الفصــل الثانى

7K 99 1
                                    

رقد على فراشه متكأ على إحدى ذراعيه يتفحص وجهها الرقيق الحزين وهى نائمة أو هكذا ظن وبقايا الدموع حفرت طريقها على

وجنتيها لترسم لوحة من القهر والمهانة

تنهد بقوة ومد أنامله يمسح بها على وجنتها وشعرها برقة وبداخله يتعجب من شعوره الغريب نحوها ويتساءل ما هو سر هذه الفتاة ؟

لما يشعر بالدفء والراحة معها ، إحساسه بها مختلف عن أى امرأة أخرى، لا يدرى ما هو؟

لا يستطيع وصفه، شئ ما بداخله يخبره أنها مختلفة ..... لماذا يشعر بالضيق والتعاطف مع دموعها وحزنها .... ولماذا تحزن وهى من باعت نفسها طواعية ؟

شرد بخياله يتفكر بحالها ولكنه وجد نفسه يتذكر يوم بعيد كان فيه مازال إنسان قبل أن تلوثه ذنوبه وأخطائه، قبل أن يبيع نفسه للشيطان

قبل أن يحصد الأرواح دون رحمه حتى فقد القدرة على الشعور بالندم وفقد القدرة حتى على النوم

وأصبح الأرق رفيقاً له والنوم حلم بعيد عن خياله أما هى فظلت ممده بالفراش تضم الغطاء على جسدها العارى بقهر مغمضة العينين مدعية النوم وهى تحاول جمع شتات نفسها المهشمة ومواجهة روحها الكسيرة النادمة

تمنت أن تبتلعها حشوات الفراش أو يتخطفها الموت حتى تتخلص من ملمس أنامله على بشرتها التى تُلهب قلبها بنار البغض والقهر،

لم تحتمل ملمس أنامله القذرة تداعب خصلات شعرها أكثر من ذلك ، حاولت النهوض سريعاً فأطلقت آهات خافتة من جسدها المتألم وتذكرت عريها تحت الغطاء فتشبثت بغطائها جيداً وهى تزحف بعيداً عنه وكأنها تفر من ثعبان كوبرا يشاركها الفراش

جذب ذراعها سريعاً قبل أن تسقط من فوق الفراش وابتسم بهدوء هامساً

: حاسبى هتقعى من على السرير .. اهدى شوية .. قومى ادخلى الحمام و خدى دش

تشبثت بالغطاء التى تلفه على جسدها العارى وغمغمت بخفوت وهى تشير برأسها : فستانى هناك

حرك رأسه متهكماً وتلفت حوله ثم التقط قميصه الملقى أرضاً ليعطيه لها

: البسى ده ... وعندك البٌرنس فى الحمام استعمليه

التقطت القميص منه وحاولت ارتدائه تحت الغطاء حتى لا تقف فينكشف جسدها أمامه، فأطلق ضحكات مرحة عالية وقال مداعباً : أنتى لذيذة أوى

واقترب من أذنها أكثر هامساً

: أنا شفت كل حاجه على فكره

نهضت سريعاً كالملدوغ من عقرب سام وهى تسأله بارتباك عن مكان المرحاض ، تفحصها بدقة وهى مرتدية قميصه الأسود الذى يبرز جمال ساقيها البيضاء المرمرية ثم أشار لها على مكان المرحاض بتكاسل

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن