الفصل الثالث عشر _ حب قاسٍ _ :

10.6K 515 69
                                    

سهرة سعيدة ♥️

قبل ثماني و عشرون عامًا ...

يلتقي الأخوان صباحًا باكرًا بحديقة القصر عند الطاولة المجهزة بطعام الفطور، و قد تعمّد "يحيى" سباق زوجته لكي يتسنّى الإنفراد بأخيه بضعة دقائق، و هو ما فعله فور أن رآه، دعاه للجلوس على الفور و انحنى صوبه ليحدثه بخصوصية مبالغًا بها :

-رفعت.. إيه إللي حصل إمبارح بعد ما مشيت و سيبت البيت ؟

بالكاد تمالك "رفعت" أعصابه لدى سماع كلمات أخيه، حافظ على ثبات يداه و هو يواصل صبّ قدح الشاي خاصته و هو يجاوبه بلهجةٍ محايدة :

-حصل إيه مش فاهم.. أنا كلمتك و قلت لك إللي حصل.. فريال إنهارت بعد ما سيبتها و وقعت من طولها. روحت طلبت لها الدكتور فورًا.

يحيى بنبرةٍ حانقة :

-إيه إللي حصل غير ده ؟ أنا عايز أعرف انت اتكلمت مع فريال قلت لها إيه عني ؟ قلت لها إني متجوز عليها ؟؟

ينظر إليه "رفعت" الآن، لقد قال لها ذلك بالفعل، و لكنها كانت غائبة عن الوعي، أنّى لها أن تسمعه إذن ؟

و في حال سمعته.. هل أحسّت أيضًا بما فعله بها !؟؟

إذا صدق ظنّه فإنها كارثة حقيقية ستخرب هذا البيت و العائلة كلها ...

-ماحصلش ! .. نفى "رفعت" بلا ترددٍ :

-أنا مافتحتش بؤي بحاجة زي دي قصاد أي حد.. هي قالت لك إني قلت لها ؟؟

يحيى عابسًا : ما قالتش.. بس رمت كلمة إنها حاسة بوضعي الجديد !

و طرق "يحيى" برأسه معربًا عن ضيقه و كارهًا أن يفقد السيطرة على أموره بسبب إنشغاله الملحوظ بزوجته الثانية بالآونة الأخيرة ...

راقبه "رفعت" و عقله لا يكف عن التفكير، ليقول فجأة ما يجول برأسه :

-فريال قالت لي إنك طلّقتها.. صحيح ؟

تطلّع "يحيى" إليه و قال متبرمًا :

-دي كانت زلّة لسان.. أكيد مافكرتش و لا عمري ما هفكر أعمل كده.. فريال مراتي لحد ما أموت !

رفعت بغيظٍ : و لما هو كده روحت اتجوزت عليه ليـه !؟

رفع الأخير حاجبه قائلًا :

-و انت مالك يا رفعت. قلت لك قبل كده حاجة ماتخصكش..لو تكرّمت ماتدخلش في حياتي زي مانا مش بتحشر في حياتك و لا بقولك ماتعرفش دي و لا دي على مراتك. عمرك سمعتني نصحتك حتى ؟

نظر له "رفعت" و لم يرد، ليستطرد :

-ده عشان انت راجل راشد. و حر في تصرفاتك و قراراتك ماينفعش حد يجي يقولك أعمل و ماتعملش. ف من فضلك زي ما بحترمك بالشكل ده احترمني.

طحن "رفعت" فكّاه و هو يحدق بأخيه بعداءٍ واضح، لكنها أومأ له في الأخير و أشاح بوجهه بعيدًا عنه.. ليسمعه بعد دقيقة يقول بصوتٍ خفيض :

وما أدراكِ بالعشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن