الفصل الواحد الثلاثون

3.8K 84 0
                                    

بعد عدة ساعات فى شقة رابح ببنى سويف جلس الصديقان سوياً فى بهو الشقة يتحدثون بخفوت فى المشكلة 

التى ورطهم بها شوقى الصيفى

زفر عز بضيق وقال معاتباً بحرج كبير

: ماكنش له لازمه أجى معاك النهاردة يا رابح ... كفاية المصيبة اللى وقعت فيها بسببى .... أنا خارج من السجن والمشاكل فى انتظارى

ربت رابح على ساق صديقه الحميم بود وقال مطمئناً

: أهدى شوية هنلاقى حل إن شاء الله ... أنت اتسجنت ظلم أول مرة ومش هسمح أنك تتدخل السجن تانى

مسح عز على رأسه زافراً بيأس واحباط وقال بخفوت

: 5 سنين سجن بعيد عن الدنيا ... ويوم ما أخرج اتهدد بالإعدام

ضم رابح كفيه أمام وجهه وأسند ذقنه عليهما ثم قال بتفكر

: شوقى ده عايز يتأدب ... بس لازم ناخد الفيديوهات منه الأول

تسرب إلى سمعهم صوت همهمات خافتة فالتفتوا نحوها ليشاهدوا الستائر تتحرك بحركات غريبة تنم عن مشاكسة تحدث خلفها

قطب عز حاجبيه باستغراب بينما هز رابح رأسه وابتسم بحب ثم نادى بهدوء باسماء أطفاله

خرج رأس صغير من خلف الستائر رماهم بنظره خجولة ومالبث أن اختفى سريعاً مرة أخرى مع تصاعد أصوات ضحكات صغيرة محببة

عاود رابح النداء مرة أخرى مُشجعاً الأطفال على الظهور وأخيراً ظهرت فتاة صغيرة ذات ملامح جميلة و ضفائر طويلة ناعمة لا تتعدى الأربع سنوات تقدمت بخجل وهى تكتم ضحكاتها بكفها الصغير وترمق عز بنظرات مستكشفة خجلة، غمز لها بمشاكسة وهو يتابع خطواتها الصغيرة

أسرعت بالجرى لتختفى داخل أحضان والدها الذى تلقاها باشتياق وقبلها بحنان ثم أجلسها على ساقه وبدأ يعرفها على صديقه : أعرفك يا عز على الأنسة مليكة ... بنتى

مد عز كفه نحوها وعلى وجهه ابتسامة كبيرة فرحة ولكنها خجلت واختفت فى صدر والدها الذى انحنى عليها يحدثها بخفوت مطمئناً ومشجعاً

: عمو عز أخويا يا ملوكة اللى قلتلك عليه ... سلمى عليه يلا

مدت أناملها الصغيرة بخجل ورأسها يرتاح فوق صدر والدها فقبض عز على يدها الرقيقة الناعمة وقبلها بشغف، مال رابح على أذنها ثانية وهمس لها من جديد

صاحت بصوتها الطفولى المحبب وحروفها المختلطة ولدغتها بحرف السين وهى تشير إلى الستار وتجيب والدها

: حمسة وآنث مكثوفين يطلعوا

نسى عز كل ضيقه ومشاكله وانطلقت ضحكاته السعيدة وهى يتأمل الصغيرة بصوتها المنغم الصغير، لم يتمالك نفسه فاختطف الصغيرة من يد والدها يقبلها عدة قبلات وهو يردد بمرح لرابح : القطة ديه تسيبهالى أكلها براحتى

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن