الفصل العاشر

5K 91 0
                                    

عند ساعات الفجر الأولى استيقظت ريم بفزع على حركة زائدة فوق الفراش وهمهمات غريبة، التفتت بجانبها نحو رابح وجدته يحارب شبح غير مرأى بيديه ويهمهم بألم وكأنه يختنق والعرق يتصبب من سائر جسده بغزارة

جلست تشاهده بتعجب ومدت يدها بحذر تهز كتفه لعله يستفيق ولكنه لم يستيقظ، هزته بقوة أكبر ولا استجابة منه ولكنه قبض على معصمها بقوة آلمتها وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة تخلصت من قبضته بصعوبة وهى تكلم نفسها

: ده واخد قرصين منوم .. مش هيفوق كده

جلست بجانبه تنظر له بشماتة وتذكرت الكابوس الذى هاجمه أول ليلة لهما معاً

زفرت بألم ومسحت على وجهها بحيرة لا تستطيع أن تتركه يتعذب هكذا فهى ليست مثله بدون قلب ثم نهضت لإحضار منشفة صغيرة تجفف بها العرق عن وجهه و جسده وهى تغمغم

: لو أطول اقتلك أعملها .. بس مش هاقدر .. أوعى تموت وتلبسنى تهمة أنا مش ناقصة

تأملت وجهه المتجهم بشدة رغم استغراقه فى النوم ومررت أصابعها على جبينه ببطء فانطلقت من بين شفتيه كلمة بضعف سمعتها جيداً : أمى

ارتفع حاجبها بدهشة ثم ابتسمت بتهكم

: أنت ليك أم زينا ... اللى يشوفك كده من غير لاحول ولاقوة ما يقولش أنك جبار وقتال قتلة تستاهل الدبح

اقتربت من أذنه لتهمس بخفوت

: يا ترى بتحلم بإيه .. أكيد البلاوى السودا اللى أنت بتعملها بتعذبك دلوقت .. ولا تكون خايف من حاجة .. معقول بتخاف زى البنى آدميين

تأملت وجهه لدقائق فى صمت ولأول مرة تلاحظ ملامحه الحادة وقسمات وجهه الخشنة ثم همست له

: معقول يكون عندك ضمير؟

****************

مرت عدة ساعات حتى أشرقت الشمس لتنير الغرفة بأشعتها وتداعب جفون رابح ليفتحهم بثقل وآلم يسرى فى جسده وكأنه كان يجرى طوال الليل

حاول رفع يده ليتمطى ولكنه شعر بيد صغيرة رابضة على صدره العارى فحرك رأسه ببطء لينظر على صدره وجد يدها مسترخية على صدره و تمسك بمنشفة صغيرة

حرك رأسه جانباً وجد رأسها قريبة جداً من رأسه، تشاركه وسادته فابتسم بعبث وهو يتأمل جسدها المتكور واضح أنها سقطت فى النوم وهى جالسة بجانبه وضع كفه فوق يدها برفق وأغمض عينيه باستمتاع ورأسه تلامس رأسها وهو ينعم بقربها الذى يُشعره بالهدوء والسكينة

حتى استيقظت من النوم وفتحت عينيها بتكاسل، شعرت بيده تمسك كفها فسحبت يدها من يده بفزع ونهضت جالسة :

صباح الخير

قالها بهدوء وهو يتفحص وجهها بعيون حانية

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن