الفصل السابع

5.1K 79 0
                                    

فى العيادة شعرت ريم بتسرعها حين أطلقت كلماتها الأخيرة التى تُقر فيها بجرم رابح فوضعت كفيها سريعاً على فمها وعينيها تجمدت بتوجس على وجه رابح الجالس يدخن فى هدوء ورأسه منحنية قليلاً للأمام لا تدرى ما رد فعله على كلماتها واتهامها الصريح له وعقلها يردد (أنت قتلته) لحظات قصيرة مرت قبل أن يرفع رأسه ليجيبها بهدوء وكأنها لم تتهمه منذ قليل أو كأنه لم يسمع ما نطقت به : ميمى عرفتك عليه مش كده رفعت كفيها عن فمها لتهتف بحدة

: أنا معرفوش .. هى اللى أخدتنى غصب عنى نهض بغضب وتقدم نحوها بإندفاع وصاح بوجهها

: لسه بتكدبى ... أنت بتشتغلى عند ميمى وهى بتجيب الزباين وأنتى تتعاملى معاهم وتعملى تمثيلية أمى العيانة ... مش كده أصابها الخوف من تقدمه ولكنها صرخت بغيظ فى وجهه

: ما تجيبش سيرة أمى .. أنت ما تعرفش حاجة تدفقت دموعها على وجنتيها عند ذكر والدتها خوفاً عليها وشوقاً إليها فأخفت وجهها بكفيها ، لتخفى عيونها الملتهبة بالدموع وتكتم شهقات بكاءها ونشيجها لم يقترب منها بل ظل على وقفته أمامهازيتفحص انفعالاتها جيداً لعله يكشف كذبها ... أن كانت كاذبة؟

أزاحت كفيها عن وجهها بعد دقائق من الانهيار فى البكاء ونظرت نحو عينيه المترقبة لحديثها فقالت بصوت مبحوح من البكاء ومقهور من الظلم

: رجالة ميمى خطفونى وأخدونى ليها غصب عنى ... والله ده اللى حصل

ضيق رابح عينيه مفكراً للحظات وهو يتفحصها

جيداً ثم سأل مستفسراً : إزاى؟ .. اتكلمى

مسحت دموعها بكفيها وحاولت التنفس بقوة لتسيطر على دموعها التى انسكبت بغزارة على وجنتيها، ولكنها فوجئت باقترابه منها وفى يده كوب من الماء وأحد أشرطة الأدوية ثم مد يده إليها قائلاً بهدوء ليطمئنها

: خدى حباية من المهدئ .. دكتور حمدى قال تاخديه وقت اللزوم

نظرت للشريط جيداً لتتأكد أن كلامه سليم وأنه نفس الدواء الذى أحضره الطبيب، فتشجعت لتلتقط قرص وتتناوله ثم مدت يدها لتعيد الكوب له ولكنه أمسك كفها الممسكة بالكوب ليسحبها ببطئ تجاه الفراش ثم ترك يدها وهو يشير لها برأسه لتجلس عليه ثم اتجه للفراش المقابل ليجلس على طرفه فى صمت تركها لدقائق طويلة حتى تهدأ تماماً لم ينظر

حتى إليها حتى لا يصيبها بالتوتر أكثر ... حتى شعر بهدوئها النسبى فقال بنبرة هادئة مطمئنة لها : احكيلى الموضوع من الأول .. مين عرفك على ميمى؟

************

زفرت بقوة ومسحت دموعها وبعد عدة دقائق لم يحاول خلالها أن يقطع تفكيرها أو يوترها بأى شكل بدأت بالحديث منكسة الرأس بصوت ضعيف خافت : أنا كنت محتاجة فلوس عشان والدتى مريضة والمرض اشتد عليها أوى

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن