"إقتباس حصري" ♥️

14K 381 36
                                    


الهواء حولها يصير ثقيلًا، ثقيلًا جدًا لتتمكن من استنشاقه، لا زالت تلوذ بالجدار الصلد من خلفها، محاصرة في تلك الزاوية،  لا تستطيع حراك، بلباس المشفى و الضمادات تُحيط برسغها و رأسها، و هناك آلام سحيقة تنهش أضلاعها، ترفض التخلّي عن المزهرية التي تشهرها بوجه ذاك الغريب كمحاولة دفاعٍ واهية

في قرارة نفسها تعلم يقينًا بأنها لن تتغلّب على كائنٍ مثله، رجل بطوله و ضخامته، و وجهه الوسيم الخطر في آنٍ، إنه يبدو نظيفًا و علائم الثراء تتجلّى عليه، لكنها لا تعرفه، إنه غريب، غريب استيقظت من نومها لتجده بوجهها !

أين هي بحق الجحيم ؟ أين والديها ؟ أين شقيقها ؟ أين أختها الرضيعة !؟؟؟

-سمر ! .. يُكرر "عثمان" بهدوءٍ و هو يحاول أن يمسك ذراعها

لكنها تنتزعه من قبضته بالقوة صارخة بذعرٍ :

-ابعد عنـي. اوعـى تلمسني. ابعــد عنــــي ...

ينظر إليها "عثمان" بتعبيرٍ مصدوم، ليأتي الطبيب في هذه اللحظة من ورائه متسائلًا :

-إيه إللي بيحصل !؟

نظر الإثنان نحوه، و خاطبه "عثمان" بصوتٍ أجش :

-تعالى شوفها مالها يا دكتور. دي حالتها صعبة. مش طبيعية خالص. دي مش عرفاني !!

رفع الطبيب كفّاه و هو يقول مُهدئًا :

-طيب بالراحة بس. دي يا دوب لسا فايقة يا عثمان بيه ! .. ثم حوّل نظراته صوب "سمر" مستطردًا :

-إهدي يا آنسة !

فارت الدماء بعروق "عثمان" و هو يصيح غاضبًا :

-آنسة !!؟

و إندفع مرةً واحدة إليها، قبض على ذراعها بقوة محملقًا بشراسةٍ إلى عينيها المتسعتين بخوفٍ، ثم قال من بين أسنانه :

-الآنسة دي تبقى مراتي. أنا جايب منها عيّلين !

الدموع تلدغ عينيها و هي تصرخ به و في نفس الوقت تهوى بكفّها على صدغة صافعةً إيّاه :

-أخـرس. أنا عذراء يا حيـواااان !!!

انتظروا المقدمة التمهيدية يوم 25 سبتمبر المقبل إن شاء الله 🫶🏻🩷

وما أدراكِ بالعشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن