الفصل الرابع و العشرين _ مُمزقة _ :

7.7K 479 45
                                    


قبل ثماني عشر عامًا ...

-مبروك يا لينا.. ألف ألف مبروك !

توجهت "رحمة" نحو صديقتها المقرّبة.. تهنئها بحرارةٍ و تقبلّها على خدّيها ..

تمسكت "لينا" بيدي "رحمة" بشدة و هي ترد عليها بابتسامة واسعة :

-رارا حبيبتي.. Thank You يا روحي.

انتقلت "رحمة" إلى خطيب صديقتها الواقف إلى جانبها مباشرةً.. مدت يدها لتصافحه و تهنئه بدوره :

-مبروك يا حازم.

صافحها المدعو "حازم" قائلًا بامتنانٍ :

-الله يبارك فيكي يا مدام رحمة.. وحقيقي احنا إللي بنشكرك على الحفلة الجميلة دي في الريسترانت.. ماكنتش متخيّل انها تطلع بالروعة دي.. مش عارفين نشكرك إزاي !

رحمة برقتها المعهودة :

-ماتقولش كده يا حازم انت ماتعرفش لينا دي تبقى إيه عندي.. لينا أكتر من أختي و دي أقل هدية ممكن أقدمهالها في يوم زي ده.

هتفت "لينا" على الفور مجتذبة ناظريّ صديقتها :

-لأ يا قلبي مافيناش من الزوغان.. انتي وعدتيني بهدية تانية خالص و من زمان أوي.. ناسية و لا أفكرك ؟

انبلجت ابتسامة عريضة على وجه "رحمة".. و قد تذكرت ذلك الوعد الذي قطعته منذ مدة طويلة.. بالطبع لن تتركها "لينا" تفلت الليلة قبل أن تبر بوعدها.. و لكنها ليست واثقة ...

-لينا كان نفسي بجد ! .. رددت "رحمة" و هي تهز كتفيها

سارعت "لينا" بلهجةٍ قاطعة :

-بقولك إيه مش هاقبل بأي رفض و حجج.. انتي وعدتيني يا رحمة !!

عبست "رحمة" حائرة و هي تقول :

-يحيى مش موجود.. لو كان هنا كنت نفذت وعدي ليكي.

لينا باصرارٍ : ماليش دعوة.. يحيى بيه مش هايبوظ يوم خطوبتي مش كفاية ماحضرش.. بجد يا رحمة هازعل منك و الليلة هاتبوظ انتي حرة !

حاصرتها "لينا" هكذا.. لم تجد "رحمة" مهربًا منها.. و لبرهةٍ حانت منها إلتفاتة إلى الجمع الغفير من حولهم.. مجموعة من أصدقاء "لينا" و رواد المطعم على مختلف الأجناس.. عرب و أجانب ..

اقترب أحدهم من حلقة العروسين و صديقتهما المقرّبة.. و قد كان رجلًا انجليزيًا يعمل بمجال الإعلانات.. يُعد صديقًا لخطيب "لينا".. لكنه فور أن وصل ليحضر الحفل شعر بانجذابٍ رهيب لوجه "رحمة".. ثم لها كلها ...

-ألا تعرفني بعروسك الجميلة يا حازم ؟

التفت ثلاثتهم إلى الضيف المهم.. تهللت أسارير "حازم" و هو يقدّم عروسه متحدثًا بالانجليزية :

-مارك.. ألا أفعل يا صديقي ؟ أقدم لك لينا الشقيري.. خطيبتي و عربية مثلي ..

و قدّمه كذلك لخطيبته : لينا هذا مارك والاس.. تعرفينه بالطبع !

وما أدراكِ بالعشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن