(( ميثاق الحرب والغفران ))
_ الفصل السابع _استحوذ الصمت فجأة على جلال وحمزة فور سماعهم لصوت الضجة خارج باب الغرفة .. فاستقام جلال واقفًا واسرع للخارج يفتح الباب ثم اخفض نظره ليرى الصينية على الأرض وقطع الزجاج متناثرة حولها .. تخطى الزجاج حتى لا يجرحه وابتعد يدور برأسه في الأرجاء باحثًا عن الشخص الذي سمع حديثهم .. حين استقر نظره على الدرج رأى فريال تصعده شبه راكضة فصاح مناديًا عليها :
_ فــريال !
لم تعيره اهتمام ولم تجيب فقط استمرت في طريقها .. فاندفع خلفها لكنه توقف حين رأى خلود وهتف لها بجدية :
_ نضفي الأرض ياخلود وشيلي الچزاز ده
اماءت له بالموافقة في استغراب وتابعته بعيناها وهو يصعد مهرولًا خلف زوجته .. فغضنت حاجبيها بحيرة ورغم فضولها الذي كان سيقتلها إلا أنها سكنت وذهبت لتنظيف الأرض كما طلب .
وصل لغرفته ودفع الباب ليدخل ويقف عنده يتطلع لها وهي ترمقه بخزي وعينان مليئة بالدموع، تلك النظرة مزقته وأصابت يساره ودار بعقله ألف سؤال كلهم حول كيف سيبرر لها ما سمعته الآن.. لن يتمكن من إلقاء شقيقته بالدرك ولا الدفاع عن نفسه أمامها حتى ! .
اغلق الباب ببطء وتقدم منها بحذر :
_ فريال متبصليش إكده ابوس يدك
انهارت قواها لتنهمر دموعها غزيرة أمامه هاتفة بعتاب :
_ سألتك ياچلال .. أنت اللي حاولت تقتل عمران وقولتلي لا .. كدبت عليا وأنا قولتلك أن أخويا ملوش صالح بحاچة ولو أذيته مش هسامحك
تقدم منها بخطوات متريثة وهو يهتف بصوت رخيم حتى يهدأ من انفعالها :
_ أنا مكذبتش يافريال .. وأخوكي حتى لو ملوش صالح بس هو مش ملاك
صرخت به بهستيريا :
_ ولا أنت ملاك ياچلال محدش فينا ملاك، كلنا چوانا العفش والزين.. بس ده مش معناه إننا نقتل في بعض.. أنت مهمكش حاچة وعملت اللي في دماغك برضوا رغم إنك عارف عمران بنسبالي ايه
فغر عيناه بصدمة من عباراتها وهتف في عصبية :
_ كل ده ومهمنيش !! .. ليا سنتين ساكت عن حق أبويا مع إني عارف أن أبوكي هو اللي قتله .. وساكت عشانك سايبه عايش مرتاح من غير ما ياخد عقابه عشانك .. وبتقوليلي مهمنيش حاچة !
اندفعت نحوه ثائرة وصرخت ببكاء حار وشراسة :
_ أبويا مقتلش أبوك وأخويا ملوش صالح بحاجة .. اللي قتل أبوك هربان لكن أنتوا اللي مصممين أن ناسي قتالين قُتلة وهما معملوش حاچة
احتقنت قسمات وجهه بالدماء وهو يتمعنها بغضب محاولًا تمالك أعصابه حتى لا يفقد زمامه ويتصرف تصرُف أهوج ينتج عنه ندمه فيما بعد، فقال كاظمًا غيظه :
_ أنا هسيبك تهدي وبعد إكده نبقى نتكلم ونكمل حديتنا
لم يمهلها الفرصة لتجيب بل استدار وانصرف لخارج الغرفة مسرعًا قبل أن ينحرف الحديث ويصبح أكثر من مجرد شجار بسيط .. بينما هي فجلست فوق فراشها تبكي بعنف .
***
داخل غرفة آسيا كانت ساكنة تمامًا فوق فراشها وعيناها تذرف الدموع بصمت فتأتيها صرخة أمها من فرط العصبية :
_ ما تنطقي يابت أخوكي عمل معاكي إكده ليه .. عملتي إيه !!!
آسيا بثبات مزيف رغم عيناها الغارقة بالدموع :
_ معملتش حاچة ياما
عادت تصرخ بها من جديد منفعلة :
_ كيف يعني معملتيش حاچة امال هو اتچن يعني عشان يعمل فيكي إكده !!!
توقفت عن البكاء وتنفست الصعداء بعمق قبل أن تقول بشجاعة حقيقية هذه المرة :
_ أنا اللي حاولت اقتل عمران
ضربت جليلة بكفها على صدرها صارخة بذهول :
_ يامري ! .. أنتي اتخبلتي في نفوخك عشان تعملي إكده وكيف عملتيها أصلًا ؟!
أكملت آسيا شرح بعدم مبالاة فلم تعد تبالي بردة فعل البقية بعد ما فعله أخيها بها :
_ اتفقت مع خالد واد صالح الكداب وهو اللي عملها وضرب عمران