الفصل الثلاثون

3.4K 74 0
                                    

قضى رابح عدة أيام فى منزل والدة ريم قبل أن يقرروا العودة إلى منزلهم مرة أخرى، استقلوا القطار إلى بنى سويف ووصلوا إلى منزلهم توقف رابح أمام باب شقته يفتحه بتروى وخلفه ريم تقف بألم داخلى ينهش أعصابها ويعيد إلى ذاكرتها صور متتابعة من الحادث المؤلم الذى آلم بهما وتسبب فى فقدها جنينها

دخل رابح أولاً إلى الشقة بوجل وهو يتمتم بالدعاء والاستغفار طارداً الذكريات الأليمة التى تدافعت إلى رأسه بدون هوادة ولكنه تماسك سريعاً وحمد الله على سلامة زوجته و سلامته الشخصية من هذا الحادث واحتسب طفله عند الله بقلب حزين ولكنه راضى بقضاء الله

اتجه نحو زر الإضاءة ليضئ المكان وبعدها اتجه نحو النافذة وفتحها ليجدد الهواء الخانق بالمكان المغلق منذ شهور

تلفت حوله لم يجد ريم بالشقة فعاد نحو الباب ليجدها تقف بالخارج مطأطأة الرأس تغوص فى عالم أخر

تقدم منها وضم رأسها بكلا كفيه ثم رفع وجهها نحوه برفق ليفاجأ بعينيها مغرورقتين بالدموع

أسرع لضمها إلى صدره بقوه ومسد ظهرها بحنان وهو يواسيها بكلمات رقيقة لتتماسك ولا تخشى شئ بوجوده

بعد عدة دقائق هدأت ريم نسبياً فدلفوا إلى الشقة سوياَ متشابكى الأيدى بحب وعيون ريم تجوب المكان بتوجس تحاول طرد صور الحادثة الأليمة من ذاكرتها

قادها رابح نحو الأريكة ليجلسا سوياً ولف ذراعه حول كتفيها يحتويهما بحنان قائلاً بدفء ليطمئنها

: ما تقلقيش يا ريم ... خلاص الماضى انتهى ومش هيتفتح تانى وهنكمل حياتنا فى هدوء إن شاء الله

أخيراً خرج صوتها ضعيف مهزوز قائلة بنبرة رجاء

: ممكن نبدأ من أى مكان تانى غير هنا

ضمها إليه أكثر يبثها القوة والأمان موضحاً

: ونسيب بيتنا اللى اتجوزنا فيه ومشروعنا اللى بدأناه وصحابنا اللى حبناهم وحبونا

هزها برفق بين ذراعيه ليتسائل بمرح

: أكيد هناء وحشتك ولا إيه؟

تنفست بقوة ثم أعتدلت لتواجهه وهى تقول بإحباط

: أهل البلد اتكلموا علينا كتير بعد الحادثة حتى رضا منع هناء

تزورنى عشان يحميها من كلامهم

صمت قليلاً ثم التقط كفها الرقيق بين كفيه وسألها بتعقل

: وهى سابتك وأنتى فى المستشفى؟

هزت رأسها بالنفى ببطء وأجابت : الحقيقة فضلت معايا لغاية قبل ما أسافر بيومين ورضا كان بيوصلها بنفسه

ابتسم بتفهم ثم عاد يسألها ليؤكد على وجه نظره

: رضا منع عنك فلوس المصنع؟

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن