الفصل الخامس

5.3K 84 0
                                    

مع خيوط الفجر الأولى وصل لمنزله وبصحبته ريم الصامتة بذهول مما يدور حولها محدثه نفسها أن ماحدث لابد أنه كابوس وسوف تستيقظ قريباً منه بالرغم من شعورها بقبضته التى تقبض على ذراعها بقسوة ساحباً إياها خلفه لتتحرك رغماً عنها كالمغيب الذى لا يملك من أمره شئ

حتى وصل أمام باب شقته ففك أسر ذراعها من قبضته الحديدية ليفتح الباب وهنا كانت فرصتها لتركض هاربة نزولاً على السلم وكأنها تفر من الموت نفسه

ولكنها لم تبتعد كثيراً فما هى إلا بضع درجات حتى وجدته يمسك بشعرها بقوة جاذباً إياها فى أحضانه وكمم فمها ثم حملها سريعاً والتفت صاعداً لشقته حيث أنزلها بعنف داخل

الشقة وأغلق الباب بإحكام والتفت إليها بشراسة وعيون تشتعل بنيران الغضب

تراجعت للخلف بخطوات حذرة وصرخت بوجهه بصوت مرتجف وكأن وعيها عاد إليها فجأة

: أنت عاوز منى إيه .... خرجنى من هنا

اقترب منها غير مبالى بصراخها فجريت لتتناول المزهرية من على المنضدة ورفعتها عالياً مهددة إياه بحزم

: لو قربت منى هقتلك

ارتفعت قهقهاته الساخرة واستمر بخطواته الثابتة تجاهها غير مبالى بتهديدها الواهى ، فألقت المزهرية فى وجهه ولكنه تفادها بمهارة وانقض عليها مكبلاً يديها بقوة ، شعرت بقوته وعدم جدوى مقاومته فهتفت بفزع متوسلة ومؤكدة على عدم البوح بجريمة قتله لفهد

: أرجوك .... أرجوك أنا مش هفتح بقى .... أنا ماشفتش حاجة ومش هقول حاجة عنك لأى حد ..... بس سيبنى أمشى الله يخليك . .... والله أمى مريضة وأنا .آآ

توقفت الحروف بفمها حين هوت يده على وجهها بصفعة قوية وقبل أن تدرك مايحدث هوت يده بصفعه أخرى أسقطتها أرضاً متألمة ومذعورة من ثورته وصوته المٌفزع وهو يقول بغضب

: عاوزه تخدعينى تانى .... فاكره إنى هصدق دموعك وضعفك .. لأ دورى على تمثيلية تانية تضحكى بيها عليا

أخفت وجهها متألمة ونظرت له وهو يقف أمامها كوحش كاسر لا يعرف الرحمة وتمتمت بخوف من بين دموعها متوسلة

: أنت بتعمل كده ليه ... أنا آذيتك فى إيه؟؟

رمقها بعيون مشتعلة كالجمرات من غضب ينبع من داخله وإحساسه الداخلى أنها خدعته ببراءتها وضعفها فتعاطف معها ولام نفسه على معاشرتها بينما هى فاسقة ساقطة تدعى البراءة وقد اكتشف كذبها بنفسه

لم يمهل نفسه وقت للتفكير ولكن مد كفه قابضاً على ذراعها بقسوة ساحباً جسدها المسجى أرضاً تحت قدميه خلفه إلى غرفة نومه وهى تحاول الفكاك من قبضته و تصرخ بتوسل ليتركها وشأنها ودموعها تنساب على وجنتيها بحرقة فزعاً مما يخبئه لها القدر

نبــض خافتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن