الفصل التاسع

4.6K 83 1
                                    

مرت عدة أيام لم يتبادلا فيها أى كلام يُذكر ولم تنقطع فيها فايزة عن مرافقتها طيلة النهار حتى يعود هو فتنصرف لعملها وتتركهم سوياً، حيث تلزم ريم أريكتها ويلزم هو غرفته ولكن اليوم يبدو مختلفاً نظراته غريبة، يتحرك فى الشقة باستمرار بقلق ثم جلس أخيراً على مقعد بعيد يراقبها بصمت وهى تشاهد التلفاز كعادتها

بعد فترة من الوقت نهض بهدوء ليدخل غرفته تنفست براحة أخيراً فوجوده بمحيطها يصيبها بالتوتر أغلقت التلفاز وسحبت الغطاء على جسدها وتمددت لتنام ولكنها شعرت بصوت خطواته تتحرك ذهاباً وإياباً وكأن هناك ما يشغل

تفكيره ثم اقترب ليجلس على مقعد قريب منها فأصابها الخوف من تصرفاته الغريبة وضمت ساقيها لصدرها منكمشة على نفسها خوفاً من اقترابه حتى تكورت فى نصف الأريكة بجسدها الضئيل مما أعطاه فرصة لينتقل من المقعد ويجلس بجانبها على الأريكة

همت بالنهوض فزعة مبتعدة عنه ولكنه قبض على خصرها سريعاً ليجذبها وتعود تجلس بجانبه عنوه فبدأت بضربه بقبضتيها وهى تصرخ بخوف ولكنه أمسك قبضتيها

وسيطر على حركتها قائلاً ببطء وهدوء حتى تسمع كلماته

: تتجوزينى؟

رفعت رأسها تطلع إلى وجهه غير مصدقة لما سمعته، فأعاد طلبه مرة أخرى على مسامعها بنفس الهدوء

نظرتها دلت على عدم استيعاب وحيرة أصابتها حرر قبضتيها من يده وتركها لتجلس بهدوء مفسحاً لها الوقت لتفكر بحرية وهى تتنفس بقوة وعقلها لايستوعب طلبه المفاجئ وهو ملتزم بالصمت بجانبها، تحجرت عينيها على وجهه تفكر فى صمت مهيب ثم نكست رأسها وهى تتساءل (هل حقاً طلب منها الزواج؟ ولماذا؟... أيعقل أنه يشعر بالذنب نحوها؟ كيف للوحش أن يرق لضحيته؟)

التفتت له وهمت أن تتكلم ولكنه قاطعها بصرامة

: الجواز ده مجرد كارت عشان تقدرى ترجعى لأهلك بعد المشكلة ديه ما تخلص

ثم اعتدل فى جلسته لينظر أمامه وأكمل وقد اكتسبت نبرته قسوة باردة

: أنا مش بتاع جواز واستقرار وحوار الأفلام ده .. يعنى الجواز مش هيستمر

نظر لها بطرف عينه بجمود وسألها ببرود : قولتى إيه؟

تفحصت جانب وجهه جيداً وعقلها يهتف قد يكون هذا هو الحل المناسب لإسترداد بعض من كرامتها المهدرة وسبيل الرجوع لوالدتها مرفوعة الرأس

هزت رأسها المنكسة وتحركت شفتاها بهمس لم يكد يصل لمسامعه : موافقة

*****************

فى اليوم التالى وصلت فايزة متأخرة عن موعدها فعاتبتها ريم وهى تفتح لها باب الشقة : أتأخرتى أوى النهارده

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن