الفصل الأول

3.6K 60 2
                                    

(( ميثاق الحرب والغفران ))
_ الفصل الأول _

قبل سنتين من الآن .........
اصطف بسيارته السوداء أمام المنزل بعد عودته من عمله بتمام الساعة الرابعة عصرًا ، فتح باب السيارة وترجل منها وقبل أن يخطو خطوة واحدة نحو المنزل التقطت أذناه أصوات صياح لرجال يتشاجرون امتزجت بصراخات نساء ، ضاقت عيناه باستغراب لكن سرعان ما اتسعت بذهول حين رأى مجموعة من الشباب يخرجون من منزله بعضهم يحمل بيديه عصيان غليظة وكبيرة والبعض الآخر يحمل أسلحة بيضاء صغيرة من المطبخ ويركضون باتجاه الشارع الموازي لمنزلهم تحديدًا نحو الشارع الخلفي ، اسرع نحوهم وتمكن من الإمساك بواحد منهم ليهتف له بحدة :
_ إيه اللي بيحصل ده في إيه ؟!
توقف الشاب مجبرًا ليجيبه على عجالة حتى يلحق بالبقية :
_ الدنيا والعة عند بيت خليل صفوان
زاد اتساع عيناه والصدمة تعتلي معالم وجهه بالكامل ليصيح به بغضب :
_ وإيه الشوم والساكنين اللي في يدكم دي وطالعين بيها من البيت
رد عليه الشاب متعجلًا بعد أن حرر ذراعه من قبضته :
_ عم عبد العزيز وبشار وبلال هما اللي طلبوا منينا .. باينله هيبقى دم للركب
تصلب بأرضه للحظات بعد ركض ذلك الشاب نحو الشارع الخلفي تحديدًا أمام منزل عائلة خليل صفوان ولكن دهشته لم تدم حيث اسرع ركضًا خلفه ليرى بعينه ما الذي حدث ، لكن انفرجت شفتيه بصدمة حين رأى الاشتباك العنيف بين العائلتين .. عائلته وعائلة خليل صفوان ، والتقطت عيناه الدماء التي تسيل من بعض الشباب نتيجة الصراع  بالاسحلة والعصا وأهل المنطقة والجيران بعضهم يقف يشاهد تلك المجزرة من بعيد منذهلًا دون أن يتجرأ على التدخل والبعض الأخر يقف بنوافذ منازله من الأعلى ! .
لمح بعيناه أخيه الصغير وهو يتشاجر مع شاب يتدخل في الشجار لصالح عائلة صفوان وذلك الشاب يمسك بيده سلاح أبيض ويحاول طعنه به فصاح بصوته الجهوري :
_ بـــلال !
وبظرف لحظة كان يهرول ركضًا نحو أخيه ويمسك بذلك الشاب ثم يوجه له لكمه عنيفة ابرحته ارضًا نظرًا لفرق البنية والقوة التي بينهم ثم جذب السكين من يده والتفت تجاه أخيه يهتف بعصبية وعدم فهم :
_ إيه اللي بيحصل ده يا بلال ؟!!!
بلال بنظرة نارية تنضج بالشر والغضب :
_ الحرب ابتدت ياخوي .. وياقاتل يامقتول .. ناس خليل صفوان ابتدوا الخيانة وهما اللي حطو البودرة في السمك عشان يلبسوها فينا وكلنا نروح فطيس
وكأن الصدمات كانت من نصيبه هو بذلك اليوم حيث طالت نظراته المندهشة لأخيه لكن سرعان ما تحولت لأخرى ملتهبة تنبض بالانتقام مثل أخيه وبقية عائلته والتفت للخلف يتابع ما يحدث أمام عيناه من قتال بين الجميع وقبل أن يخطو خطوة للأمام حتى ينضم لعائلته ليثأر لحقهم رأى شاب يقربه بالعمر يرفع سلاحه الناري ويصوبه باتجاه خليل صفوان ويطلق النيران لتستقر الرصاصة بجسده الهزل .. فيسقط الرجل على الأرض وتتعالى معه نواح النساء وصياح أبنائه ورجال عائلته وهم يركضون نحوه ، أما ذلك الشاب الذي اطلق النيران فر هاربًا بلحظتها بعد أن وثب فوق دراجته النارية ، ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى بدأت سيارات الشرطة تصطف بالشارع و.......

رواية ميثاق الحرب والغفران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن