الفصل الخامس والثلاثين

4.3K 81 0
                                    

مرت عدة أيام قضاها عز بالقاهرة ينعم برفقه شقيقه ووالدته التى عوضته فى يوم من الأيام عن حنان الأم حتى ولو فترة قصيرة وهاهو الأن يستأنس بالجو الأسرى الذى حُرم منه كثيراً

بعد حفل خطبة عائلية صغير لشقيقه بدأ فى البحث عن مُشترى لتصفيه أملاكه فى القاهرة لينتقل إلى بنى سويف حيث صديق عمره وزوجة المستقبل وعمل شريف بانتظاره

أما رابح فهو يمارس حياته بشكل طبيعى وينعم بحياته الأسرية، كما أولى أهتمام كبير إلى عمله الذى غاب عنه لأيام تاركاً رضا يتحمل المسئولية بمفرده ولكنه عاد بقوة ليعوض ما فاته فهو يعشق هذا العمل الشريف ويخلص فيه بكل إخلاص

بعد يوم عمل شاق عاد رابح إلى منزله وألقى التحية سريعاً على حماته المتواجدة بصالة منزله وتقدم نحوها معتذراً

: آسف جداً ... أنا أخرتكم على الغدا النهاردة بس كان عندى شغل كتير فى المصنع

رفعت حماته رأسها عن كتاب الله التى تقرأ فيه بهدوء وابتسمت فى وجهه بود قائلة

: ولا يهمك ربنا يقويك يا حبيبى

ابتسم رابح فى وجهها وتقدم يقبل رأسها فهذه السيدة الطيبة قد عوضته عن والدته التى حُرم من قربها مبكراً وهى تعتبره بمثابة الأبن بعد أن تحمل مسئوليتهم كاملة ووفر لهم الأمان والأستقرار

فى نفس اللحظة خرجت ريم من المطبخ تبتسم بسعادة ورضا من علاقة رابح ووالدتها الودية ولكنها نظرت لهم بمكر لتقول مشاكسة

: إيه اللى بيحصل هنا!! .... نُحن هنا على فكرة

التفت نحوها مبتسماً وغمز بعينه سريعاً وهو يهز كتفيه بلا مبالاة : ولا يهمنا على فكرة

اقتربت منه تتأبط ذراعه بإستحواذ وتجذبه معها برفق بينما ابتسمت والدتها على تصرفات ابنتها الطفولية وعادت للقرأة بمصحفها بينما صاحت ريم بمشاكسة

: أنت لسه هتهزر ... يلا أحنا جعانين ومنتظرينك من بدرى ... اغسل إيديك بسرعه وهنحضر الغدا

سار معها مستسلماً بعد أن استأذن من حماته وقال بعتاب

: ما قلتلك اتغدوا أنتوا وبلاش تستنونى أنا ورايا شغل كتير

احتضنت ساعده بقوة أثناء تحركهم بالرواق المؤدى إلى الغرف وهمست بدلال

: ما قدرش أكل من غير حبيبى

وصلوا أمام الحمام فتوقفوا ليدلف رابح لغسل يديه ووجه ولكنه رمقها بنظره ماكره وهمس بتسلية

: وإيه اللى يثبت إنى حبيبك؟

التفتت خلفها بحذر حتى لا يسمعهم أحد وهمست سريعاً

: لما نبقى لوحدنا هثبتلك

قطب بين حاجبيه بغضب مصطنع وهز رأسه ببطء رافضاً ثم همس بعبث : تثبتى حالاً

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن