارامل ومعاهم اطفال
اسلام :ليه يعنى كل ده
سهر :بص عيلتى ما عدا بابا وعمى كمال والد معتصم عيلة عنصرية شوية لو بايديهم كانو وأدو بنات العيلة كلهم
لو كان راجل هو اللى مكانى لو كنت انا اللى مت ومعتصم هو اللى عاش كانو هيتعاملو معاه على انه ضحية هيراعو مشاعره ويحترمو حزنه لانه راجل وهيشوفولو عروسة كمان علشان تعوضه عن خسارته ليا
انما انا بنت مليش حق يحترمو حزنى ووجعى ولا يراعو مشاعرى دول بيتعاملو معايا كأن انا اللى موته ومستغربين ليه عمى ومرات عمى مبيعاملونيش وحش وانا اللى نحست ابنهم وموته بس الحمد لله عمى مؤمن بقضاء ربنا وعارف ان اللى بيعملوه ده حرام وقالهم كتير بس هما مبيسمعوش لحد مبيسمعوش غير لنفسهم
لما مخلينى ومخلين شوية بنات فى العيلة مضايقين اننا بنات وبنتمنى لو كان ربنا خلقنا شنطة سفر ولا جراب موبايل
اسلام وهو بيضحك :للدرجة دى
سهر :واكتر انت مش متخيل حتى ستات العيلة بيتعاملو معانا كده يعنى هما اتظلمو فبدل ما يدافعو عننا ويجنبونا الظلم اللى اتعرضوله لا بينتقمو لنفسهم فينا فرحانين واحنا بنتظلم زيهم
طيب عارف دول مفكرنى سحرالك وعملالك عمل ولولا انهم عارفين ان لبسى واسلوب تعاملى الناشف مع الرجالة ميغريش اى راجل انه يقربلى كانو فكرونى وقعتك
مش مصدقين انك جايلى لوحدك مش مصدقين انك جتلى اصلا
اسلام :انتى عارفة اهو انا سبب من ضم الاسباب اللى جابتنى ليكى هو لبسك واسلوب تعاملك الناشف ده لو كان لبسك مختلف لو كنتى بتتعاملى بطريقة مختلفة مع الرجالة مكنتش هشوفك ولا هتلفتى انتباهى من اصله
انا عندى سؤال ولو مش حبا تجاوبى دلوقتى مفيش مشكلة
هو انتى ليه مخلفتيش من معتصم كنتو مأجلين الخلفة او كان عندك مشاكل فعلا فى الخلفة زى ما هما بيقولو
سهر :هقولك حاجة مقولتهاش لجنس مخلوق فى الدنيا سر ميعرفوش غيرى ويمكن تعبت وانا شايلاه لوحدى وعلشان كده هحكيلك بس اوعدنى متقولش لحد اى حد مهما كان مين
اسلام :وعد مش هقول لحد حرف واحد من اللى هتقوليه
سهر :لما فضلنا سنة ونص منخلفش انا ومعتصم روحنا لدكتور وعملنا تحاليل ومعتصم جاب نتيجتها وقالى ان احنا الاتنين زى الفل وانه بس ربنا لسه مارادش اننا نخلف
وفضلنا سنة ونص كمان من غير خلفة لحد ما معتصم عمل الحادثة فى ليلة كنت بايته معاه انا كنت مقيمة معاه فى المستشفى مكنتش بسيب حد غيرى يبات معاه لا امه ولا امى ولا اى حد المهم هو قالى انه عايز يقولى حاجة مهمة ومع انى قولتله مش وقته هو تعبان لما يقوم بالسلامة نبقى نتكلم فى اللى هو عايزه بس هو رفض واصر يتكلم
قالى انه هو اللى عنده مشاكل فى الخلفة بس انا تمام ومعنديش اى مشاكل وقالى انه خاف يقولى اسيبه او اهلنا يضغطو عليا اسيبه قالى مقدرتش خوفى منعنى اقول فقولتلك ان احنا الاتنين كويسين بس والله كنت بتعالج وكنت بدعى ربنا فى كل سجدة يشفينى ويمن علينا بولاد
قالى انا كنت هقولك لو كنا فضلنا سنة كمان والعلاج مجابش نتيجة كنت هقولك واسيبلك حرية الاختيار تكملى معايا ولا لا
انا والله كنت عايز اقولك كنت حاسس بالذنب وانا مخبى عنك بس مقدرتش كل ما افكر انك ممكن تسبينى اترعب ولسانى يسكت وميتكلمش انا دايما كان جوايا احساس انى مش هعيش معاكى كتير وكنت شايف انه حقى تفضلى معايا وعلشان كده عجلت بخطوبتنا وبجوازنا مستنتش لما تتخرجى عمرى ما فهمت ليه كنت بحس كده بس دلوقتى فهمت انا هموت يا سهر وانا مش حمل انى اقابل ربنا بذنب زى ده سامحينى انا والله عملت كده من حبى فيكى
اسلام وهو بيديها منديل :اتفضلى
سهر وهى بتمسح دموعها :كلامه صدمنى بس خوفى من انى اخسره واحساسى بانه كان شايل كل ده فى قلبه لوحده كان اكبر من صدمتى مسحت دموعه وقولتله انى مسامحاه وانى عمرى ما كنت هسيبه حتى لو كنا مخلفناش وقولتله انه هيخف وهنخرج سوا من هنا وهنكمل حياتنا سوا وهيتعالج وهنخلف ومش هنفترق قولتله انى بحبه واترجيته ميسبنيش ابتسم وقالى انه دلوقتى يقدر يقابل ربنا بوست ايده وانا بقوله ميقولش كده حط ايده على راسى وقالى بحبك اوى هتوحشينى واتشاهد ومات
اسلام :وانتى رغم كلام اهلك الكتير عن انك مبتخلفيش وهو اللى متحمل وساكت علشان بيحبك مقولتيش انه عمل كده
سهر :مقولتش ولا عمرى كنت هقول مكنتش هعمل كده فى معتصم مكنتش ههز صورته فى عيون اى حد ذنب وعمله واعترفلى وتاب عنه وانا سامحته خلاص سره يموت معاه
انا خسرته يا اسلام دى خسارة اكبر من خسارتى لتلت سنين قضيتهم معاه من غير ولاد هو مات وسابنى ده وجع اكبر من وجع كلامهم مهما قالو
اسلام :ومقولتيش حتى لعيلتك ليه
سهر :علشان ميزعلوش منه علشان ميقولوش ازاى معتصم يعمل كده علشان يفضلو بيحبو زى ما كانو بيحبو وهو عايش علشان يتمنوله الرحمة من قلبهم
اسلام :انتى اهلك كانو بيلقحو على حكاية الخلفة دى من وهو عايش صح
سهر :صح بس هو كان بيسكتهم وبيقول انى زى الفل وان لما ربنا يريد هنخلف
اسلام :بس مقالهمش ان العيب منه وسابك فريسة لكلامهم عمرك ما فكرتى انه كان انانى وسايبك لكلامهم وانه خدعك
سهر :يمكن لو كان فضل عايش كنت فكرت كده كنت فكرت فى نفسى بس لانه مات معرفتش افكر غير فيه فى احساسه بالوجع لانه مش قادر يجيب طفل من البنت الوحيدة اللى حبها فى حياته افكر فى احساسه بالخوف انه يخسرنى احساسه بالذنب وهو بيكدب عليا وعارف ان ده حرام وان ربنا هيحاسبه
لانه مبقاش معايا تفكيرى كله بقى فيه يمكن لو كان فضل عايش كنت معرفتش اسامحه او حتى سامحته بصعوبة لكن هو مات وبالتالى انا سامحته فى اللحظة اللى قالى فيها سامحته من قلبى والله
تخيل كان قالى انه صعب يخلف وانا سيبته او حتى خدت وقت على ما تقبلت الفكرة وقاومت كلام اهلى فى انى لازم اسيبه وهو مات فجأة كده انت متخيل احساس الوجع والندم اللى كنت هحسه وانا عملت فيه كده قبل ما يموت ودى اخر ذكرياتى معاه
لا كده احسن الحمد لله ربنا دايما بيختارلنا الخير ويمكن الخير كان فى انى معرفش
يمكن لو كنت عرفت كنت اتصرفت بطريقة اندم عليها لما بعدها هو يموت ويسبنى ويسيب الدنيا كلها
الجهل اوقات بيكون نعمة المعرفة اوقات بتوجع
اسلام :محدش يعرف اكتر منى عن المعرفة اللى بتوجع دى دى مش بس بتوجع دى بتغير حياتك مية وتمانين درجة بتغيرك انتى نفسك وبتحولك لشخص مكنتيش تتمنى تبقى عليه فى يوم من الايام
سهر :حاساك بتتكلم عن نفسك
اسلام :احساسك صح
سهر :طيب احكيلى انا حكتلك كل حاجة
اسلام :هحكيلك بس مش النهاردة اتأخرنا ولازم ارجعك البيت بكرة بعد الشغل نخرج واحكيلك
سهر :خلاص ماشى
اسلام :لسه مصرة على انك تتنقلى لقسم تانى فى الشركة
سهر :مش هينفع تبقى رئيسى المباشر واحنا خلاص كتبنا الكتاب وكلها شهر ولا اتنين ونتجوز الوضع هيبقى موتر لينا احنا الاتنين هيبقى صعب نفصل بين الشغل والحياة الشخصية ولو عرفنا نعمل كده اللى حوالينا مش هيسكتو هيفضلو يقولو ما هو علشان مراته ما هو علشان هو جوزها فعلى ايه كل ده
كمان تخيل ابقى معاك فى البيت وفى الشغل كمان وشنا فى وش بعض كده تزهق منى
اسلام :ولو انى مش ممكن ازهق منك بس ماشى
سهر وهى بتضحك :صدقنى هتزهق ده انا زهقت وانا بتخيل
اسلام وهو بيضحك :خلاص يا ست المقنعة اقنعتينى واهو زى ما بيقولو ابعد حبة تزيد محبة
سهر :اه وبيقولو برضه خف تعوم
اسلام وهو بيضحك :شكلك مش رومانسية خالص وهتتعبينى
سهر بابتسامة :انت شكلك رومانسى
اسلام :كنت ومبقتش بس حاسس انى هرجع رومانسى تانى على ايدك
سهر :ااا..احنا اتأخرنا يلا علشان نروح
اسلام وهو بيضحك :وشك قلب طماطم ليه كده يا بنتى انا بقيت جوزك عادى اقولك كده ومش لازم تتكسفى ولا تغيرى الموضوع
سهر وهى بتضحك علشان تدارى كسوفها :متفهمنيش صح انا مبغيرش الموضوع احنا اتأخرنا جدا ده حتى بابا متصلش يقولى اننا اتأخرنا
اسلام وهو بيضحك :لا مادام حمايا متصلش يستعجلنا نبقى متأخرين فعلا انتى مبتكدبيش

حكايات منار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن