الفصل الرابع والاربعون

579 23 0
                                    


(( ميثاق الحرب والغفران ))
_الفصل الرابع والأربعون_

بتمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل...
فتحت آسيا عيناها مستيقظة من النوم عندما وضعت يدها بجانبها على الفراش وشعرت بالفراغ، رفعت رأسها عن الوسادة وتلفتت حولها تبحث عنه باستغراب، انتفضت مفزوعة عندما رأته يجلس في الظلام على الأريكة المقابلة للفراش ويراقبها بنظرات مخيفة، باللحظة الأولى ظنته شبح لكن عندما دققت النظر به تنفست الصعداء براحة واعتدلت في نومها وهي تمد يدها لزر الكهرباء تشعل الضوء وهي تهتف له برقة:
_إيه ياعمران قاعد إكده ليه وقفت قلبي من الخضة!
لم يجيبها واستمر في تحديقه المريب لها، مما جعلها تغضن حاجبيها بحيرة وقلق، واستمرت هذه اللحظات المرعبة لوقت حتى سمعته أخيرًا يهتف بغضب:
_كنتي عارفة من امتى؟
ضيقت عيناها بتعجب وراحت تسأله بعدم فهم:
_عارفة إيه؟!
عمران بنظرة مميتة:
_أن أبويا متچوز يا آسيا وأنتي مخبية عني
ازدردت ريقها بتوتر بسيط ثم سألته باستغراب:
_أنت مين قالك؟
أظلمت عيناه وبدأت بشائر غضبه المرعب تظهر حيث صرخ بها منفعلًا:
_أنا سألتك سؤال ومستني إجابة مش بتردي عليا بسؤال
أطرقت رأسها أيضًا وهي تتنهد بقلة حيلة وتجيبه في خفوت:
_من فترة قريبة جدًا لما كنا بنروح للمستشفى للدكتور عرفت هناك
استقام واقفًا واندفع نحوها يسألها بسخط شديد:
_ولما عرفتي حاچة زي دي متقوليش كيف ولا كان في دماغك حاچة عاوزة تعمليها وعشان إكده خبيتي عني
أخذت نفسًا عميقًا محاولة الصمود أمام انفعالاته المرعبة وأجابته بهدوء مزيف:
_أيوة كان عندي أسبابي وعشان إكده مقولتلكش
ضحك ساخرًا في غضب هادر ثم صاح بعصبية:
_وهي إيه أسبابك؟.. أنتي مصممة تهدي كل حاچة بينا.. رغم كل اللي عملتيه وبتعمليه ولساتني بسامحك وبعديلك لكن أنتي مبتتعلميش من غلطك، لما حاچة زي دي متقوليش عليها يبقى إيه تاني
هبت واقفة من الفراش وصرخت به بانفعال مثله:
_وهتفرق بإيه حتى لو قولتلك.. ما أنا ياما قولتلك أن أبوك هو اللي قتل أبوي وأنت مصدقتنيش.. دلوك لما تعرف أنه اتچوز على أمك للمرة التالتة هتصدقني، ولا أنت بتصدق اللي على مزاچك ياعمران
صر على أسنانه مغتاظًا وهو يرد عليها بلهجة حادة:
_وطي حسك وأنتي بتكلميني
هتفت بعناد وقوة تليق بها دون أن تمتثل لأوامره بإخفاض نبرتها المرتفعة:
_مش معنى أنك چوزي وبحبك هبقى هنسى حق أبوي ولا هتنازل عنه.. أبوك قاتل وهياخد جزائه في الدنيا والآخرة
قبض على ذراعها بقوة لكي يمنعها من استرسال حديثها:
_الكلام ده تقوليه لما يكون معاكي دليل لكن أنا مش هروح اتهم أبوي عشان خاطر كلام فارغ كيف اللي بتقوليه ده
ابتسمت له بسخرية ثم دفعت يده بعيدًا عنها بقوة وهي تحدق في عيناه بثقة وتهتف:
_ولو قولتلك أني سمعته بودني وهو بيتكلم مع عفاف وبيقول أن هو اللي قتله ومرته الجديدة سمعته كمان.. ده مش دليل بنسبالك
ارتخت عضلات وجهه المتشنجة وهو يغضن حاجبيه بتعجب امتزج بدهشته وهو يسألها:
_سمعتيه كيف وكان بيقول إيه؟!
عقدت آسيا ذراعيها أسفل صدرها وتطلعت في وجهه بحدة تقول:
_كان بيتكلم مع عفاف اللي هي أصلًا اللي وزته على قتل أبوي وكانوا بيحاولوا يلاقوا حل مع بعض عشان محدش يعرف باللي عمله.. ورغم إكده أنا لما سمعته قولت يمكن أنا اكون فاهمة غلط واستنيت عشان اتأكد ودلوك اتأكدت لما مرته الجديدة قالتلي أنها سمعته وكان بيتكلم مع أمك وبيهددها أنها متقولش لحد يعني حتى أمك عارفة
رأت السكون الغريب يستحوذ عليه وهو يطالعها في دهشة تمتزج بنظرات الاستياء في عيناه، فتابعت هي بقهر وغضب:
_أبوك شيطان ومتمثل في صورة ملاك.. أنا بحبك ياعمران بس لما يكون الموضوع حق أبوي سامحني أنا مش هكون في صفك
أنهت عباراتها وابتعدت عنه تتجه لخارج الغرفة وتتركه بمفرده يفكر فيما قالته.. مازال لم يستوعب حقيقة زواج أبيه للمرة الثالثة حتى اصطدم بجدار صلب عن حقيقة قتله "لخليل صفوان" ، والآن يجد نفسه عالقًا بالمنتصف.. هل يصدق زوجته أم يرفض رؤية والده على حقيقته ويستمر في الإنكار؟!.
                                   ***
بعد مرور ساعة تقريبًا عادت آسيا للغرفة مجددًا، لكنه لم يكن موجودًا فضيقت عيناها باستغراب وقبل أن تستدير وتغادر الغرفة بحثًا عنه سقط نظرها على هاتفه وهو فوق الفراش، تجمدت مكانها لبرهة من الوقت تفكر بشجارهم معًا منذ قليل محاولة تخمين هوية الشخص الذي أخبره، ولم يقذف لعقلها سوى شخص واحد فاندفعت بسرعة دون تفكير تلتقط هاتفه تفتش في قائمة الاتصالات فوجدت آخر مكالمة كانت لبشار، هزت رأسها بالنفي فمن المستحيل أن يكون بشار هو من أخبره، راحت تكمل بحث في الهاتف محاولة العثور على أي شيء يساعدها في معرفة هوية الشخص الذي يحاول التفريق بينهم، بمحض الصدفة ضغطت دون وعي على الرسائل وبينما كانت على وشك الخروج منها توقفت مندهشة عندما رأت الرسالة الأولى ثم قامت بفتحها وبدأت تقرأها بنظرات مشتعلة.
تركت هاتفه وجذبت هاتفها بسرعة ثم فتحت قائمة الاتصالات وأخرجت رقم داليا وراحت تقارنه بالرقم الذي ارسل الرسالة لزوجها فوجدته نفس الرقم، أظلمت عيناها وهي تجز على أسنانها مغتاظة وتتوعد لها بعقاب عسير.
اعادت هاتف عمران لمكانه وتركت هاتفها أيضًا ثم خرجت من الغرفة وتحركت باتجاه غرفة مكتبه الخاصة، فتحت الباب ببطء شديد وأدخلت رأسها أولًا تلقي نظرة عليه قرأته جالسًا فوق الأريكة ساكنًا تمامًا ويحدق في الفراغ أمامه بأعين غاضبة، كان ثباته الخارجي يعكس ثورانه الداخلي رغم أنها لا تراه لكن تشعر به جيدًا.
تنهدت الصعداء بعبوس وندم ثم تحركت ودخلت لتقترب منه وتجلس بجواره، لم يلتفت لها أبدًا كأنه لا يراها بينما هي فمدت يدها الناعمة تمسك بكفه تهمس في أسف حقيقي:
_حقك عليا ياعمران يمكن أنت عندك حق وأنا مكنش ينفع أخبي عنك
خرج صوته الرجولي الغليظ وهو يجيبها ساخرًا:
_يمكن!!!
انزوت نظرها أرضًا وهي تزفر بضيق ثم رفعت رأسها له مجددًا وابتسمت بحب لتقترب منها وتطبع قبلة دافئة فوق وجنته وتتعلق بذراعه تضع رأسها فوق كتفه متمتمة:
_أنا آسفة
رمقها بطرف عيناه وهي واضعة رأسها فوق كتفه ومتشبثة به كأنه طوق نجاتها ليتأفف بخنق وقلة حيلة ويسألها بنبرة هدأت حدتها:
_عرفتي كيف وشوفتيها وين مراته؟
أجابته بخفوت دون أن تبتعد عنه:
_في المستشفى البنت الصغيرة اللي كانت قاعدة معايا وكانت تايهة من أمها بنتها
رفعت رأسها قليلًا عن كتفه تنظر لتعبيرات وجهه فرأت الدهشة واستطاعت قراءة أفكاره متوقعة أنه يقول الآن كانت تلك الفتاة الصغيرة أخته وهي رغم ذلك لم تخبره، فهتفت بسرعة تصحح له خطأ أفكاره:
_بس وقتها أنا مكنتش اعرف كنت شاكة بس ولما روحنا المستشفى تاني بعدين وشوفت مرات أبوك اتأكدت لما سمعتها بتكلمه في التلفون
وجدته يرفع يده لوجهه يمسح عليه بقوة وهو يتأفف في غضب شديد ملحوظ عليه، ثم استقام واقفًا وراح يتجه نحو النافذة يقف أمامها وهو مازال يمسح على لحيته ويشدها بعنف محاولًا تمالك انفعالاته قدر الإمكان لكنه لم يستطع حيث صاح منفعلًا:
_ناقصه إيه عشان يتچوز تالت مش مكفيه اتنين!.. مبقتش عارف اشيل هم چوازه ده ولا افكر في أنه ممكن صُح يكون قتل خليل صفوان
هبت آسيا واقفة واقتربت منه لتقف خلفه مباشرة وترفع كفيها تضعهم فوق كتفيه في دفء متمتمة:
_العصبية والتفكير مش هيفيدك بحاچة.. اقف قصاده وواجهه وشوفه هيقول إيه!
التفت لها بجسده وتطلع في عيناها اللامعة بالدموع ثم وجدها تكمل بقهر وصوت مبحوح:
_خناقة ومشكلة هل كانت تستدعي أنه يقتل صاحبه، أبويا كانت بيعتبره أخوه وبيحبه اكتر من منصور، هو ده جزاء الاحسان يقتله بدم بارد، مكنش يستحق ده والله ياعمران
اشاح بوجهه للجهة الأخرى وهو يمسح على شعره ويتأفف بسخط شديد، ثم عاد بوجهه لها وضمها لصدره بحنو فتشبثت به بقوة وتركت العنان لدموعها في الانهمار بصمت فوق صدره حتى سمعته يقول بلهجة صارمة:
_جهزي نفسك هنرچع بكرا البلد
هزت رأسها بالموافقة له فابعدها عنه برفق واتجه للأريكة مجددًا يجلس عليها، لحظات معدودة وانضمت هي أيضًا له تجلس بجواره صامتة لكن دموعها لم تتوقف عن الانهمار، فتنهد وهو يرمقها بطرف عيناه ثم عاد يفرد ذراعه مجددًا ويلفه حول كتفيها ليضمها لحضنه مقبلًا رأسها بحنو، سكنت بين ذراعيه وأغلقت عينيها تترك نفسها تنعم بدفء حضنه وحنانه الجميل، بينما هو فكان عقله شارد بوالده يفكر في ما الذي يفعله بعد معرفته لكل تلك الحقائق.
                                        ***
بصباح اليوم التالي داخل منزل جلال بالعين السخنة.....
فتح عيناه بخمول عندما شعر بالألم في ذراعه فانخفض بنظره وجودها نائمة بين احضانه ورأسها فوق ذراعه فابتسم بحب وهو يضحك صامتًا ثم انحنى عليها ولثم جبهتها برقة هامسًا لها في صوت مغرم:
_فريالي
همهمت مجيبة عليه وسط نومها دون أن تبتعد عنه أو تفتح عينها فازدادت بسمته اتساعًا وهو يهتف بخبث:
_لما أنا واحشك للدرچة دي كنتي بتعذبيني وتعذبي روحك ليه
فتحت عيناها دفعة واحدة ورمقته مندهشة لتجيبه في خجل ملحوظ:
_قصدك إيه؟!
لمعت عيناه بوقاحة وغمز لها ضاحكًا:
_أنتي فاهمة قصدي ياحبيبتي
توردت وجنتيها بحمرة شديدة ثم لكمته في كتفه بخفة هاتفة ببسمة تحاول إخفائها:
_بلاش قلة أدب
ثم رفعت رأسها عن ذراعه تهم بالنهوض فوجدته يصدر تأوهًا خفيفًا وهو يحاول تحريك ذراعه من مكانه، فسألته بقلق:
_مالك؟
أجابها ضاحكًا وهو يحرك ذراعه ببطء:
_مش حاسس بدراعي يافريال حرام عليكي
ضيقت عيناها بتعجب وهي تهتف:
_هو أنا أول مرة أنام في حضنك يعني!
اختلس النظر إليها في مكر واجابها بجدية مزيفة متعمدًا إثارة جنونها:
_معرفش شكل الوزن زاد بسبب الحمل
اتسعت عينيها بصدمة وظهر الغضب الممتزج بالحزن وهي ترد:
_أنا تخنت ياچلال!!.. من دلوك مش متحملني وشايفني مبقتش حلوة
فغر شفتيه وعينه مندهشًا، فأمسك بها بسرعة عندما وجدها تهم بالنهوض والمغادرة يقول لها ضاحكًا بحب:
_أنا قولت مش حلوة!!!.. أنتي فسرتي كلامي وچبتيه لده كيف؟!.. بعدين طبيعي وزنك يزيد وأنتي عارف يافريال يعني هو أول حمل ليكي وأنتي في كل الحالات قمر ياروحي
طالعته بطرف عيناها عابسة بعدما لانت ونجح في امتصاص غضبها، وعندما همت بالنهوض مجددًا منعها ثانية وهو يجذبها إليه متمتمًا في خبث ورغبة:
_رايحة وين.. ده أنا ليا شهور محروم منك
ضحكت بخفة ثم رفعت كفها تملس فوق وجنته بلطف متمتمة:
_وهو أنا هروح منك وين يعني ما أنا قاعدة چارك كل يوم.. بس دلوك عاوزة اقوم احضر الفطار عشان العيال
رفع حاجبه بالرفض القاطع وبذراعيه حاوطها بأحكام هاتفًا:
_العيال لساتهم نايمين
تنهدت مغلوبة وهي تبتسم بخجل وتحاول الفرار من بين براثينه متمتمة في دلال:
_چــلال.. وبعدين عاد
رأت عيناه تلمع بعاطفة جيَّاشة وثغره يميل في بسمة مختلفة ثم ينحني عليها ويلثم وجنتها بعدة قبلات متتالية وهو يهمس في صوت مُتيم بالعشق:
_متوحشك قوي
زين وجهها بسمتها الرقيقة معبرة عن سعادتها بتلك المشاعر التي تعود بينهم من جديد، فلفت ذراعيها حول رقبته وعانقته بحرارة متمتمة:
_وأنت كمان ياچلالي
ذاب بين يديها بعدما سمع اسمه المميز من بين شفتيها وأبعدها عنه في لحظة ينحني عليها ينوي إعادة ليلة أمس، لكن صوت الهاتف أفسد اللحظة فتوقف جلال بالمنتصف قبل أن يلمسها وهو يغلق على عيناه مغتاظًا ويشتم بذلك المتصل.
ابتعد عن حبيبته مجبرًا وهو يلتقط الهاتف ينظر لشاشته فيرى اسم جده ينير الشاشة.. غضن حاجبيه باستغراب وأجاب بسرعة في جدية:
_أيوة ياچدي
وصله صوت حمزة الصارم:
_خد مرتك وعيالك ياچلال وارچع البيت
التفت جلال لفريال ثم هب واقفًا من الفراش وابتعد عنها قليلًا يهتف بصوت خشن وقلق:
_خير ياچدي.. في حد حصله حاچة ولا إيه؟!
هتف حمزة بنبرة ممتلئة بالشر والغضب:
_لغاية دلوك لا ياولدي بس هيحُصل
تقوست ملامح جلال للجدية وهو يسأل مجددًا بعدم فهم:
_في إيه ياچدي؟!
أجابه حمزة دون مراوغة ومباشرة:
_ابراهيم الصاوي هو اللي قتل أبوك
لم تصبه الصدمة الحقيقية لكن الغضب ونيران الثأر والوعيد التهبت في ثناياه واستحوذت عليه، سمع جده يكمل باستياء:
_تعالى النهاردة عشان نقعد نفكر ونشوف هنعملوا إيه
لم يجيب جلال على حمزة فقط أنهى الاتصال دون كلام محدقًا أمامه بنظرات نارية وعينان مظلمة، فاستقامت فريال واقتربت منه بخطواتها الهادئة حتى وقفت خلفه وسألته بتعجب:
_إيه اللي حصل ياچلال
سمعت صوته المتحشرج والمريب وهو يلقي عليها تعليمات صارمة:
_لمي الشنط يلا دلوك عشان راچعين البيت
تحركت حتى أصبحت أمامه وتطلعت في قسمات وجهه المخيفة متمتمة بعدم فهم:
_ليه راچعين؟!.. هو احنا لحقنا نقعد عشان نرچع، إيه اللي حُصل قولي حتى؟
صرخ بها منفعلًا دون وعي يأمرها في لهجة غير قابلة للنقاش:
_من غير ليه أنا قولت لمي الشنط وچهزي نفسك أنتي والعيال عشان راچعين دلوك
انتفضت فزعًا على أثر صراخه به، وأخذت تتابعه بقلق وخوف وهي تراه يندفع للخارج ثائرًا، يبدو أن كارثة حدثت فلا تصدق تحوله السريع بلحظة هكذا إلا بسبب شيء خطير...
                                       ***
عودة للقاهرة تحديدًا أمام المستشفى....
قادت آسيا خطواتها السريعة والثائرة للداخل وهي عبارة عن جمرة من النيران المشتعلة، تسير بكل قوة وشموخ يليق بها ونظراتها الشريرة ثابتة على هدفها أثناء سيرها في طريقها،  هي نزعت رداء الشر والقسوة وأظهرت جانبها الجيد لفترة قصيرة فظنوا أنها ضعيفة لكن الآن حان الوقت لعودة الساحرة الشريرة مرة أخرى وهذه المرة لن تشفق على أحد.

رواية ميثاق الحرب والغفران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن