الفصل السادس عشر

3.8K 83 0
                                    

(عودة إلى القطار)

ضحك رابح بتهكم وتنهد بقوة وهو يردف حديثه

: فعلاً شفنا اللى عمرنا ماشفناه ..

خدنا سهرنا فى كباريه شرب وحريم ورقص وحياة مبهرة فى عيون أى مراهق جامح .. غرقت أنا وعز فى الحياة ديه وعشنا مع جابر سنين

أحنى رأسه بندم وأردف بخفوت : نسيت كل القيم اللى أبويا علمهالى وجريت ورا غرايزى وفرحت بالسلاح فى إيدى وبالقوة المزيفة اللى أدهالى

مدت كفها تمسح على كفه بحنو وبعينيها نظرة متعاطفة مع آلمه

ابتسم برقة فى وجهها وأكمل وكأنه يشعر براحة فى فتح بئر أسراره أخيراً وأطلاق سراح ما يكتمه فى صدره

: فضلنا مع جابر سنين كنا فيها أنا وعز زى الأخوات ... أدربنا فيها على استخدام الأسلحة على أصولها لغاية ما جابر قرر يكبر أكتر وأكتر وابتدا يخبط فى الناس اللى أعلى منه فقلبوا عليه وبلغوا عنه ومات فى مواجهه مع الشرطة

مسح على وجهه بشرود ثم استطرد حديثه

: وقتها أنا وعز فكرنا نشتغل كحراس شخصين بجد ونبعد عن سكة المخدرات والعصابات ديه وخصوصاً أن عز متعقد من المخدرات بسبب أبوه وفعلاً اشتغلنا كبودى جارد فى ملهى ليلى

ضحك بسخرية وزفر بعمق آلمه ثم أردف

: وهناك دخلنا عالم أكبر ... عالم رجال الأعمال الفاسدين واتحولنا لأداة فى إيديهم عشان يهددوا بعض ويخلصوا على بعض ... واتحولت لقاتل أجير

نكس رأسه بصمت ثقيل وهى تتأمل جانب وجه المنكس فقبضت على كفه تبثه الدفء للحظات ثم سألته بهدوء

: وأهلك .. مافكرتش ترجع لهم تانى

زفر بضيق ومسح على جبينه بقوة بقوة ثم أردف بنبرة حزينة خافتة

: كنت أوقات بروح أبص من بعيد على أبويا وهو راجع من الشغل لغايه ما فى يوم مالقتهوش .. استنيت يوم والتانى والتالت

ربتت على ذراعه بحنو وهو يكمل وعينيه تسرح بعيداً فى الفراغ وكأنه يشاهد ذكرى بعيدة

: أبويا مات من الحزن بسبب ابنه الوحيد العاق اللى هرب وسابه ... مات مكسور وحزين بسببى ... مات وأدفن وأنا بعيد عنه فى أخر مشوار ليه فى الدنيا

لمحت لمعة بعينيه ولم يخفى عليها التقاطه لنفسه بقوة حتى يمنع دموعه أن تسيل ووجدته يردف سريعاً وكأنه يريد الانتهاء من هذا الألم النفسى

: رجعت البيت اطمن على والدتى وأختى لكن ماكنش ينفع

أعيش معاهم بعد كل اللى عملته فى حياتى كنت خلاص أتلوثت واتمليت ذنوب ... ووقتها عرفت أن والدى فضل يدور لغاية ما عرف أن الولد اللى ضربته مامتش ودور عليا كتير بعدها بس ما أقدرش يوصل لمكانى .. ساعتها اتجننت والحقد ملى قلبى على جابر ولو كان عايش كنت قتلته بأديا الاتنين ... ولعنت نفسى على

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن