أنتهت

1K 77 29
                                    

هذه ليست مساميرَ أيها القلب
إنهم الأحبةُ فقط يثبّتون صورهم بعنفٍ قبلَ أن يرحلوا
هكذَا ...
وكلّما أصيبَ أحدهم بنوبة قلبية وضعَ يدهُ على منتصف صدرهِ مخافة أن تسقط الصور من مكانها

هنا يرقد اخر النجوم "
هكذا حبيبتي نقش على سطح قبرك ، كم تمنيت أن يتسع لنا نحن الاثنين كم تمنيت أن اكون بجانبك الليالي الماضية
اه لو تعلمين كيف اصبحت السماء مظلمة ولا أمل يشع من
سوادها ، اصبحت وحيدة اخيراً ...

كانت الايام تسري مثل الرياح مودعة كل شيء وياها
الفرح والمواقف وحتى الارواح الا الحزن كان هوه باقي
مثبت جذوره بعمق ارواحنا ، صار الحزن جُزء منا ...

على طاولة الطعام كنت جالسة مع من تبقى لي ...

رباب : سَما شصار على التسجيل مال الجامعة

سَما : خاله كملنا كلشي بقى بس نداوم

رباب : وتأكدتوا من القسم الي تردونه ؟

سَما : كلش وراح نبدع بيه

رباب : حاسه بهل شي وواثقه بيكم ، وانتي بنين

بنين : ما اعرف بس اهلي هيج يردون

رباب : حبي هل اختيار لان راح يحدد هويتج ولو نفرض عليج

بنين : اتمنى

رباب : ما سمعنا نجمّة

نجمّة : ها

كانت وجوهم نحوي ، كل العيون تنتظر كلمة من بين شفاهي ، اما اني ما كنت اعرف الجواب الي ممكن ينقذهم من تفكيرهم بـ اني استسلمت ...

نجمّة : اني ما اعرف

سَما : راح تحبينه قسمج وتصيرين محامية بكد الدنيا

رباب : ايي حتى من اكتل واحد هيه ادافع عني

وسن : هههههههه اسم الله

دُره : اي اني حاسه نجمّة راح تكون محامية معروفة مو ماما

وسن : ايي اني واثقه من بنيتي الحلوة

بنين : راح تنتظرها ايام حلوة وراح نشاركها بهل شي

رباب : أن شاءالله اكيد

بيان : نجمّة نريد ننطيج هدية

سَما : اي يله فتحيها بيان

كنت اشوفهم وهمه يطلعون من الكيس روب المحاماة
وهوه مطرز عليه اسمي ..

سَما : عجبج ها

نجمّة : ليش تعبتوا نفسكم

بيان : هذا اقل شي نقدمه الج

اخذت الروب رباب وهيه تحاول تقلدني ويسون محكمة امامي قاضي ومتهم ومحامي ...

هكذا جرت العادة في اروقة المحاكم ، كل الناس ابرياء
حتى نجد الجريمة ، اما انا سيدي القاضي كنت المتهمة
وجريمتي غير معلومة ، كل الادلة على تعذيبي مثبته
وكل الشاهدين ثبتوا اقوالهم ، وعقابي سنين طويلة من الالم ، لا دمع المظلومين نفع ولا شهادة احد ...

كمت من يمهم وسط سكوتهم وعدم سؤالهم الي لان كان الجواب ، اعاني التعب واريد النوم واي نوم ينفع ...

مرت الايام والاسابيع بسرعة نجاح بعد نجاح واليوم
البس رداء التخرج ، اقف امامهم رباب و سَما وبنين
وكل من احب قلبي و بـ اللحظة كنت اراها بينهم
ابتسامتها وحتى لمعان عيونها كنت اشوفهم وهيه فرحانه الي ...

كانت كلمة التخرج طويلة جداً ، تمنيت أن أشعر بـ احضانك وهي تدفن احزاني بداخلها لكن الموت يا امي ليس لديه احبه ...

يا من تمنيت أن أراكم وأقص عليكم رحلتي مع الحياة اليوم. أنهي قصتي معكم، فقلبي لم يعد يتحمل ذكرياتي المؤلمة، ولا يتحمل أن يشعر بدموعكم عليّ، فأنا لا أستحقها. لطالما كانت روحي تناجي من كان خلف الغيوم أن تكون نهايتي سريعة وغير مأساوية، لا يدمع خلفها لا محب ولا كاره.

لكن القدر لم يستجب. منذ أن كتبت لكم وقصصت عليكم، لم أخدعكم ولم أستغلكم لغرض ما. منذ بضعة أيام وأنا أتمنى أن يستجيب القدر بسرعة ويحقق أمنياتي، لكن لم يستجب. ربما هو الوحيد الذي أحبني ويتمنى أن أكون موجودة لأيام أخرى.

أحبتي، تمنيت أن أكتب أكثر لكم وأن تكتمل النجمة معكم. كل ما أريد أن أقوله لكم هو أن نجمة تخرجت وفرح من كان يتمنى لها ذلك. خلال السنين التي مضت، فقدت الكثير من حولها حتى باتت اليوم وحيدة. تمنت أن تكون ملك في يوم ما، وأن تكون على طريق الملاك، وتحقق لها هذا الشيء.

أحبتي، يعز عليَّ أن أوصيكم بمن تحبون، لأن هذا واجب عليكم. لكن تمسكوا بهم حتى وإن كان ردائهم أشواك، تحملوا الألم لمن تحبون. لا أعلم إذا كنت سأكتب لكم بعد قصتي أم أن قدري لا يسعفني وأخيرًا. شكرًا لكم لأنكم كنتم بقربي.

نجْمَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن