الفصل السابع والعشرين

3K 69 3
                                    


بعد مرور ما يزيد عن أسبوعين تم نقل رابح إلى مستشفى السجن بالقاهرة وقد تماثل كتفه وضلوعه إلى الشفاء أما ساقيه فمازال لا يستطيع الوقوف عليهم

أثناء قيام طبيب مستشفى السجن بفحصه دخل الغرفة ثلاث رجال أحدهم الرائد محمد صبرى و معه رجل أخر يبدو عليه الهيبة، تعرف عليه رابح بمجرد دخوله وتبادلا نظرات غامضة فيما بينهما

أخفض رابح رأسه وهو يتذكر اليوم الذى قرر فيه الهرب مع ريم وبداية حياة جديدة وزيارته لفيلا المستشار ماجد الأسيوطى لتحذيره من غدر رجال فهد به و بأسرته ودار بخلده الحوار الذى دار بينهما فى الظلام

هو لا يظن أن المستشار رأى ملامحه يومها فقد كان يخفيها بالكاب جيداً ويستظل بالظلام، كان هذا أول عمل خير يفعله رابح فى حياته الجديد

تعالى صوت الضابط المرافق لهم مُخرجاً رابح من تخيلاته وهو يوجه حديثه إلى المستشار شاكراً حضوره

: إحنا متشكرين لحضرتك جداً على حضورك يا فندم بس حالة المتهم لا تسمح بنقله للنيابة فى الوقت الحالى

هز ماجد رأسه بوقار ورسم ابتسامة روتينية على وجهه فأردف الضابط

: ياريت حضرتك تبص له كويس وتقولنا هو ده اللى اقتحم فيلا سيادتك من كام شهر؟

تنحى الرائد صبرى جانباً بركن الغرفة يراقب الموقف فى صمت بينما تفحص المستشار ماجد وجه رابح جيداً وشبح ابتسامة تلوح على وجهه، هو لم يرى وجه رابح بوضوح يومها ولكنه لا ينسى مظهره أو صوته، سأل المستشار برزانة : أنت اسمك إيه؟

تنحنح رابح ورفع انحناءه رأسه نحو المستشار ليجيب بخفوت : رابح الرشيدى

هز المستشار رأسه وعلى وجهه مسحه لابتسامة نصر وعينيه لم تفارق وجه رابح وقد تأكد من نبرة الصوت التى لا ينساها أنه نفس الشخص الذى قام بتحذيره سابقاً ولولاه لما أتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية وتأمين أسرته وفيلته

التفت المستشار ماجد إلى الضابط وقال بجدية

: هو متهم فى إيه؟

أجاب الضابط المرافق بروتينية

:

أصاب أربع أشخاص اصابات مختلفة و دبح واحد من رجال

الأعمال اقتحموا بيته

هز ماجد رأسه متفهماً والقى نظره على رابح بطرف عينه ثم

أطلق ضحكة ساخرة وقال

: اقتحموا بيته ... ده يبقى دفاع عن النفس يا حضرة الظابط .. يعنى هو مجنى عليه مش متهم ولا أنت مش عارف القانون

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن