الفصل الثامن عشر

3.6K 72 2
                                    

بعد تناول الغداء فى جو بارد خالى من الألفة، جلس عز فى منزل خطيبته مع والدها يتجاذبون أطراف الحديث حول متطلبات وترتيبات الزواج

جلس والد نانسى واضعاً ساق فوق الأخرى بكبرياء وقال بنبرة متعالية

: أنا لازم اطمن على بنتى وديه حاجه ما تزعلش حد يا ابنى

زفر عز بضيق وقال محاولاً السيطرة على أعصابه

: وأنا مش رافض اكتب قايمة أو ادفع مؤخر ده حقها بس بالمعقول ياعمى ... حضرتك طالب مبلغ كبير أوى

تجهم وجه الأب وقال بنبرة متفاخرة

: أنا بنتى خريجة جامعة وأنت يعنى ما تزعلش منى مش معاك شهادة

اتسعت عينى عز غضباً وقال بشئ من الحدة

: حضرتك عارف الكلام ده من الأول .. أنا ماخدعتش حضرتك ومش المؤخر المبالغ فيه ده اللى هيعوض بنتك عن الفرق فى التعليم

رمقه الأب ببرود وضيق عينيه قائلاً بخبث

: أنت قلقان من المؤخر ليه ... أنت ناوى تطلقها لا قدر الله؟

تنفس عز بقوة لعله يهدأ قليلاً من انفعال وغضبه ثم أجابه يتصنع الهدوء

: ربنا ما يجيب طلاق ... بس مصاريف والمأذون بياخد نسبة و... و و

قاطعه الأب بالحل الأمثل من وجهه نظره وهو يندفع بجسده للأمام هاتفاً بحماس

: عندك حق ... يبقى المبلغ اللى هنتفق عليه تفتح بيه حساب باسمها فى البنك ونكتب مؤخر بسيط فى القسيمة ... أظن ده حل يرضى جميع الأطراف

أشاح عز بنظره عن الرجل حتى لا يقوم بتهشيم وجهه بارد الملامح ولاذ بالصمت لدقائق ... حدث فيها نفسه بتذمر

( لا يدرى مايجبره على الاستمرار بهذه الزيجة، هو لا يشعر باهتمامها ولا حبها ولكنها قد تكون فرصته الوحيدة للارتباط بفتاة شريفة على غير شاكله الفتيات اللاتى عرفهن طوال حياته)

سحب نفس عميق ثم قال بضيق ورأسه منكس أرضاً

: هفكر ياعمى واللى هقدر عليه هنفذه

دخلت نانسى تحمل صينية المشروبات وقدمتها لهم فتناول والدها واحد من الأكواب ثم تركهم وخرج من الغرفة وكأنه حصل على ما يريد

جلست نانسى بجوار عز المتجهم الوجه ومدت يدها بكوب العصير نحوه قائلة برقة : اتفضل يا عز

تناول منها الكوب ووضعه أمامه بعصبية والضيق بادى على ملامح وجهه فبادرت بسؤاله بنعومة

: مالك يا حبيبى؟

التفت نحوها يتأمل تقاسيم وجهها بحيرة، هى حقاً تناديه بكلمة حبيبى ولكنه لم يشعر بصدقها قط، هتف بحنق وهو يعتدل فى جلسته ليواجهها

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن