يقف كالصـقــر فوق سطح إحدى البنايات العالية بملابسه السوداء وشعره الأســود الطويل يستند على الحاجز الأسمنتي للسطح، وجهه متجه للسماء يراقب صفاءها ونجومها المضيئة، بيده سيجارة ينفث دخانها بهدوء شديد وكأنه في رحلة استجمام
مرت عدة دقائق قبل أن يُلقي بقايا سيجارته أرضاً بلا مبالاة، مد أصابعه يمررها بشعره الطويل ناعم الخصلات ليرفعه عن عينيه ويضع كاباً أسود فوق رأسه
انحنى يلتقط بندقية قناص ذات مكبر وخاصية للرؤية الليلية يراقب من خلالها مجموعة من الأشخاص يغادرون المبنى المقابل، يحيطون بأحد الرجال باهتمام بالغ وعيونهم تدور فى جميع الاتجاهات لتأمين هذا الرجل الذي يبدو عليه الغنى والسلطة
وفى خلال ثوان قليلة كان الرجل يترنح ويسقط صريعاً بين رجاله وسط ذهولهم وارتباكهم وأصوات صياحهم المفزوعة لطلب الإسعاف وإيجاد الجانى
أما فوق السطح فارتسمت ابتسامة متهكمة على شفتي القناص وهو يعيد بندقيته لجرابها وينطلق بخطوات ثابتة مغادراً المكان فى هدوء
***********
بعد مرور عدة ساعات وفى حفلة صاخبة بإحدى الفيلات الخاصة، يجلس رجلان بركن بعيد نسبياً عن صخب الحفل، أحدهما قناص السطح ينظر بعينين قاتمتين حادتين وملامح
صخرية جامدة فى وجه رجل ممتلئ الجثة يدخن سيجار فاخر بغرور ، أخرج من جيب
سترته شيك بنكي ليضعه على الطاولة بينهم
مد القناص يده ليسحب الشيك وينظر إليه بينما قال الرجل الممتلئ بسعادة
: تسلم أيدك اللى تتلف فى حرير يا رابح
ارتفع طرف فمه بابتسامة متهكمة وهو يستند بظهره على مقعده ويضع الشيك بجيبه
: فى خدمتك يا أشرف باشا
اقترب منه أشرف هامساً باهتمام
: هعوزك فى خدمة تانية قريب يا رابح
أطلق ضحكه ساخرة عالية وسحب كأساً من على الطاولة تجرعه دفعة واحدة ليهمس بسخرية
: إيه يا أشرف باشا ؟ أنت هتخلص على رجال أعمال السوق كله ولا إية؟؟
ضحك أشرف حتى ارتج جسده الممتلئ وصاح بغرور
: ماحدش يقدر يقف قصادي واللي يحاول يتفرم
نهض رابح وانحنى قليلاً هامساً له بغمزة من عينه
: في خدمتك يا باشا
واستدار لينضم للحفل بخطوات بطيئة وعينيه تتجول في المكان وتتفحص الفتيات الراقصات بحماس وغنج ، تقدم منه أحد الشباب واضعاً يده على خصر إحدى الفتيات الأجنبيات المصاحبات له وصاح بحماس

أنت تقرأ
نبــض خافت
Actionالرواية تم نشرها لأول مرة على منتدى روايتي الثقافية في يوليو 2018 اقتباس توفى والدها .. عائلها الوحيد فلجأت لساحة العمل والكفاح من أجل لقمة العيش وإعالة والدتها المريضة .. غرقت في الديون وضاقت بها السبل ماذا عليها أن تفعل لتخفف وطأة المرض عن والدته...