قبل واحد و أربعون عامًا ...لقد مرّ على زفافهما شهر بالتمام، عصفوريّ الغرام "يحيى البحيري" و "فريال المهدي".. كلاهما وريثين لإثنتين من كبرى العائلات المعروفة بالوطن الأم و العربي قاطبةً
كان زواجًا مباركًا من الجميع، من العائلة و المجتمع، و فوق كل هذا كان مبنيًا على الحب، عامين من المواعدة التي ما لبثت أن تحوّلت إلى خطبة، ثم أخيرًا كلّل الزواج علاقتهما المتآججة، و تزوّج "يحيى" المصري حتى النخاع من "فريال" ذات الأصول التركية من جهتيّ الأم و الأب معًا، بعد إقامة عرس ضخم بأفخم فنادق المدينة الساحلية، حصل العروسين على هدية الزواج بطاقتيّ سفر للإنطلاق برحلة شهر عسل حول أوروبا كما كانت رغبة "فريال".. و قد كانت جولة مذهلة.. رائعة بتجربة جديدة كليًا و هي حقيقة كونها باتت زوجة لحبيبها الذي اختاره قلبها رغم حداثة سنّها !
أيقنت بأنها عثرت على رجلها و لن تندم أبدًا على الإقتران به، كما هو لم يتردد عندما قررالمجيئ بوالديه لطلب يدها، لقد أرادها بدوره، أحبّها و هذا ما دفعها للقبول دون تفكير، ثقتها به و اطمئنانها له، عرفت بأنه لن يخزيها أبدًا.. أبدًا
انقضت الرحلة و عادا إلى الوطن، أقامت "فريال" برفقة زوجها بقصر آل"البحيري" و قد حُملت على أكف الراحة فعليًا، أبدت العائلة سعادةً بالغة بها، حتى شقيق زوجها الأكبر "رفعت البحيري" و زوجته الشابة الجميلة "رضوى الألفى" التي تزوج بها "رفعت" بعد خطبة أخيه مباشرةً دون تمهيدٍ حتى
كل شيء كان على ما يُرام، و لا يمكن لـ"فريال" أن تكون أكثر سعادة مِمّا هي، و لكن هناك شيء، شيء مستجّد، إن "يحيى" إنسان عطوف للغاية، كريم حتى في مشاعره المرهفة، و لكنها منذ عودته معه من شهر العسل لا تشعر بالراحة، تحديدًا في الفراش، في بداية أيام الزواج كان أرق ما يكون، أحبّت كل شيء بينهما، قبلاته و لمساته و كل شيء، و لكنه تحوّل جذريًا هنا في عشّ الزوجية، صار متطلّبًا أكثر، جريئ، و أحيانًا.. بذيئ !!
لم يفعل لها شيء معيب، و لم يؤذيها أبدًا، لكنها بطريقةٍ ما أحسّت بالإهانة، فليس هذا "يحيى" الذي أحبّته، و كأنه صدمها بحقيقة أخرى عنه لم تكن تعلم بها، هذا النموذج منه لم تحبه، بل أرادته كما كان دومًا منذ عرفته، حنون، لطيف، مهذبًا حتى في هذا الأمر الخاص.. أرادت أن يكون تقليديًا.. لقد تغاضت عن أفعاله مرة و لم تعلّق حتى.. و لكنها لم تسمح له عندما إلتمست منه النيّة في تكرارها
أبعدته عنها فورًا، و نهضت من الفراش هاتفة باحتجاجٍ :
-يحيى من فضلك. أنا مابحبش كده !!!
تطلّع إليها مشدوهًا، و قال و لا يزال متكئًا في مكانه :
أنت تقرأ
وما أدراكِ بالعشق
Romance"لا يوجد مكانٌ للكراهية في عينيكِ تجاهي ؛ أنظري إلى وجهي جيدًا، أقرّي بانتمائك إلى سيدك.. أنتِ ملك يميني.. أنتِ طوع إشارةً منّي... هل تريدين إثبات !" _ عثمان البحيري