رودينا :طب البس ايه
ايمان :البسي حاجة عادية من لبسك متنزليش تجيبي حاجة جديدة انتى عندك هدوم كتير جديدة وشكلها حلو متأفوريش هو لازم يشوفك زى ما انتى ويا يقبلك يا يرفضك بس اغسلي وشك واسنانك قبل ما تخرجى والافضل تخرجى وانتى متوضية الراجل اول مرة يقعد معاكى متعامليهوش المعاملة الزبالة اللي بتعاملينى بيها
رودينا وهى بتضحك :الحق عليا اللي عايزة احسسك انك في بيتك وانى مش معتبراكى حد غريب
ايمان وهى بتضحك :مش عايزة تحسسينى انى حد غريب ولا بتكسلي يبنتى ده انتى مبتروقيش اوضتك حتى علشانى
رودينا وهى بتضحك :يا كسفتك يا حازم طب البس كعب
ايمان :بلاش الافضل يشوف طولك الحقيقي ويا يقبل يا يرفض
رودينا :طيب اتكلم معاه في ايه
ايمان :مش عارفة يا رودينا هو انا كنت قعدت مع حد قبل كده
رودينا :حتى لو مقعدتيش انا بثق في عقلك فكرى كده لو انتى قاعدة معاه مكانى هتتكلمى معاه في ايه
ايمان :مينفعش لازم انتى اللي تتكلمى بافكارك انتى واسلوبك انتى لازم اللي تكون قاعدة معاه وشايفها رودينا مش ايمان
رودينا :معاكى حق طب انصحينى طيب قوليلي ملاحظات اي حاجة ساعدينى يا ايمان انا حاسة انى لايصة
ايمان :اهدى متوتريش نفسك انتى عندك فرصة تقعدى معاه وتتكلمى وتفكرى وتستخيرى وتاخدى رأي اهلك كمان ولو وافقتى هيبقي في فترة خطوبة كمان تعرفيه فيها اكتر وتتأكدى اذا كان قرارك صح فتكمليه ولا غلط فتغيريه
رودينا :برضه خايفة
ايمان :يبنتى خايفة ليه بس مش يمكن هو اللي ربنا ينور بصيرته ويخلع ويقول يا فكيك وربنا ينجيه ان شاء الله
رودينا :ربنا ينجيه ده علي اساس انى ابتلاء تصدقي انا هقطع معاكى واريح نفسي
ايمان :متقدريش تعيشي من غيرى يا بيبي
رودينا :ده حقيقي طيب كملي كلام جد وكفاية هزار
ايمان :بصى هو انا مش بهزر اوى يعنى هو ممكن فعلا هو اللي يرفض عايزاكى لو ده حصل متاخديش الموضوع علي كرامتك ماشي الحاجات دى بتبقي نصيب وقدر ومش معنى ان حد رفضك يبقي انتى وحشة ولا معنى انك رفضتى حد انه يبقى مش كويس
انتو ممكن تكونو انتو الاتنين كويسين وزى الفل بس مع بعض متبقوش كويسين فهمانى
رودينا :فهماكى وايه تانى
ايمان :متتصنعيش قدامه خليكى علي طبيعتك هو طبعا مش هيعرفك من قاعدة واحدة ولا من عشر قعدات حتى والمواقف هى اللي هتعرفكم ببعض بجد
بس علي الاقل اللي يشوفو منك يبقي حقيقي اللي يعرفه عنك يبقي فيكى فعلا ميبقاش تمثيل
رودينا :وافرضى هو معملش كده
ايمان :دى مش هتكون حاجة في صالحه لانه حتى لو كدب او خبا حاجة النهاردة ما مسيرها تبان بكرة هيكدب ولا يخبي لحد امتى يعنى
وانا بكلمك عنك انتى انوى خير واتوكلي علي ربنا وربنا اكيد مش هيضيعك وهيكون معاكى وهينور بصيرتك
اه كمان عايزة اقولك بلاش تفاهة
رودينا :انا تافهة
ايمان :اه يا رودينا تافهة وحسك عينك تساليه عن الكرتون اللي انتى لسه بتتفرجى عليه لحد دلوقتى ولا تقوليله جمل منه وتتوقعى انه هيكملها زى ما بيحصل في البوستات الباردة اللي بتمنشنيلي فيها وتقوليلي لو مجاوبش اسألتى دى هقوله طريقك اخضر وكلامك الاهبل ده
رودينا :يعنى متأكدش ان اهتمامتنا واحدة وان في حاجات مشتركة بنا
ايمان :في حاجات اهم من الكرتون لازم تكونو بتهتمو بيها انتو الاتنين ونقط افضل بكتير تكون مشتركة بينكم
اسألك سؤال انتى تعرفي ايه عن كورة القدم
رودينا :ولا اي حاجة ما انتى عارفة انى بكرهها
ايمان :اغلب الرجالة ان مكنش كلهم بيحبو الكورة
تخيلي بقا لو هو سألك عن الدورى الانجليزى او الاوروبي او حتى المصرى ولا قالك تعرفي ايه عن محمد صلاح او ابو تريكة او عصام الحضرى
رودينا :مش هعرف اجاوب انا معرفش اي حاجة في اللى انتى قولتيه ده والاسماء اللي قولتيها دى كل اللي اعرفه عنهم انهم بيلعبو كورة وبس معرفش حاجة تانية
ايمان :تخيلي بقي هو يسألك عنهم لما تقعدو سوا وانتى متعرفيش تجاوبي فيرفضك
او انتى تسأليه عن الاسد الملك وروبينزل ولا سبونج بوب وميعرفش يجاوب فترفضيه
وتبقى الجوازة باظت علشان العروسة هبلة والعريس تافه
رودينا وهى بتضحك :ده احنا نبقي مسخرة فعلا
ايمان :مش مهم يكون بيتفرج علي كرتون يا رودينا المهم ميتريقش عليكى لانك لسه بتحبي تتفرجى عليه
مش مهم انتى كمان تكونى بتحبي الكورة المهم انك لما يتفرج علي ماتشات في البيت تحترمى انه مش هيبقي عايزك تتنفسي جنبه علشان يركز في الماتش وانه لو سابك وخرج يتفرج عليه عالقهوة مع اصحابه لما يرجع متنكديش عليه
رودينا :قصدك ان التفاهم والاحترام اهم حاجة
ايمان :بالظبط كده التفاهم والاحترام هيخليكم قادرين تعيشو سوا هيخليكم قادرين تتقبلو اختلافكم عن بعض وقادرين تتحملو عيوب بعض
رودينا :تمام وايه تانى
ايمان وهى بتضحك :انتى علقتى علي وايه تانى معرفش انا كده خلصت بصي هو نفسه هيكون ليه دور يعنى لو كان شخص مريح هتلاقي كلامك معاه سهل انما بقي لو كان رخم بالنسبالك هتبقي مش طايقة تتكلمى معاه فمتشغليش نفسك كتير وتحضرى الكلام اللي هتقوليه وسيبيها لظروفها بس حددى الخطوط العريضة
رودينا :زى ايه الخطوط العريضة دى
ايمان :زى علاقته بربنا علاقته باهله والحاجات المهمة جدا بالنسبالك انتى
رودينا :زى شغلي بعد ما نخلص الجامعة مثلا
ايمان :اه زى اي حاجة مهمة بالنسبالك ومفيش عنها غنى
رودينا :تمام وبرضه انا هتصور واوريكى لبست ايه قبل ما اخرجله وهكلمك تانى علشان تطمنينى
ايمان :تمام يا حبيبتى
رودينا :انا هقفل خلي بالك من نفسك
ايمان :وانتى كمان
عبدالله :خلصتى كلام في التليفون
ايمان :ايوه يا بابا حضرتك كنت عايزنى
عبدالله :اه وانتى بقالك اكتر من نص ساعة بتكلمى في الموبايل
ايمان :رودينا جايلها عريس وخايفة ومتوترة كنت بتكلم معاها علشان اقلل توترها
عبدالله :وعرفتى تقلليه
ايمان :شوية
عبدالله :طب كويس سهلتى عليا الموضوع اللي عايز افاتحك فيه
ايمان :موضوع ايه
عبدالله :عريس متقدملك
ايمان :وعايز تعرف اذا كنت موافقة انه يجى ولا لأ
عبدالله :توافقي انه يجى ايه انا خلاص اديته ميعاد كمان تلت ايام يجى علشان تقعدى معاه
ايمان بصدمة :تلت ايام..انا هقعد مع عريس كمان تلت ايام
عبدالله :مالك متفاجئة ليه كده
ايمان :انا صغيرة بابا انا لسه مخلصة تانى سنة في الجامعة
عبدالله :فايت عليكى سنة كان زمانك مخلصة تالت سنة
ايمان :انا تميت عشرين سنة الشهر اللي فات
عبدالله :ورودينا صاحبتك مش قدك اهيه وهتقعد مع عريس عادى
ايمان :رودينا وضعها مختلف
عبدالله :مختلف فى ايه بقي وضعها
ايمان :اللي متقدملها ده بيتقدملها من وهى في تانية ثانوى اتقدم يجى اربع مرات وكل مرة باباها يقوله ان لسه بدرى دى خامس مرة يتقدم وباباها اتحرج يأجل تانى خصوصا انه استناها كل ده وانه محاولش يتعرضلها هى لحد دلوقتى مشافتوش ولا تعرف شكله باباها شاف انه ابن اصول وشاريها
عبدالله :عاصى برضه ابن اصول ومحترم
ايمان :عاصى ده اسم اللي متقدملى
عبدالله :اه
ايمان :بابا مش انت طول عمرك شايف ان البنت الافضل ليها تخلص تعليم الاول وبعدين تتخطب وتتجوز
عبدالله :وغيرت تفكيرى وخلاص اديته ميعاد ايه هتكسرى كلمتى هتصغرينى قدامه
ايمان :لا طبعا يا بابا كسر رقبتى قبل ما اعمل حاجة زى دى
عبدالله وهو بيبوس راسها :ربنا يكملك بعقلك يبنتى ويتمملك علي خير وافرح بيكى
ايمان وهى بتبوس ايده :ربنا يباركلنا في عمرك يا رب يا حبيبي
يا سواد الحلل يا نهار ابيض يا دى الايام العسل اللي انتى داخلة عليها يا ايمان يا زهرة شبابي اللى اتحولت لحزمة جرجير بدرى بدرى يا صغيرة عالهم يا لوزة
كفاية تعديد لحد كده واعرفكم بيا انا ايمان وعندى عشرين سنة داخلة تالت سنة كلية تربية قسم تاريخ ولسه متفاجأة زيى زيكم بالظبط انى هقعد مع عريس يعنى هتجوز ما انا اكيد مش هقعد معاه علشان احكيله عن تاريخ مصر وحضاراتها وبعد كده يروح لحاله
قعدتى معاه معناها انى موافقة انى اتخطب دلوقتى وانى موافقة علي مبدء الجواز نفسه
انا مش رفضاه ومؤمنة جدا بمؤسسة الزواج وعارفة انى اكيد هيجى يوم واتجوز واكون اسرة والا هبقي ضيعت عمرى هدر انا بس مكنتش اعرف ان ده هيحصل بدرى كده
بابا طول عمره شايف ان البنت ملهاش خطوبة غير بعد متخلص كلية وعمل كده مع اخواتى الاتنين وجات عند قرمط الغلبان وغير رأيه
يمكن اللي حصل مع اخواتى هو اللي خلاه غير رايه هاجر اختى الكبيرة فضلت تأجل في الجواز واهتمت بدراستها وبقت معيدة في الجامعة وحضرت الماجستير وبعده الدكتوراه وكانت شايفه ان الجواز هيعطلها عن مسيرتها التعليمية فكانت بتأجله لحد ما بقي عمرها اتنين وتلاتين سنة وقتها بس حست انها كبرت وانها غلطت بكتر تأجيلها وفي الاخر اتجوزت دكتور عندها في الجامعة اكبر منها بعشر سنين نسي نفسه زيها واجل خطوة الجواز دى كتير
واية اختى الوسطانية اصغر من هاجر بتمن سنين دى بقي حبت زميلها في الجامعة جه اتقدم وهى في اخر سنة بابا قال بعد ما تتخرج اتخرجت وجه اتقدم بابا سأل عليه عرف انه صايع وبتاع بنات رفضه اتقدم تلت مرات وبابا رفضه وجبر اية تتخطب لواحد تانى واتخطبتله فعلا بس طفشته كانت بتعامله زى الزفت لحد ما هو فسخ الخطوبة ووقتها اللي اية بتحبه اتقدم لرابع مرة بابا كان هيرفضه بس اية اتمسكت بيه واضربت عن الاكل وكانت بتعيط كتييييير علشان تضغط علي بابا علشان يوافق بابا قالها انه مش مرتاحله وانه شكله صايع ولا هيقدر يفتح بيت ولا هيبقي مسئول عنها ولا بابا هيكون مطمن عليها وهى معاه اية قالتله انه بيحبها ومش ممكن يأذيها بابا قالها ان اللي بيشيل اربة مخرومة بتخر علي دماغه وانها تفتكر انه حاول يحميها ويبعدها عنه وهى اللي ركبت دماغها واتجوزو والاربة طلعت فعلا مخرومة وخرت علي دماغ اية لما قالت يا بس كل كلام بابا كان صح هو فعلا صايع ومش مسئول وتقريبا كده كان واخدها عند مع بابا انى هتجوزها غصب عنك وعلشان كده اتقدملها كتير
بعد سنة من جوازهم اية استكفت من عذابها معاه وهى اللي طلبت الطلاق والنطع ده مرضاش يطلقها غير بعد ما اخد كل حاجتها اللي كانت جايباها في الجهاز بس بابا جابلها المؤخر والشبكة بتاعتها اية مطلعتش من الجوازة دى
خسرانة جهازها وسنة من عمرها بس لأ دى طلعت خسرانة قلبها وكرامتها وجزء كبير من احترام بابا ليها لانها مش بس حبت من وراه لأ كمان اتمسكت بحبيبها ده رغم رفض بابا ليه وتحذيره ليها في حاجة في علاقتها ببابا اتكسرت ومرجعتش تانى زى الاول تقدرو تقولو ثقة بابا فيها اية خسرت ثقة بابا فيها لانها مكنتش قد الثقة دى
بعد سنتين من طلاقها اتجوزت واحد متجوز بس مراته مبتخلفش بقالهم خمس سنين متجوزين ومخلفوش والعيب من مراته وهى اللي اصرت انه يتجوز وانها هتعتبر ولاده ولادها واتجوزته اية وخلفت منه مازن وهى حامل كمان دلوقتى جوزها بيحب مراته بيحبها بجد بيعامل اية بالمعروف بيحبها حب العشرة انما بيحب مراته الحب اللي بجد يمكن ده عقاب اية علي انها خانت ثقة بابا فيها والاهم خانت ثقة ربنا فيها وحبت واتحبت وارتبطت باللي حبته من ورانا ورغم رفض بابا اتمسكت بيه ورفضت علشانه عرسان كتير وطفشت خطيبها علشانه واتحدت بابا علشانه علشان كانت مفكرة انه بيحبها وانه الحب الحقيقي في حياتها واكتشفت بنفسها انه وهم مجرد وهم ووجع كبير لقلبها ولكرامتها
بس اية مبسوطة بعد ما خلفت بقت مبسوطة بمازن ابنها ربنا عوضها بيه وهى راضية بحياتها راضية بتمن غلطتها اللي دفعت تمنه انها بقي عندها نص بيت ونص جوز وانه حتى مخدتش نص قلبه لأن قلبه كله مع مراته الاولانية
عندى كمان اخ اسمه محمد ده اكبر منى باربع سنين واصغر من اية بسنتين
احنا بالترتيب هاجر وبعدين اية وبعدين محمد واخيرا انا
من دراستى للتاريخ اللي بالمناسبة انا بحبه جدا وعلشان كده اخترت قسم تاريخ في الكلية علشان ادرسه
المهم دراستى للتاريخ علمتنى ان التاريخ بيعيد نفسه واننا لو متعلمناش منه هنكرر نفس الغلطات وتقريبا كده ده اللي بابا بيعمله خايف يتأخر جوازى زى هاجر وخايف احب حد من وراه زى اية فحب بنفسه هو يختارلي حد انشغل بيه ويملا حياتى يختارلي هو احسن ما اختار انا واختيارى يطلع غلط زى اية او يسبنى بحريتى فانسي نفسي زى هاجر
بس بدءها بدرى اوى لا وكمان حطنى قدام الامر الواقع واداله ميعاد مسابليش حتى فرصة انى اناقشه
الحقيقة ان حتى لو كان فيه وقت مكنتش هعرف اناقشه انا وبابا مش صحاب الوحيدة فينا اللي كانت صاحبته هى اية وخسرت صداقته دى لأن بابا مبينساش ومبيسامحش بسهولة وعلشان كده اية باللي عملته خسرت صداقته وعلشان كده انا بخاف اغلط وبخاف اقوله لأ علي حاجة لانى عارفة انه مش هيسامحنى او علي الاقل مش هيسامحنى بسهولة وكل ما كان غلطى اكبر كل ما كان سماحه اصعب
بابا لحد دلوقتى مسامحش اية مسامحهاش مية في المية علاقتهم بقت زى علاقة اي اب ببنته قبل كده علاقتهم كانت اقوى كان بينهم صداقة قوية وثقة كبيرة ثقة اية كسرتها وصداقة خسرتها ومعتقدش انها هتعرف ترجعها في يوم من الايام
فضلت طول التلت ايام بفكر هعمل ايه هكلمه في ايه طب هقبل ولا هرفض طب مش يمكن تيجى من عنده ويرفضنى مش هتفرق بابا خلاص فتح المجال ولو متخطبتلوش هتخطب لغيره حاولت افكر في الخطوط العريضة بالنسبالي اللي كنت بكلم رودينا عنها لقتنى مش عارفة افكر وغرقانة في شبر مياه بعد ما كنت بنصحها بكل احترافية صحيح اللي علي البر شاطر
اه صحيح رودينا اخيرا شافت العاشق المتمسك بيها ده كلمتنى وهى مبسوطة بعد ما مشي قالت انها هتفكر بس انا عارفة صاحبتى هى كده هتوافق وهو بعد طول صبره ده هينولها بعدها حكتلها انا علي العريس اللي جاى ده وقولتلها هبقي اكلمها بعد ما يجى ويمشي احكيلها حصل ايه عدو التلت ايام وجه ميعاده وانا كنت هموت من الخوف والتوتر حاولت اهدى نفسي وفضلت اقول لنفسي
اهدى انتى في بيتك هتقعدى معاه في الصالون بتاعكم اللي انتى ياما قعدتى فيه قبل كده مش لازم تتوترى انتى في بيتك وسط اهلك هو اللي غريب هو اللي المفروض يتوتر مش انتى انما انتى في بيتك مش هيحصل حاجة اهدى ومتتوتريش علشان متعكيش الدنيا اعتبريها تجربة جديدة فى حياتك
عدت الكلام ده علي نفسي ولا خمسين مرة قبل ما اخرجله علشان اهدى شوية قريت اية الكرسى ومش فاهمة ليه بس لقتنى بقول " وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشينهم فهم لا يبصرون " اللي هو كأنى داخلة امتحن شفوى مش اقعد مع عريس المهم بعد الحرب النفسية الطويلة دى دخلتله وبابا قام قعد في الصالة قصادنا بحيث يكون شايفنا بس مش سامع بنقول ايه
فضلت ساكتة ومستنياه يتكلم بيتهيألي المفروض هو اللي يبدء بالكلام واتكلم هو فعلا
عاصى :اخبارك ايه
ايمان :الحمد لله تمام وانت
عاصى :انا بخير الحمد لله تحبي اعرفك بيا ولا تعرفينى انتى بنفسك الاول
ايمان :لا انت الاول
عاصي :تمام انا عاصى عندى سبعة وعشرين سنة خريج كلية حاسبات ومعلومات شغال فى شركة لتصميم برامج الكمبيوتر انا اكبر اخواتى عندى اخت اصغر منى بتلت سنين ودى اتجوزت السنة اللي فاتت واخ اصغر منى بخمس سنين كنت خاطب قبل كده ومحصلش نصيب
ايمان :انا ايمان عندى عشرين سنة داخلة تالت سنة كلية تربية قسم تاريخ عندى اختين اكبر منى واخ اكبر منى برضه
مسبقليش الخطوبة قبل كده واساسا انت اول حد اقعد معاه و...ااا..
عاصى :وايه
ايمان :انا محروقة
عاصى بصدمة :ايه
ايمان :اسفة على الصيغة اللي تخض دى قصدى يعنى ان عندى في ايدى حرق من سبع سنين وقعت عليها زيت مغلي بالغلط والحرق كان درجة تالتة فسايب اثر جامد مبيروحش
عاصى :هو شكله عامل ازاى
ايمان :هو مش كبير اوى من تحت الكوع كده ومش واصل لكف ايدى انت قصدك اذا كان بيخوف يعنى
عاصي :مش بالظبط ده سؤالي
ايمان :عموما انا اتعودت علي شكله فمبخفش منه ولا اهلي بس في ناس لما بتشوفو بيتصعبو عليا بقي وكده وفي اطفال بتخاف بس مش كل الاطفال هو فعلا مش كبير الحمد لله
عاصى :وانتى قولتيلي ليه
ايمان :مش عارفة انا فضلت مترددة اقولك ولا لأ وفي الاخر لقيت ان حقك تعرف علشان لو دى حاجة هتفرق معاك يعنى تبقي من الاول عرفت ومبقاش حطيتك قدام الامر الواقع
عاصي :انا عندى فى رجلي الصوباعين الصغيرين لازقين في بعض
ايمان :لازقين في بعض ازاى يعنى
عاصى :ماسكين في بعض كده تحبي اوريهملك
ايمان وهى بتضحك :وافرض بابا بص علينا يقول ايه لما يلاقيك بتقلع الجزمة والشراب وبتفرجنى علي صوابع رجلك
عاصي وهو بيضحك :هيبقي شكلي مسخرة
ايمان :جدا الصراحة..انا اسفة انا لما بتوتر بهزر علشان اقلل توترى
عاصى :وبتعتذرى ليه
ايمان :علشان متضايقش يعنى وتفكرنى مستقلية بقعدتنا دى ولا حاجة
عاصي :وانتى ايه عرفك اذا كنت اتضايقت ولا لأ
ايمان :مانا معرفش وعلشان كده اعتذرت علشان لو اتضايقت ابقي اعتذرتلك ولو مضايقتش ابقي وضحتلك برضه
عاصي وهو بيضحك :علشان تبقى في الأمان يعنى
ايمان بابتسامة :اه تقدر تقول كده بس انت قولتلي علي حكاية صوابعك دى ليه
عاصى :يمكن تكون تفرق معاكى
ايمان :وهى دى حاجة تفرق مع حد تفتكر انا ممكن حاجة زى دى تفرق معايا
عاصي :مانا معرفش وعلشان كده قولتلك علشان لو بتفرق ابقي قولتلك من اولها ولو مبتفرقش اديكى عرفتى برضه
ايمان بابتسامة :علشان تبقي في الامان يعنى
عاصى وهو بيضحك :اه تقدرى تقولي كده انتى بتصلي
ايمان :اه الحمد لله وانت
عاصي :انا كمان الحمد لله بصلي
ايمان :انت بتشرب سجاير
عاصى :لأ عندى حساسية منها ومن الدخان عموما
انا واخد شقة في اكتوبر لو حصل نصيب هنعيش فيها بالنسبالك عادى تعيشى بعيد عن اهلك ولا مستحيل
ايمان :مش عارفة مفكرتش في الموضوع قبل كده بس هفكر الموضوع قابل للتفكير خصوصا ان اكتوبر مش اخر الدنيا يعنى
انا عايزة اشتغل بعد ما اتخرج لو حصل نصيب هيبقي عادى بالنسبالك اشتغل ولا مستحيل
عاصى :بصراحة انا رافض حكاية الشغل دى بس مش رفض تام يعنى ممكن نتناقش في الموضوع خصوصا طول ما مفيش اطفال لان لو بقي في اطفال هيبقي..
ايمان قاطعته :مش محتاج تقول الاطفال اكيد اهم
عاصى بابتسامة :تمام يبقي مش هنختلف
ايمان :لو حصل نصيب مش هنختلف لو حصل نصيب بأذن الله
عاصى :كله بأمر الله تحبي تسالينى عن حاجة تانية
ايمان :لأ وانت
عاصى :لأ انا كده تمام اوى
ايمان :يبقي بعد اذنك
عاصى :اتفضلى
فكرت كتير واستخرت بس مكنتش حاسة بأى حاجة لا مقبوضة ولا مبسوطة لا خايفة ولا مطمنة مش حاسة بحاجة خالص سألت نفسي سؤال واحد بسيط قاطع وصريح هل يا ترى انا عايزة عاصى يكون شريك حياتى بس حتى السؤال الوحيد ده معرفتش اجاوبه لنفسي لا عرفت اقول اه عايزاه ولا قدرت اقول لأ مش عايزاه
لما كلمت رودينا وحكتلها عنه هى انبهرت بيه من كلامى وقالت انه واضح انه انسان كويس وانه شبهى بس انا حسيت انى مش شايفة ان عاصى شبهى
ولما سألت بابا قالى انه انسان كويس وميترفضش بعد يومين قولت لبابا ان رأيى من رأيه كالعادة واتخطبنا انا وعاصى بعد خطوبتنا بشهر كنا بنتكلم فى الموبايل
عاصى :يعنى انتى بتحبي البحر جدا مع انك مبتعرفيش تعومى
ايمان :اه عادى مانا بحب الاكل بس مبعرفش اطبخ
عاصى وهو بيضحك :بتحبيه من بعيد لبعيد يعنى
ايمان :انا مش بهزر علي فكرة
عاصى :هو فى بنت مبتعرفش تطبخ
ايمان :اه انا بس ناوية اتعلم يعنى انا كده كده كنت ناوية اتعلم وفكرة خطوبتنا دى هتخلينى اعجل بالموضوع
عاصى :هو انا ليه بحس من كلامك انك مكنتيش عاملة حسابك تتخطبي دلوقتى
ايمان :ده حقيقي انا كنت مفكرة انى هتخطب كمان سنتين تلاتة على الاقل
عاصى :وايه اللى حصل
ايمان :بابا قالى انك متقدم وانه ادالك ميعاد ومدام بابا مرفضكش من بره بره ووافق انك تشوفنى يبقى مقتنع بيك ويبقي لازم كنت اديلك فرصة لان كده مبقاش بدرى ولا حاجة زى ما كنت مفكرة
عاصى :محدش يعرف النصيب امتى ولا فين
ايمان :معاك حق
وبدأت اتعلم الطبخ وشغل البيت بجانب الدراسة بجانب انى لقيت ماما بتجهزنى كنت حاسة انى بحارب ايه كل الحاجات اللي المفروض اعملها في نفس الوقت دى لأ وكمان لازم اجيب تقدير عالي علشان ميتقالش ان عاصى شغلنى عن دراستى هو الحقيقة مكنش شاغلنى خالص احنا مكناش بنتكلم كتير لما كنت بقارن بينى وبين عاصى وبين رودينا ولؤى خطيبها كنت بحس اننا كأننا مش مخطوبين بالنسبالهم بس ده مكنش مضايقنى مش عارفة ليه يمكن لأنى فعلا مكنتش عاملة حسابى اتخطب دلوقتى خالص بعد خطوبتنا بسنة عاصى قالي انه هيجى يحدد مع بابا ميعاد لكتب الكتاب والفرح طبعا انا مكنتش عاملة حسابى خالص على انى اتجوز وانا فى الكلية وقولتله وهو قالى انه مش هيشغلنى عن دراستى وهيشوف رأى بابا ايه وقال لبابا وبابا وافق وطبعا كالعادة انا رأيى من رأى بابا واتجوزنا قبل ما ادخل اخر سنة في الكلية بشهر
مكنتش مشكلة كبيرة دى لانى كده كده مكنتش بزاكر غير عالميدتيرم والفاينال وبروح اربع ايام بس الكلية وممكن تلاتة كمان دفعتى كبيرة وسهل اوى اغيب وميتعرفش غيابى وسطهم
محمد اخويا خطب وطبعا روحنا انا وعاصى الخطوبة واحنا راجعين مش عارفة ليه افتكرت يوم خطوبتى من عاصى وقارنت بين فرحة محمد اخويا النهاردة وبين عاصى اللي كان عادى وكأنه قاعد في اجتماع عنده فى الشركة واقارن بين فرحة منى خطيبة محمد وبينى وانا كنت بحاول استوعب ان دى خطوبتى
المقارنة مكنتش لصالحى خالص
بعد الخطوبة لقتنى مركزة اكتر في افعال عاصى وكلامه معايا اكتشفت اننا اتنين اغراب عايشين سوا مع اننا عايشين علشان بعض يعنى هو بيشتغل علشان يصرف علي البيت وعليا وانا غير دراستى بشتغل شغل البيت علشانه يعنى المفروض اننا عايشين علشان بعض بس انا مش حاسة اننا حتى عايشين مع بعض
ام عاصى مبتحبنيش حاولت كتير اقربلها بس هى رافضة لانها كانت عايزة عاصى يخطب شيماء بنت اختها بس عاصى رفض هى اللي عرفتنى الموضوع ده زى ما عرفتنى عن خطيبة عاصى اللي كانت حب سنتين وخطوبة سنة زى ما عرفتنى حاجات كتير توجع انا متوجعتش منهم لما عرفتهم كأنهم ميخصونيش كأن عاصى نفسه ميخصنيش بس اليومين دول لما بفتكرهم بضايق وبفكر يا ترى هو ساب خطيبته ليه متجوزش شيماء ليه اتجوزنى انا ليه دماغى اللى كانت فاضية واحدة واحدة لقيتها اتملت بالاسئلة وقلبي الرايق اللي كان على وضعه فجأة لقيته بيوجعنى شوية
عاصى سافر مؤتمر تبع الشركة اللي هو شغال فيها اربع ايام قضيتهم لوحدى في شقتنا وانا بفكر في كل ده وبعدين عاصى رجع اتغدى عادى ونام ساعتين وقام وقعد يتفرج عالتلفزيون انا كنت متغاظة ومضايقة فقولتله
ايمان :انت جاى علشان تقعد مع التلفزيون
عاصى :عايزانى اعمل ايه يعنى
ايمان :انا هعمل شاى وتعالي نقعد سوا نتكلم فى البلكونة
عاصى باستغراب :نتكلم سوا ونقعد في البلكونة
ايمان :اه انت مستغرب ليه
عاصى :اصلك مطلبتيش منى الطلب ده قبل كده
ايمان :عادى اهو تغيير
عاصى :ماشى
ايمان :هقوم اعمل الشاى
عملت الشاى وروحتله البلكونة وفضلنا دقيقتين ساكتين وانا هموت من الضيق احنا ليه ساكتين ليه مفيش بنا لغة حوار فتكلمت انا وسألته سؤال كنت بفكر فيه
ايمان :هو انت مبتقوليش وحشتينى ليه
عاصى :ايه
ايمان :مبتقوليش وحشتينى ليه يعنى انت كنت غايب عن البيت اربع ايام مقولتليش وحشتينى ليه انت عمرك مقولتلي وحشتينى لا واحنا مخطوبين ولا بعد ما اتجوزنا ليه
عاصى :عادى يعنى مكنتش اعرف ان الحكاية دى مضايقاكى وتهمك اوى كده
ايمان :انا اللي مضايقنى اكتر انك شايفها حاجة عادية
عاصى :انتى رايحة فين
ايمان :هدخل اذاكر امتحاناتى قربت
حاولت اذاكر مفهمتش حرف واحد كل تركيزى كان في كلمة عادى يعنى اللي قالها دى لقتنى حاسة انى متغاظة لدرجة ان رميت كتبي في الارض وبعدين لمتهم تانى وقررت انام ده الحل الوحيد نمت وقمت حضرت الفطار وفطرنا واحنا ساكتين كالعادة وهو نزل شغله وانا قعدت اذاكر لانى فعلا امتحاناتى بتقرب قولت اشغل نفسي بامتحاناتى عن كل الافكار والمشاعر اللي مضايقانى دى
عدى تلت شهور كنت خلاص انا خلصت امتحانات ورودينا اتجوزت بعد ما اتخرجنا بشهر هى اتجوزت وانا قررت انى هقضى تلت شهور في البيت استرخاء قبل ما ادور علي شغل خصوصا ان محمد اخويا كان هيتجوز وانا كنت بساعد ماما
طول الامتحانات وحتى بعدها لقتنى بعمل حاجة غريبة وانا حتى مش فاهمة بعملها ليه لقتنى ببعد عن عاصى من بعد كلمة عادى يعنى دى وانا بتصرف كأنه مش موجود بطبخ وبناكل سوا بس مبتكلمش معاه بنام متاخر علشان اقوم احضرله الفطار وارجع انام تانى ومفطرش معاه بتحجج بالمزاكرة علشان مقعدش معاه ولا حتى قدام التلفزيون وبعدها انشغلت بفرح رودينا ودلوقتى هنشغل بفرح محمد بهرب منه مش عارفة ليه بس حاسة بغضب كبير اوى تجاهه فرح محمد كان فاضل عليه اسبوعين قولت هستأذنه اقضيهم مع اهلي
ايمان :عاصى انا عايزة اروح اقضى الاسبوعين الجايين عند اهلي فرح محمد قرب اوى واكيد ماما محتاجة مساعدة
عاصى :هتفرق ايه وانتى هناك عن وانتى هنا ما انتى كده كده بتتجنبينى وما شاء الله حججك مبتخلصش روحى يا ايمان
ايمان :حججى مبتخلصش انا بتحجج يا عاصى
عاصى :اه بتتحججى وبتهربي منى كمان كأنك بتعاقبينى مش فاهم علي ايه
ايمان :وانا اعاقبك ليه هو انت غلطت في حقى مثلا
عاصى :لأ يا ايمان انا مغلطتش فى حقك انتى اللي عمرك ما كنتى مهتمة وكانت عجباكى ومريحاكى حياة الاغراب اللي احنا عايشينها دى وفجأة بقيتى مش مرتاحة وعايزانى فى ثانية اغيرهالك لحياة رومانسية بين اتنين ميتين في حب بعض ويا ريتك حتى حاولتى ان ده يحصل لأ انتى سألتينى ليه مش بقولك وحشتينى ولما اجابتى معجبتكيش اتقمصتى زى العيال الصغيرة
سألتى نفسك قبل ما تسألينى السؤال ده انتى عمرك قولتيلي وحشتنى عمرك اضايقتى وانا مسافر في الشغل واستنيتى ارجع لأ انتى حياتك ماشية بيا او من غيرى ماشية لأنك مبتحبنيش
ايمان :وانت مبتحبنيش اتجوزتنى ليه ما كنت خاطب اللي بتحبها سيبتها ليه متستغربش انى عارفة طنط امال بتكرهنى ومضايقة انك اتجوزتنى وسيبت شيماء بنت خالتك جاوب سؤالى بقي سيبت خطيبتك اللي بتحبها ليه مخطبتش شيماء وريحت والداتك ليه اتجوزتنى انا ليه لما انت عايز تعيش لوحدك اتجوزتنى ليه
عاصى :وانتى اتجوزتينى ليه اقولك ليه علشان عمى عبدالله اللي عمرك مقولتيله علي حاجة في حياتك لأ علشان تفضلي الابنة المثالية الفاضلة المطيعة اتخطبتيلي في وقت مكنتيش متخيلة تتخطبي فيه واتجوزتينى وانتى بتدرسي وانتى اللي كنتى عايزة تتخطبي بعد ما تخلصى
اتجوزتينى علشان تسمعى كلام والدك والنتيجة ايه بتعملي كل حاجة من ورا قلبك مفيش حاجة واحدة بتعمليها من قلبك عارفة ليه لانك خايفة تحبينى يا ايمان خايفة من الحب اللي دمر حياة اية اختك
انتى طول الوقت خايفة
خايفة تختارى لنفسك علشان كده سايبة عمى عبدالله يختارلك خايفة تتوجعى وعلشان كده قافلة علي قلبك وعايشة معايا من غير قلب زى الجثة بالظبط
ايمان وهى بتصقف :لا برافو مية مية كلامك وانت بقي اللي عايش ها انت اللي فاتح قلبك ليا وللدنيا كلها انت اللي شجاع صح انت اللي بتعمل كل حاجة من قلبك مش كده
انت كمان خايف علي فكرة انت كمان جبان انا بس مش فاهمة انت خايف من ايه قافل علي نفسك ليه بعيد عنى ليه سيبت خطيبتك ليه لما انت بتحبها اوى كده وشكلك لسه بتحبها سيبتها ليه مخطبتش شيماء ليه دخلتنى انا حياتك ليه وانت عمرك مهتفتحلي قلبك ليه رد عليا ليه
عاصى :عايزة تعرفى سيبت خطيبتى ليه علشان كدابة يا ايمان علشان الكدب بيجرى في دمها عشان وسط كل عشر حاجات بتقولهوملي حاجة واحدة صدق والتسعة الباقين كدب بعد تلت سنين اعرفها وبحبها مبقتش قادر اصدقها لو قالتلي ان النهاردة الخميس هبص في موبايلي علشان اتأكد لأنى مبصدقش حرف واحد هى بتقوله بعد ما كنت بصدق كل كلامها
وعايزة تعرفي مخطبتش شيماء ليه علشان هى بتحب تامر ابن خالنا وهو كمان بيحبها ومستنى يظبط اموره علشان يتقدم لما شيماء لاحظت تلميحات ماما انها عايزاها ليا اتكلمت معايا وعرفتنى انى ارفض لانها مش هينفع تقول انها بتحب تامر ولا هو يقدر يتقدم دلوقتى
ايمان :وطبعا انت جنتل مان ومجرب الحب ولوعته بقي فمفرقتش بين حبيبين
وخطبتنى واتجوزتنى ليه بقي يا ترى طب انا سمعت كلام ابويا انت بقي اتجوزتنى ليه بتسمع كلام والدك مظنش معتقدش كان هيضايق لو قولتله انك مش عايزنى
عاصى :ومين قالك انى مش عايزك مين قال بس امال اتجوزتك ليه
ايمان :هو ده سؤالى اتجوزتنى ليه
عاصى :علشان صدقك علشان طيبتك علشان انتى نقية يا ايمان ومفيش حاجة اي حاجة حتى لو صغيرة لوثتك
ايمان بإحباط :وصدقى ونقائى وطيبتى دول مكانوش يستاهلو انك تحبنى انك تحاول تقرب منى وتطمن خوفى انك تخلينى احبك مكانوش يستاهلو تفتح قلبك اللي اتقفل علشانى
عاصى :انا..
ايمان قاطعته :احنا مننفعش مع بعض يا عاصى انت قلبك اتقفل وانا خايفة افتح قلبى احنا متجوزناش بعض احنا اتجوزنا مخاوفنا ونقط ضعفنا محدش فينا حاول علشان التانى محدش فينا جرب يقرب من التانى حتى
عاصى بتوتر :انتى قصدك ايه
ايمان :قصدى ان الاسبوعين دول هيبقو فرصة كويسة اننا نهدى بعد اللي كل واحد فينا قاله للتانى وفرصة كمان ان كل واحد فينا يفكر في اللي عمله وفى اللى هو عوزه خصوصا بعد كلامنا اللي قولناه ده اول مرة نفتح قلوبنا لبعض ونتكلم نبقي بنتخانق يلا المهم ان ولو لمرة واحدة قلوبنا اتفتحت لبعض
عاصى :منفكر واحنا مع بعض
ايمان :مينفعش الجو حوالينا ووجودنا مع بعض مش هيساعد اننا نفكر وناخد قرار سليم من غير تشويش صدقنى كده احسن
هو نزل وانا جهزت شنطة وخدت فيها اللي هحتاجه الاسبوعين الجايين مكنتش واخدة قرار انى هرجع بعدهم ولا لأ
رجعت البيت وقولتلهم انى هقضى معاهم الاسبوعين دول قبل فرح محمد
ماما اقتنعت قالتلي بيتك يا حبيبتى وبابا سكت
بس بالليل دخلى اوضتى
عبدالله :جوزك مجابكيش ليه وجاية قبل الفرح باسبوعين ليه ما اخواتك هيجو قبله باسبوع واحد
ايمان :عادى يا بابا
عبدالله :لأ مش عادى من بكرة ترجعى بيت جوزك
ايمان :لأ
عبدالله بصدمة :قولتى ايه
ايمان :لأ قولت لأ يا بابا اول مرة اقولها صح مبقولش غير اه انا ادخلي كلية تربية يا ايمان وبلاش كلية آثار علشان متقعديش فى السكن الجامعى حاضر يا بابا اتخطبي وانتى لسه مدخلتيش تالت سنة في الكلية حتى انت تؤمر يا بابا اتجوزى وانتى بتدرسي وشيلي مسئولية بيت وزوج ودراسة كمان من عينيا يا بابا اوامرك
لأ مش هرجع لأنك قولتلي ارجعى لأ مش هرجع الا لو انا عايزة ارجع لأ مش هكمل معاه لمجرد انك امرت مش هكمل الا لو انا وهو عايزين
نكمل انا وهو يا بابا مش هو وحضرتك لأن انا اللي عايشة معاه مش حضرتك لأن دى حياتى مش حياة حضرتك
عبدالله بحزن :ربنا يهدى سرك يا بنتى ويهديكى للخير
قالى كده ومشى نظرة خيبة الامل اللى شفتها فى عينيه ندمتنى على كل حرف نطقته انا عشت عمرى كله بسمع كلامه وبنفذه بالحرف الواحد علشان مشوفش النظرة دى في عينيه وفى الاخر برضه شوفتها لقتنى بعيط عيطت كتير اوى فضلت لحد الفجر بعيط ولما اذن قمت اتوضيت وصليت وقعدت اقرء قرءان بعد شوية بابا رجع هو بينزل يصلي الفجر فى الجامع بيصلي كل الفروض في الجامع ربنا يباركلنا في عمره
المهم لقيت بابا دخل وقعد جنبى على سجادة الصلاة
عبدالله وهو بيمسك ايديها :هو انا فشلت معاكى
ايمان :لأ طبعا حضرتك بتقول ايه بس يا بابا
عبدالله :ردى عليا يا بنتى وريحينى ردى بصراحة انا معرفتش انام وطول الليل بفكر في كلامك هو انا فشلت معاكى زى ما فشلت مع اخواتك انا مش فاهم انا غلطت في ايه كان كتير عليا ان بنتى الكبيرة تبقي دكتورة في الجامعة وانا دبلوم واسيبها تختار ومجبرهاش على الجواز ولا مكنش ينفع اثق في اية واصاحبها وكان لازم اقسي عليها شوية مكنش ينفع اشد على محمد لاجل ما ينشف عضمه لأنه سندكم انتو وامكم من بعدى انتى عارفة انى سمعته بيقول لامك انى مبحبوش انا مبحبوش هو انا ليا في الدنيا غيره وغيركم وانتى امبارح قولتى كلام معناه انى جبرتك علي الجواز والله العظيم يا ايمان انا بس كنت خايف عليكى خايف تعملي زى يا اية وانا مكنتش هتحمل يا بنتى مكنتش هتحمل واحدة في بناتى اللى شقيت وتعبت علشانهم تعارضنى وتتحدانى علشان واحد ميستاهلش ضفرها مش هتحمل واحدة تانية في بناتى تبدى واحد تعرفه من سنة ولا اتنين عليا انا ابوها اللي رباها وكان معاها طول عمرها
عاصى ابن اصول يا ايمان وانا موافقتش عليه إلا لأنى متاكد انه هيصونك انتى حتة من قلبى يا ايمان حتة من روحى انتى بالذات دونا عن اخواتك لأن انتى اللى مريحانى انتى اللى عمرك مخرجتى عن طوعى انا راضى عنك يا بنتى ولما اموت هموت وانا راضى عنك
ايمان وهى بتبوس ايده :ربنا يباركلنا في عمرك يا بابا وميحرمناش منك ابدا احنا ملناش غيرك احنا منسواش من غيرك والله
عبدالله :جاوبى سؤالى يا ايمان انا فشلت معاكى يا بنتى
ايمان :لأ يا بابا حضرتك مفشلتش مع ولا حد فينا
هاجر نجحت يا بابا وحضرت الماجستير والدكتوراة واتجوزت وخلفت لما ربنا اراد في الوقت اللي ربنا كاتبه وحضرتك مقصرتش معاها في حاجة وجوزها الدكتور ده ليه الشرف انه حط ايده في ايدك وانك بقيت حماه
واية حضرتك مغلطتش لما صاحبتها ووثقت فيها هى اللي مكنتش قد الثقة هى اللى اختارت غلط وهى اللي اتحملت نتيجة غلطها وحضرتك حتى في غلطها ده متخلتش عنها ووقفت في طلاقها وحاولت تجبلها حقها منه هى اللى اتنازلت عن جهازها لانها عارفة انه صايع وملوش كبير واننا مش هنسلك معاه هى اللى دخلت انسان زيه علي حياتها وعلى حياتنا
ومحمد يمكن حضرتك زودتها معاه شوية بينله انك بتحبه يا بابا عرفه ان سندك بس حضرتك مغلطتش حضرتك ربيته بالطريقة اللي انت شايفها صح
عبدالله :وانتى يا ايمان انا غلطت معاكى
ايمان :لأ يا بابا انت ربتنى احسن تربية وتعبت علشانى كتير
عبدالله :واللى قولتيه امبارح
ايمان وهى بتعيط :انا جبانة يا بابا بخاف اختار لنفسي فبخليك تختارلي علشان لو الاختيار طلع غلط اقول ما انت اللي اخترتلي انا اللي مش قوية لدرجة انى اختار وادافع عن اختياراتى انا جبانة يا بابا جبانة وخوافة اوى
عبدالله وهو بيحضنها :بس يا حبيبتى اهدى كلنا بنخاف مش انتى لوحدك اللى بتخافى بس مينفعش تسيبي نفسك لخوفك يا بنتى والا الحياة هتدوسك اعملي الحاجة وانتى خايفة قوى نفسك وعانديها مدام نفسك خوافة كده يبقي متمشيش على هواها فهمانى
ايمان وهى بتمسح دموعها :فهماك يا حبيبي طيب مش هتسألنى حصل ايه مع عاصى
عبدالله :لأ دى مشكلتك انتى وجوزك ولازم انتو اللي تحلوها بنفسكم وانا واثق في بنتى وعارف انها هتعمل الصح
ايمان :ايا كان اللي هعمله يا بابا
عبدالله وهو بيبوس راسها :ايا كان اللى هتعمليه يا قلب ابوكى انا معاكى فى اي حاجة هتعمليها يلا الحقى نامى امك من بدرى هتشغلك معاها
ايمان :حاضر يا بابا
بابا بكلامه ادانى ثقة في نفسي بس كمان حملنى مسئولية كبيرة مسئولية الاختيار فضلت طول الاسبوعين بفكر هعمل ايه احاول تانى ولا محاولش بعد اسبوع لقتنى بفتح صور عاصى اللى عندى على الموبايل مكنتش كتيرة فجبت صوره اللى علي صفحته ونزلتهم عندى علي الموبايل وكل يوم بالليل بقعد اتفرج عليهم واعيط انا حسا انه وحشنى اوى ومش حاسة انى عايزة اسيبه بس علشان نكمل سوا لازم يكون القرار مشترك بنا لازم يكون هو كمان عايز يكمل معايا لازم يكون مستعد يتغير ويفتحلي قلبه زى ما انا هتغير وهبطل خوف علشانه وعلشان نفسي انا مينفعش افضل جبانة كده
يوم الفرح جه مكنتش عارفة عاصى هيجى ولا لأ هو المفروض يجى طبعا بس مش عارفة هو ممكن يكون فكر في ايه ووصل لقرار ايه فى الاسبوعين اللى فاتو
كنا واقفين علشان نركب العربيات ولسه بقول لماما انى هركب مع خالى لقيت بابا بيقول لأ اركبى مع جوزك احسن انا اتخضيت على فرحت على حاجات كتير اوى مكنتش فاهمة بالظبط انا فيا ايه بصيت ورايا لما بابا اتكلم لقيت عاصى واقف ورايا ومبتسم اوى سلم على امى وعلى قرايبنا وبعدين مسك ايدى وفتحلى باب عربيته وركبت وركب هو واصر ان بابا وماما يركبو معانا بس بابا رفض وقاله اننا هنركب مع قرايبنا مينفعش نسيبهم لوحدهم بابا كان مبتسملي وهو بيتكلم ابتسامته طمنتنى شوية حسستنى انى مش لوحدى
عاصى اتحرك بالعربية وبعدين لقيته بصلى وقالى
عاصى بابتسامة :وحشتينى
ايمان :ها
عاصى :وحشتينى اوى
ايمان :عاصى انت كويس
عاصى :انا كويس جدا
ايمان :اول مرة تقولى وحشتينى
عاصى :ومش هتبقي اخر مرة اقولها بس هتبقى اخر مرة تسيبي بيتك وتسبينى
ايمان :انا مسيبتكش انا بس كنت بديلك فرصة تفكر بهدوء وتختار وبدى فرصة لنفسي كمان
عاصى :وانا اختارتك بعد التفكير الكتير اللى فكرته طول الاسبوعين اللى فاتو اختارت احاول علشانك اختارت اكسبك ومخسركيش وانتى كمان اختارتى نفس الاختيار
ايمان :جايب الثقة دى كلها منين
عاصى :لو كنتى اختارتى اختيار تانى كنتى قولتى لأهلك على اللى حصل مش والدتك امبارح تكلمنى تأكد عليا اجى اتحرك معاكم من البيت لانى اخو العريس مش مجرد جوز اخته وتشكرنى لانى بعتك ليها تساعديها ووالدك اول ما شافنى خدنى بالحضن دى مش افعال ناس تعرف حرف من اللي حصل بنا
ايمان :انا محكتلهمش اللي حصل
عاصى :ومحكتيش ليه
ايمان :علشان اخد قرار لوحدى علشان اتصرف بنفسي واختار
عاصى :واختارتى ايه
ايمان :اختارت اقولك انك وحشتنى وانى كل يوم بتفرج علي صورك علشان تعوضنى شوية عن غيابك
انا عايزة اكمل معاك يا عاصى انا اخترتك
عاصى بابتسامة شديدة :نبدء مع بعض من جديد
ايمان بابتسامة :نبدء مع بعض من جديد
عاصى :انا عاصى عندى تسعة وعشرين سنة وعندى فى رجلى الصوباعين الصغيرين لازقين فى بعض
ايمان وهى بتضحك :وانا ايمان عندى اتنين وعشرين سنة وعندى حرق في ايدى بس حرق مش كبير وميخوفش
انا وعاصى بدءنا مع بعض من جديد اتعرفنا على بعض بجد فى شقتنا من غير خوف من غير جبن فتحنا قلوبنا لبعض عشنا مع بعض كأزواج حقيقين وودعنا حياة الاغراب اللي عايشين تحت نفس السقف دى للأبد
شاركنا بعض الحياة بكل ما فيها ومشاكلنا كانت بتتحل بنا مبيعرفش بيها حد من اهلى او اهله متخانقين ولا متصالحين محدش كان بيعرف غيرنا انما قدامهم احنا سمنة على عسل طول الوقت
معرفتش اخلى والدته تحبنى حتى بعد ما خلفنا نيرة وبعدها حازم برضه مقدرتش اقربلها هى فضلت رافضة ومش ناسية انى مكنتش اختيارها
وشيماء بنت خالة عاصى اتجوزت تامر والحمد لله
اوقات بنعيش حياتنا حسب الصورة اللي راسمها اهلنا او حتى ناس بنحبهم عننا يعنى هما شايفنا متفوقين يبقي لازم نفضل متفوقين ولازم ندخل الكليات اللي هما شايفنها كليات قمة حتى لو احنا مش عايزين
هما شايفينا لازم نتصرف باسلوب معين فنفضل احنا نتصرف بيه حتى لو مكناش مرتاحين
هما شايفين فلان او فلانة من الناس مناسبين لينا فنرتبط بيهم
او شايفين فلان او فلانة مش مناسبين لينا فنبعد عنهم حتى من غير ما نتأكد بنفسنا اذا كانو مش مناسبين فعلا ولا لأ
اطلع بره الصورة اللى مرسومالك لو مش لايقة عليك دى حياتك وانت اللي هتعيشها عيشها زى ما انت شايف واختار اللي يريحك لأن صدقنى محدش هيتحمل نتيجة اختياراتك غيرك ومحدش هيعيش حياتك غيرك حتى لو سيبتهم يختارولك انت برضه اللي هتعيشها فتعيش حياة انت اللي مختارها ولايقالك احسن
بس لو كانت الصورة اللي مرسومالك لايقة عليك خليك جواها متخرجش منها لمجرد العند والتمرد مدام هى الصح ليك مدام مريحاك يبقي خليك فيها متضحيش براحتك لمجرد العند والتمرد لانك كده هتبقى بتتمرد على نفسك مش عليهم
صورة مرسومالك صورة انت راسمها لنفسك مش مهم المهم انك تكون فى الصورة الصح المهم انك تكون فى مكانك الحقيقي علشان متحسش بغربة 💖
#حكايات_منار فضلا تدعو لابويا بالرحمة والمغفرة وان يسكنه الله فردوسه الاعلى هو وموتى المسلمين جميعا خصوصا من زال اثره فلم يزره زائر ولم يذكره ذاكر