💘البارت الاول💘

93.6K 1.5K 132
                                    


دائما ما تاخذنا الدنيا في رحله مليئه بالمفاجأت ...تبهرنا اضوائها الملونه...تسحبنا معها مثل الفراشات التي تنجذب للضوء و هي لا تعرف انه سيصبح هلاكها اذا ما لامسته
و برغم معرفتنا بخداع ذلك الزهو الزائف الا اننا لا نقوي علي الابتعاد

داخل ذلك المنزل الدافىء برغم بساطته نجد ليلي كأي أم مصريه تستيقظ مبكرا حتي تحضر فطور صغيرتها قبل ان تغادر الي مدرستها القريبه من مسكنها داخل تلك الحاره البسيطه
دلفت لها و كادت ان تصيح بها كالمعتاد الا انها وجدتها تجمع شعرها برابطه ورديه بعد ان رفعته مثل زيل الفرس و قد انتهت من ارتداء زيها المدرسي المحتشم رغم انها لم ترتدي الحجاب حتي الان
ليلي بتعجب : خير يا رب ايه الي حصل فالدنيا عشان تصحي لوحدك و كمان جهزتي
ابتسمت لها بحب و تقدمت منها مقبله احدي وجنتيها ثم قالت : صباح الفل علي احلي لولو فالدنيا
نظرت لها امها باستغراب فاكملت : في ايه بس يا مامتي هو حرام اريحك يوم من صحياني
ليلي : بت انتي فيكي ايه احكي و اخلصي هو انا مش عرفاكي
نظرت لامها بتردد ثم حسمت امرها و قررت ان تقص عليها ما اقلق منامها
ليله : الاستاذ جمعه كلمني الساعه اتنين بالليل
ليل بغضب : هو هيستعبط و لا ايه ازاي يرن عليكي متاخر كده و هو عارف ان عندك مدرسه الصبح
ليله : فضل يرن بتاع اربع مرات لحد ما صحيت و لما رديت عمل نفسه زعلان و بعدها فضل يرغي لحد ما الفجر أذن لا و كمان اتقمص مني لما قولتله اقفل عشان اصلي
ليلي : الواد ده عايز يتقرص ودنو عشان يتعدل مكنتش قرايه فاتحه الي هتخليه ياخد راحته كده
ليله : خلاص بقي محصلش حاجه تعالي عشان الحق اشرب كوبايه شاي قبل ما انزل و البت مروه تبهدل...
ما كادت ان تكمل الا ان تفاجئت بقرع قوي فوق الباب مثل الطبل فضحكت و هي تقول : اهي جات
ليلي : طب افتحيلها علي ما اعملكم كوبايتين شاي تشربوهم قبل ما تنزلو
ذهبت لتفتح الباب لصديقتها الغاليه مروه التي تسكن معها في نفس البنايه و قد تربيا سويا منذ الصغر و يعتبرو حالهم اخوات
مروه : هااااااا ايه ده انتي صاحيه
ضحكت ليله بقوه و قالت : انتي و ماما نفس الريأكشن ههههههههه
مروه : اصل غريبه يعني دانا طالعه و شايله هم صحيانك
ليله : منه لله الي مصحيني مالساعه اتنين بالليل
مروه بغيظ : اكيد ارخم خلق الله انا مش عارفه كان فين عقلك لما وافقتي بيه
ليله : بس بقي اكتمي لحد ما ننزل و نبقي نتكلم براحتنا بدل ما خالتك ليلي تسمعنا كلمتين عالصبح

في قصرا اقل ما يقال عنه قمه في الفخامه و الروعه
بما يميزه من تصميم غايه فالجمال و حديقته الشاسعه و المليئه بشتي انواع الزهور النادره
نجد عائله المسيري ملتفه حول طاوله الطعام يتناولون وجبه فطورهم قبل ان يذهب كلا منهم الي وجهته
و قد كان الجد فتحي المسيري يترأس تلك المائده و علي يساره زوجته الحاجه زينب بجانبها ابنتها رمزيه و يجاورها ابنها حكيم و معه زوجته ملك و ابنها صالح الصغير
اما علي يساره فكان حفيده الاكبر صالح يجاوره رميساء مدللته الصغيره بجانبها داليا ابنه عمها يجاورها جاسم اخيها
و علي راس المائده من الجهه الاخري يجلس شريف و علي يساره هناء زوجته
كان الجميع يأكل في صمت مطبق ...لا تسمع غير صوت الملاعق حينما ترتطم بطبق احدهم
قطع ذلك الصمت الجد حين قال بتجبر : عملت ايه في الاتفاقيه الجديده
رد عليه ببرود دون ان يكلف نفسه عناء النظر اليه و قال ؛ كالعاده مضينا العقود و بشروطنا
شريف بفخر : كان نفسي تكون موجود وقتها يا بابا صالح عصرهم عصر و خلاهم يوافقو علي كل شروطنا الصراحه كل يوم بيثبت للكل انه احق واحده بكرسي رئيس مجلس الاداره لامبراطوريه المسيري
نظر له جاسم ولده بحقد و قال : معملش حاجه جديده يعني هما الي محتاجينا فكان لازم يوافقو علي شروطنا
لم يهتم و لن تهتز منه شعره ..فقد اعتاد علي هذا الحقد و الكره فلم يلقي له بالا حينما مسح يده في المحرمه الموضوعه امامه ثم قام بالتمليس فوق شعر رميساء مدللته الصغيره و هو يقول لها بحب ابوي : ريمو حبيبت اخوها انا ماشي محتاجه مني حاجه
قبلته فوق وجنته بمنتهي الحب و قالت : متحرمش منك يا حبيبي ..غمزت له بشقاوه و اكملت بدلال : بس مفيش مانع من الفين تلاته كده احسن مصروفي خلص
قبل ان يرد عليها نهرتها رمزيه بقسوه : ايه الدلع البايخ ده انتي بتصرفي كل الفلوس دي فين كده مينفعش
لم يحيد نظره عن اخته التي كادت ان تبكي فقبل جبهتها بحب و قال : انتي عارفه هتلاقي الفلوس فين روحي خدي الي انتي عيزاه يا حبيبت اخوكي
و اخيرا نظر بقوه لعمته بعدما وقف ناويا الذهاب و قال بحسم : لما حد ييجي يشتكيلك انها بتشم بودره بالفلوس الكتير الي بتاخدها ابقي اتبري منها....صمت الجميع مخافه بطشه و لكنهم ارتجفو حينما اكمل بصوتا عالي : رميساء و ملك اخوااااااتي اخوات صالح المسيري الي عارف كويس هو مربي اخواته ازاي و لااااخر مره هقولها مش هسمح لحد ابدااااااا انه يفكر يدايقهم بكلمه ساااامعين.....و فقط ...تحرك سريعا بعدما تقدم من ملك التي كانت تقف لوداعه مقبلا راسها قبل خروجه كالعاصفه
التفت ملك ثم نظرت لعمتها و قالت بغضب : انتي ليه بتحبي تحرقي دمنا كل شويه مع انك عارفه كويس احنا متربيين ازاي مينفعش كده يا عمتوووو
نظرت تلك الخبيثه لابنها الذي بالطبع سيدافع عنها فرد علي زوجته ناهرا اياها : ملللللك صوتك ميعلاش علي ماما سااامعه
نظرت له بدموع قهر و قالت : و انا هتوقع ايه منك يعني غير كده....و فقط. توجهت سريعا للاعلي حتي لا تبكي امامهم و قد لحقت بها رميساء حتي تهدأها
داليا : انا مش عارفه ايه الي حصل لكل ده عمتو معاها حق
شريف : داااااليا يا ريت تخليكي في حالك هي مش ناقصه تولعيها اكتر
هناء : هي قالت ايه غلط بدل ما تشوفلك حل مع ابن اخوك الي طايح فالكل و محدش قادر عليه
وقف من مجلسه و نظر لها بقله حيله ثم قال : انا ماشي اروح شغلي احسن ..اعقب قوله بالذهاب دون اضافه اي حرف
اخيرا تحدثت الجده بغضب : انتو عيله هم و الله ايه القرف الي انتو فيه ده عملكم ايه صالح عشان يبقي الكل مش طايقو كده
جاسم بغل : ماهو حفيدك الغالي الي ديما تدافعي عنه و ديما شيفاه صح و مش بيغلط
زينب : لانه فعلا ديما صح و يا ريتك تتعلم منه من وهو لسه بيدرس نزل اشتغل مع عمك و جدك بعد ما ابوه الغالي مات و جبها من تحت خالص بدأ يشتغل مع العمال شويه و الاداريين شويه لحد ما اتعلم كل حاجه و فهمها صح مفكرش ابدا انه ابن صاحب الشركه و راح قعد علي مكتب زي مانت عملت لا ده كافح زيه زي اي عامل و في نفس الوقت كان بيربي اخواته و بيهتم بيهم و عوضهم عن يتمهم الي اتيتموه بدري و كل ده مكنش كمل حتي تمنتاشر سنه
كلكم بتلوموه علي دلعه لاخواته ...طب حد شاف منهم حاجه غلط عمر واحده فيهم قله ادبها علي حد فيكم ...عمر واحده فيهم سهرت بره زي ما البنات بتعمل ...بلاش كل ده دول مش بيخبو حاجه عنه ابدا مهما كانت البنت منهم لو عملت مشكله في المدرسه حتي لو هي الي غلطانه كانت تيجي و تحكيلو علي كل الي حصل بمنتهي الصراحه عشان كده الثقه بينهم متبادله ...تقدر تقولي انت نفسك تعرف ايه عن اختك الي كل يوم سهر و خروج و تسقط و تعيد السنه
ههههه و لا حاجه لانها مش في دماغك اصلا ..نظرت لهناء بغضب و قالت : منها لله الي عملت فيكم كده بس مش غلطها لوحدها ابني الي ساعدها لما سابكم ليها ....
كادت هناء ان ترد عليها الا انها لم تعطيها الفرصه و تحركت متجهه للخارج و هي تقول : و انت يا حكيم خليك ماشي وري امك لحد ما تخرب بيتك بايدك و تخسر جوهره عمرك ما هتعرف تعوضها
اختفي صوتها بعد اخر كلمه فنظرت رمزيه لابيها الصامت منذ البدايه و قالت : عجبك كده يا بابا
فتحي بلا مبالاه : انا مليش دعوه بالتفاهات بتاعتكم دي

ليتك كنت... ( صالحا )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن