الفصل التاسع عشر

3.5K 77 0
                                    

فى إحدى المستشفيات الخاصة وأمام غرفة العمليات وقف عز بعصبية وتخوف لا يعلم سببهما فى انتظار هدى ومولودها، تلفت حول نفسه بارتباك باحثاً عن الجارة أم إبراهيم التى اصطحبتهم إلى المستشفى بعد أن سمع صرخات المولود قادمة من داخل غرفة العمليات

ولكنه لم يجدها وبدأ يؤنب نفسه داخلياً

(أنا كان مالى يا ربى بالحكاية ديه .. أنا مش فاهم بعمل إيه هنا؟ ... كنت وصلتهم ومشيت، بس هدى شكلها تعبان أوى .... اطمن عليها وامشى على طول)

خرجت الممرضة بعد دقائق وبيدها المولود الصغير واتجهت نحو عز تضع المولود بين يديه فتراجع مبتعداً عنها هلعاً وهو يلوح بيديه فى الهواء حتى كاد يرتطم بالحائط رافضاً حمل هذا الكائن الصغير الهش وهو يردد برعب

: لا لا ... أنا مش بشيل عيال صغيرة ... مش هقدر أشيله

ضحكت الممرضة على مظهره المرتعب الذى يناقض ضخامة جسده، وقالت تطمأنه وهى ترشده كيف يحمل الطفل برفق دون أن يسبب له أى أذى

: ما تخفش ... سم الله وحط إيدك كده أسند ضهره وراسه ... أيوه كده (مد ذراعيه مع تعليماتها ببلاهة كإنسان آلى ينفذ ما يُطلب منه حتى استقر الصغير بين ذراعيه فابتسمت الممرضة فى وجهه مردفة) مبروك يتربى فى عزك

تلاحقت أنفاسه بتسارع وهو يتأمل وجه الصغير الملائكى وأشرق وجهه بابتسامة سعادة وهو يحمل هذا الكائن الصغير

رفع رأسه نحو الممرضة و أخرج مبلغ مالى كبير وضعه بكفها شاكراً، فرحت به كثيراً وتركته يتأمل الصغير النائم ببراءة وشعور بسعادة لاتوصف ودفء من المشاعر يتسلل إلى قلبه

أمسك بأصبعين من كفه الضخم يد الطفل الصغيرة المكورة يتأمل أصابعه الدقيقة وكأنه يتفحص كائن فضائى يراه لأول مرة، وهذه الحقيقة إلى حد كبير فهو لم يسبق له رؤية طفل صغير بهذا الحجم من قبل

اقتربت أم إبراهيم بفرحة حين وجدت عز يقف ويحمل الصغير بين ذراعيه وبدأت تدعو للطفل وتصلى على الرسول الكريم فناولها الصغير بحذر وكأنه ينقل قطعة كريستال ثمينة إلى ذراعيها ثم سألها يتأثر مشاعره وعينيها تحتوى الصغير

: كنتى فين؟... دول خرجوا البيبى وسابوه معايا

جاوبته وهى تقبل رأس الصغير

: كنت بطمن أم هدى فى التليفون وبقولها اسم المستشفى عشان تبلغ جوز هدى ربنا يهديه

اومأ متفهم لتوضيحها ثم التفت نحو غرفة العمليات بقلق وسألها باهتمام

: طيب هدى ماخرجتش ليه ... أتأخرت أوى؟

جاوبته باطمئنان وهى تبتسم فى وجه الطفل وتهدهده برفق

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن