بعد عدة ساعات رمشت بعينيها عدة مرات ببطء قبل أن تفتحهم بتكاسل و تدور برأسها بآلم تجاهد لاكتشاف مكان وجودها
غيامة تسيطر على رأسها، لا تتذكر شئ ترائى أمام عينيها على الحائط المقابل خيال عملاق لجسد ضخم يقف بثبات بدون حركه ، التفتت لتستوضح من يقف هناك بجانب
النافذة لترى جسده الضخم المتشح بملابسه السوداء يستند بكتفه على جانب النافذة المفتوح
لم تتبين وجهه بسبب سحب الدخان المحيطة به من تأثير سيجارته المحترقة بين شفتيه ولكنها لا تحتاج لرؤية وجهه فهى تعلم جيداً هذا الجسد البغيض بملابسه السوداء كقلبه
دق ناقوس الخطر برأسها متزامناً مع أنفاسها اللاهثة المرتعبة من رؤيته ، فانطلقت صرختها الملتاعة تشق محيطه الصامت
لتسقط سيجارته من فمه وهو يعتدل بفزع مسرعاً نحوها محاولاً تهدئتها وطمأنتها
ويا للسخرية الذئب يحاول طمأنت الحمل الجريح فكيف له ذلك
وكيف للحمل أن يهدأ أو يطمئن وهو بين أنياب الذئب
مد يديه محاولاً أن يربت على كتفها لتهدئتها ولكنها تملصت من بين يديه هاربة بدون وعى نحو باب الغرفة وصرخاتها تشق قلب السكون وتطعن قلبه بحدتها المفزوعة
طوق خصرها بذراعيه بقوة محاولاً السيطرة على اندفاعها ولكنها قاومت بشراسة وذراعيها يتحركان بعصبيه لفك يديه عن خصرها وجسدها ينتفض بقوة فزعاً واشمئزازاً منه ، جذبها بقوة إلى صدره لينزلقا سوياً أرضاً وهو محتضنها من الخلف لصدره بجانب قلبه
الممزق من مظهرها المرعوب وصرخاتها المتألمة وهو المتسبب فى كل هذا الألم الذى تعاني منه
اقتحم الغرفة فجأة حمدى ودار برأسه فى الغرفة بحثاً عنهم حتي وقعت نظراته عليهم بعيون متسعة من الصدمة عندما وجدهم جالسين على الأرض فى وضع احتضان خلف الباب وهى تحرك يديها وقدميها
بشراسة فى الهواء محاولة الهرب من بين ذراعيه وصرخاتها تملأ الغرفة
أسرع حمدى لحقيبته ليحضر دواء مهدئ وعاد ليجلس أمامهم يتكأ على أحد ركبتيه بينما ساقة الأخرى تشكل زاوية قائمة وأمسك ذراعها محاولاً السيطرة عليه ليغرز حقنه مهدئة بوريدها
ثم مد كفيه ليحاصر وجهها ويجبرها على النظر فى وجهه محاولاً تهدئتها بصوت هادئ رصين
: ما تقلقيش أنا دكتور وأنتى هنا فى عيادتى وهتبقى كويسة .. ماتخافيش .. أهدى .. أهدى
بدأ جسدها فى الارتخاء بفعل الحقنه المهدئة و كلماته الهادئة المطمئنة لها وعينيه المتعاطفة معها إلا أنها لم تنسى أن تدفع
أنت تقرأ
نبــض خافت
Acciónتوفى والدها .. عائلها الوحيد فلجأت لساحة العمل والكفاح من أجل لقمة العيش وإعالة والدتها المريضة .. غرقت في الديون وضاقت بها السبل ماذا عليها أن تفعل لتخفف وطأة المرض عن والدتها وتقضى ديونها نشأ على القسوة والبطش بطبيعته الشرسة الجامحة ... لا يخشى ش...