الفصل السادس والعشرون

3K 68 0
                                    

فى صباح اليوم التالى وصل رضا وزوجته إلى المستشفى، تركها أمام غرفة ريم وذهب ليطمئن من أحد الأطباء على حالة رابح الصحية

فبالرغم من قراره بالابتعاد عن رابح حفاظاً على سمعته وسمعه عائلته إلا إنه يتمنى شفاءه و سلامته، كما يتمنى تكذيب الاتهامات الموجه إلى رابح فما بينهم ليس بالقليل وهو يتمنى مرور هذه الغمة بسلام ولكنه معذور فهو يخشى على عائلته ويحاول حمايتها من كلام الناس

وفى نفس الوقت توجهت هناء بمرحها وصخبها المعهود إلى ريم المستلقية بتعب فى فراشها وتقدمت منها تلقى التحية وتطمئن عليها وما أن رأتها ريم حتى بادرتها بالسؤال بلهفة

: رابح فاق .. الممرضة قالت أنه فاق .. شفتيه يا هناء .. شفتيه!!

ابتسمت هناء بوجهها مطمأنة وقالت تحمد الله

: الحمدلله أنه فاق .... اطمنى رضا راح يطمن عليه ويشوفه وأكيد هيطمنا

تأملت وجهها الذى يحمل راحة بخبر استفاقه رابح ثم غمزت لها بمشاغبة قائلة

: عشان كده بقى وشك رايق ومبسوطة ... لطمنتى على حبيب القلب

ابتسمت ريم برقة وتدرج وجهها باللون الوردى وكأنها فتاة

مراهقة كشفت شقيقتها عشقها لأبن الجيران

ضحكت هناء بخفة واقتربت منها حاملة حقائبها ووضعتهم على طاولة قريبة ثم بدأت فى فتح أحد الحقائب لتُخرج علب من الطعام وهى تقول بإصرار

: مادام اطمنتى عليه يبقى نفسك اتفتحت ... أنا جايبالك أكل وفاكهة أنا عارفة أكل المستشفيات ده مالوش طعم ... لازم تاكلى بقا عشان تشدى حيلك وتقفى على رجليكى وجبتلك كمان شنطة هدومك

شكرتها ريم كثيراً ثم سألتها بارتباك

: أنتى روحتى الشقة يا هناء

نظرت نحوها بتعاطف شاعرة بتخوفها ثم جلست بجانبها وربتت على كفها بحنان وهى تقول

: ما تقلقيش رضا لما استلم الشقة من الشرطة جاب العمال اللى فى المصنع ونضفوا الشقة ورجعوها زى الأول وأحسن وكمان غير الكالون والقفل ... اطمنى

زمت شفتيها بقلق ثم أردفت تقص ما شعرت به وهى تدخل شقة ريم بعد ما حصل بها

: بصراحة كنت مرعوبة وأنا رايحة مع رضا أجيبلك الهدوم بس شغلت قرآن فى الشقة وقعدت ادعى ربنا بس والله مفيش حاجة ... ولا كأن حاجة حصلت فى الشقة

طأطأت ريم رأسها فى حزن وهى تستعيد ذكريات الحادثة الأليمة واعتصر الحزن قلبها على جنينها المفقود وعلى زوجها الذى تهفو لرؤيته والاطمئنان عليه بنفسها

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن