الفصل الثانى عشر

4.1K 84 0
                                    

تقدم عز من طاولة رابح الجالس بالكافية فى انتظار قدومه، جذب المقعد المجاور له وجلس وهو يقول بمرح

: الامانة وصلت البيت يامعلم فى الحفظ والصون

ابتسم بتهكم على طريقته في طمأنته على وصول ريم إلى المنزل سالمة وقال شاكراً ساخراً : متشكر يا سيدى تعبناك

مال عليه يسأل بخفوت : أنت ماروحتش تاخدها من المستشفى ليه؟

أجاب باقتضاب : كان عندى مشوار

ضيق عز عينيه مفكراً وسأله بخفوت : روحت لرجالة فهد مش كده .. طب فهمنى عملت إيه؟

رمقه بصمت ثم أتكأ بمرفقيه على الطاولة وقال بصوت هادئ

: النهارده أنا عرفت عددهم وأسلحتهم ومداخل ومخارج الشقة اللى مأجرنها

حرك عز رأسه بعصبية ومسح على وجهه ثم همس بحدة :

ليه .. ليه يارابح .. أحنا مش قولنا هنسيب الحكاية ديه

رفع رابح حاجبه بعصبيه وتجهم وجهه ليرد بحدة

: اسيبها ازاى .. أنا مش ممكن أعرض حياة مراتى للخطر

ضرب عز كفاً بكف وهتف بحنق

: وإيه اللى هيعرضها للخطر ماهى فى بيتك فى الحفظ والصون

التقط سجائره ليشعل واحدة منها بعصبيه وقال باصرار

: الحكاية ديه لازم تنتهى خالص .. مش هسمح أنهم يوصلولها بأى شكل .. مش هسمح أن حد يأذيها

أخفض صوته بنبرة أقرب للهمس وأكمل : كفاية الأذى اللى شافته

نظر له صديقه بتعاطف يشعر بما يعانيه وبميل قلبه إلى زوجته، صمت للحظات ثم سأله بعدم فهم

: والحكاية هتنتهى إزاى .. ناوى على إيه؟

نفث دخان سيجارته بقوة ونظر لعز نظرة ذات معنى، قطب عز بين حاجبيه وهز رأسه رافضاً : لا ...لا لا يارابح ... ديه

عصابة منظمة لو واحد منهم وقع هيطلع واحد تانى مكانه وهندخل فى دايرة أحنا مش قدها

رمقه رابح بنظرات حادة وقال باصرار

: أنت بعيد عن العملية ديه ياعز .. ما تقلقش

أصاب عز الغضب فصاح بدون وعى وبصوت مرتفع قليلاً

: هو أنا خايف على نفسى .. أنا خايف عليك يا بنى آدم

اتسعت عينيه محذراً حين ارتفع صوت عز، تلفت عز حول نفسه وحاول رسم ابتسامة معتذراً للمحيطين بهم وعاد ليهمس

: طول ما ريم مختفية مفيش خوف عليها وهما مايعرفوش أى معلومة عنك ولا حتى إنك أنت اللى خلصت على فهد ... يعنى الحكاية مسألة وقت .. لما يفقدوا الأمل هيرجعوا بلدهم

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن