نجْمَة

11:11

في ازقة بغداد
على ضوء النجوم التي ماتت
بمئاتِ ملايين السنين
قبل ان يصل نورها الى الارض
هكذا التقطتُ خيط الرحلة من التراب بأسناني
واستغرق وصولي الى بيتي الف ليلة
وليلة.

• سركون بولص

كأنها اصوات طرق عظيمة من السماء ، الا تهدئي ابداً
هل تشعرين بالألم الى هذا الحد ، ام هذا تنبيه منك ما القادم ، صحيت من نومي فتحت تلفوني كانت الساعة
الرابعة بعد منتصف الليل ، هواي افكار تخليني انام لكن
ضجيج السماء كان اكبر من ضجيج عقلي ، حاولت اغمض عيوني لكن استمرت السماء بالمطر والرعد المستمر
فتحت ضوء الغرفة كانت الكهرباء منقطعة ، جسدي الشي الدافي بين اركان الغرفة المتجمدة ، فتحت خزانة الملابس حتى البس شي يدفيني اكثر بينما كنت اختار البلوزه اجت عيني على خزانة رباب المغلقة ، تذكرت كل هل سنين كانت
مغلقة من دون ما تفتحها او تفتقدها ، هواي اسئلة اجت بعقلي ، مسكت الباب فتحته لكن مغلق رغم هذا كان القفل متهالك مع مرور السنين ، لعل ينفتح اذا سحبت اقوة
احس هل شي غلط اذا فتحته وهوه يخصها ، لكن الفضول كان اقوه من أن ارادتي تمنعني من هل شي ، سحبت ببطئ
انفتح ، سقط ضرف رسالة رفعته من الارض كان قديم لدرجة تحول لون الورق الى الاصفر مفتوح الضرف من الاعلى كان فضولي يشدني حتى اقره ما بداخله ، لكن حسيت هل شي مو من حقي رجعت الضرف الى مكانه
ورجعت لفراشي واني احاول انام لكن مكدرت شي بداخلي مخليني صاحية رغم نعاسي الشديد ، بين تقلباتي على فراشي ، واصوات المطر ، كمت من مكاني اخذت الظرف ودخلت للمكتبة غلقت الباب ورائي كان عندي شموع فتحتهم واني لازمه الظرف بايدي ، فتحته كانت ورقة مغلقه
اجت عيوني على عنوان الورقه بالاعلى :

إلى أبنتي..

الساعة الثامنة مساءً ليلة الجمعة ٢٥/١٠/٢٠٠٢

بين الألم المخاض وشعوري أن الموت اصبح قريبا ، ها انا اكتب لك حبيبتي ، ما اعرف شنو الي راح يصير بعد هل رسالة ممكن ابقى وامزقها بعد خروجي من صالة العمليات
وممكن تبقى عند رباب وتنطيها الج من تكبرين ، طيلة الـ ٩ اشهر الي مضت كنت عايشه حرب بين جرعات الدواء المثبته لـ حملي وبين خوفي من توقف حركتج بداخلي
الكل كان يصر على موتج بين احشائي الا انا كنت مصره وكل لليلة احجي وياج وصادقتج من كان عمرج ٣٤ يوم بداخلي ،
حبيبتي راح تجين لعالم مليان ناس وكثير من الاقارب وقليل من المحبين ، اريدج تنتبهين لنفسج لان اعرف نفسج راح تكون هيه نفسي وكلشي املكه اني راح ينتقل الج ، هيج اخبرتني روحي ، اعرف راح تواجهين هواي عقبات بطريقج
لكن الشي الوحيد الي راح يساعدج أن تتخطيها هوه ارادتج
بينما تتخطين مراحل عمرج الجاية اتمنى أن اشوفها ، وانتي تعبرين مراحل دراستج وتفرحين بـ اعياد ميلادج ، راح تحملين اسمي طيلة عمرج وراح الناس يحبوج لان انتِ قطعة من ملاك فقط ، يمكن ما راح يخلوج تشوفيني ولا تروحين لقبري ويمكن ما يحجون بيه بعد وراها ينسوني واصير ماضي الهم ، لكن ملامحج الي تذكرهم بيه وتخليهم
كل يوم يتذكرون الي سوو بيه ، اتمنى محد ياذيج اتمنى رباب
تبقى يمج طول العمر اتمنى هل شي ، لو مرت السنين
واحد ناداج بـ اسم ثاني تاكدي أن اسمج نجمّة وامج ملاك
احبج قبل ما اشوفج وقبل ما اشم ريحتج قبل ما اشوف شعرج وهوه يطول ويصير ضفيره احبج قبل ما اوكلج بـ ايديه واعلمج الصح من الغلط قبل ما اخليج تكتبين اول حرف وقبل ما تخافين واضمج لصدري واكلج لتخافين يا نجمتي اني يمج ، كنت واعده نفسي بهواي اشياء لكن كلها مراح تصير بعد ساعات اصير ملاك حقيقي وراح تنولد نجمّة جديدة بالسماء ...