الفصل الثالث والعشرون

3.2K 75 1
                                    

صعد بخطوات مرهقة إلى منزله بعد إجهاد عمل اليوم بأكمله، فتح باب الشقة ثم دلف بهدوء ملقياً السلام عندما لمح زوجته الحبيبة تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز، اعتدلت سريعاً عند رؤيته واستقبلته بابتسامة محببة وعبارات ترحيب بقدومه كما عودته دائماً

تقدم منها بابتسامة هادئة ونظرات مشتاقة ثم مال على شفتيها يخطف قبلة سريعة من شفتيها الشهية قبل أن يجلس بجوارها وتنهد بتعب مردداً بإرهاق

: عاملة إيه يا حبيبتى ... وحشتينى أوى

تأملت وجهه المرهق بتعاطف ثم مسحت على شعره الناعم القصير وهى تردد بقلق

: أنت وحشتنى أكتر... شكلك تعبان أوى يا حبيبى

أراح رأسه فوق كتفها بعفوية وقال مطمئناً لها

: شوية شغل زيادة ... دش سخن وأفوق وأبقى تمام

مررت أناملها على جانب وجهه بحنان وقالت بخفوت

: أنت بتتعب نفسك أوى حرام عليك كده ... أحنا مش محتاجين حاجة اللى بيجى من المصنع كفاية والحمدلله ... المهم صحتك وأنك تكون جنبى

رفع رأسه ينهل من عيونها الجميلة التى تشع حنان ودفء موجه له وحده وأطال النظر داخل عينيها وابتسامة هادئة تُكلل ملامحه الراضية ثم تسائل بخفوت

: خايفة عليا

تبدلت ملامحها متعاطفة مع تعبه واحتياجه للحنان وهزت رأسها دون كلام، غمز بعينه وقال هامساً بمشاكسة

: ده حب بقى

ارتمت بأحضانه وتشبثت به بقوة هامسة من بين ضلوعه بهيام

: ده عشق ومن غيرك أموت

اتسعت ابتسامة جذابة على وجهه و قبل أعلى رأسها وهو يقول بلهفة

: بعد الشر عنك يا حبيبتى ... ده أنتى حياتى كلها

سكنت بين أحضانه للدقائق حتى شعر ببلل يتخلل قميصه ويصل لجسده فرفع رأسها بأطراف أصابعه ليُفاجأ بعينيها تذرف الدمع فى صمت، احتوي رأسها بين كفيه وتعمق في مقلتيها يتساءل بتخوف : بتعيطى ليه .. مالك قوليلى؟

أعادت رأسها إلى صدره الدافئ حيث تشعر بالأمان والطمأنينة وشدت ذراعيها بقوة حول خصره قائلة بخفوت من بين دموعها

: مش عاوزاك تسافر يا رابح ... أنا خايفة عليك أوى ... قلبى مقبوض من الصبح ... وكمان حكاية عز المختفى ديه رعبانى

اعتصرها بين ذراعيه يبثها الأمان والدفء رغم شعوره بالقلق من اختفاء عز الطويل، مسد ظهرها بحنو وقال بخفوت

: يا حبيتى ديه مش أول مرة أسافر وإن شاء الله خير ... وعز أكيد حس بالخطر فقرر يختفى شوية ما تقلقيش

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن