سهرة سعيدة ♥️
قبل ثماني و عشرون عامًا ...
يلتقي الأخوان صباحًا باكرًا بحديقة القصر عند الطاولة المجهزة بطعام الفطور، و قد تعمّد "يحيى" سباق زوجته لكي يتسنّى الإنفراد بأخيه بضعة دقائق، و هو ما فعله فور أن رآه، دعاه للجلوس على الفور و انحنى صوبه ليحدثه بخصوصية مبالغًا بها :
-رفعت.. إيه إللي حصل إمبارح بعد ما مشيت و سيبت البيت ؟
بالكاد تمالك "رفعت" أعصابه لدى سماع كلمات أخيه، حافظ على ثبات يداه و هو يواصل صبّ قدح الشاي خاصته و هو يجاوبه بلهجةٍ محايدة :
-حصل إيه مش فاهم.. أنا كلمتك و قلت لك إللي حصل.. فريال إنهارت بعد ما سيبتها و وقعت من طولها. روحت طلبت لها الدكتور فورًا.
يحيى بنبرةٍ حانقة :
-إيه إللي حصل غير ده ؟ أنا عايز أعرف انت اتكلمت مع فريال قلت لها إيه عني ؟ قلت لها إني متجوز عليها ؟؟
ينظر إليه "رفعت" الآن، لقد قال لها ذلك بالفعل، و لكنها كانت غائبة عن الوعي، أنّى لها أن تسمعه إذن ؟
و في حال سمعته.. هل أحسّت أيضًا بما فعله بها !؟؟
إذا صدق ظنّه فإنها كارثة حقيقية ستخرب هذا البيت و العائلة كلها ...
-ماحصلش ! .. نفى "رفعت" بلا ترددٍ :
-أنا مافتحتش بؤي بحاجة زي دي قصاد أي حد.. هي قالت لك إني قلت لها ؟؟
يحيى عابسًا : ما قالتش.. بس رمت كلمة إنها حاسة بوضعي الجديد !
و طرق "يحيى" برأسه معربًا عن ضيقه و كارهًا أن يفقد السيطرة على أموره بسبب إنشغاله الملحوظ بزوجته الثانية بالآونة الأخيرة ...
راقبه "رفعت" و عقله لا يكف عن التفكير، ليقول فجأة ما يجول برأسه :
-فريال قالت لي إنك طلّقتها.. صحيح ؟
تطلّع "يحيى" إليه و قال متبرمًا :
-دي كانت زلّة لسان.. أكيد مافكرتش و لا عمري ما هفكر أعمل كده.. فريال مراتي لحد ما أموت !
رفعت بغيظٍ : و لما هو كده روحت اتجوزت عليه ليـه !؟
رفع الأخير حاجبه قائلًا :
-و انت مالك يا رفعت. قلت لك قبل كده حاجة ماتخصكش..لو تكرّمت ماتدخلش في حياتي زي مانا مش بتحشر في حياتك و لا بقولك ماتعرفش دي و لا دي على مراتك. عمرك سمعتني نصحتك حتى ؟
نظر له "رفعت" و لم يرد، ليستطرد :
-ده عشان انت راجل راشد. و حر في تصرفاتك و قراراتك ماينفعش حد يجي يقولك أعمل و ماتعملش. ف من فضلك زي ما بحترمك بالشكل ده احترمني.
طحن "رفعت" فكّاه و هو يحدق بأخيه بعداءٍ واضح، لكنها أومأ له في الأخير و أشاح بوجهه بعيدًا عنه.. ليسمعه بعد دقيقة يقول بصوتٍ خفيض :
![](https://img.wattpad.com/cover/279355387-288-k641339.jpg)
أنت تقرأ
وما أدراكِ بالعشق
Romance"لا يوجد مكانٌ للكراهية في عينيكِ تجاهي ؛ أنظري إلى وجهي جيدًا، أقرّي بانتمائك إلى سيدك.. أنتِ ملك يميني.. أنتِ طوع إشارةً منّي... هل تريدين إثبات !" _ عثمان البحيري