الهواء حولها يصير ثقيلًا، ثقيلًا جدًا لتتمكن من استنشاقه، لا زالت تلوذ بالجدار الصلد من خلفها، محاصرة في تلك الزاوية، لا تستطيع حراك، بلباس المشفى و الضمادات تُحيط برسغها و رأسها، و هناك آلام سحيقة تنهش أضلاعها، ترفض التخلّي عن المزهرية التي تشهرها بوجه ذاك الغريب كمحاولة دفاعٍ واهيةفي قرارة نفسها تعلم يقينًا بأنها لن تتغلّب على كائنٍ مثله، رجل بطوله و ضخامته، و وجهه الوسيم الخطر في آنٍ، إنه يبدو نظيفًا و علائم الثراء تتجلّى عليه، لكنها لا تعرفه، إنه غريب، غريب استيقظت من نومها لتجده بوجهها !
أين هي بحق الجحيم ؟ أين والديها ؟ أين شقيقها ؟ أين أختها الرضيعة !؟؟؟
-سمر ! .. يُكرر "عثمان" بهدوءٍ و هو يحاول أن يمسك ذراعها
لكنها تنتزعه من قبضته بالقوة صارخة بذعرٍ :
-ابعد عنـي. اوعـى تلمسني. ابعــد عنــــي ...
ينظر إليها "عثمان" بتعبيرٍ مصدوم، ليأتي الطبيب في هذه اللحظة من ورائه متسائلًا :
-إيه إللي بيحصل !؟
نظر الإثنان نحوه، و خاطبه "عثمان" بصوتٍ أجش :
-تعالى شوفها مالها يا دكتور. دي حالتها صعبة. مش طبيعية خالص. دي مش عرفاني !!
رفع الطبيب كفّاه و هو يقول مُهدئًا :
-طيب بالراحة بس. دي يا دوب لسا فايقة يا عثمان بيه ! .. ثم حوّل نظراته صوب "سمر" مستطردًا :
-إهدي يا آنسة !
فارت الدماء بعروق "عثمان" و هو يصيح غاضبًا :
-آنسة !!؟
و إندفع مرةً واحدة إليها، قبض على ذراعها بقوة محملقًا بشراسةٍ إلى عينيها المتسعتين بخوفٍ، ثم قال من بين أسنانه :
-الآنسة دي تبقى مراتي. أنا جايب منها عيّلين !
الدموع تلدغ عينيها و هي تصرخ به و في نفس الوقت تهوى بكفّها على صدغة صافعةً إيّاه :
-أخـرس. أنا عذراء يا حيـواااان !!!
انتظروا المقدمة التمهيدية يوم 25 سبتمبر المقبل إن شاء الله 🫶🏻🩷
أنت تقرأ
وما أدراكِ بالعشق
Любовные романы"لا يوجد مكانٌ للكراهية في عينيكِ تجاهي ؛ أنظري إلى وجهي جيدًا، أقرّي بانتمائك إلى سيدك.. أنتِ ملك يميني.. أنتِ طوع إشارةً منّي... هل تريدين إثبات !" _ عثمان البحيري