"و ما أدراكِ بالعشق"
________________أمام المرآة، في مشهد يتكرر كل يومٍ تقريبًا، تقف أصغر عضو بعائلة البحيري "فريدة عثمان البحيري".. البالغة من العمر ثماني سنواتٍ، إلى جانب أمها، بينما تضع الأخيرة حجابها الأسود، و تربطه حول عنقها بتأنقٍ، تمسك بإصبع الحمرة الخفيف و تضع طبقةٍ أخرى، ثم تتراجع للخلف ملقيّة نظرة شمولية على نفسها
سقطت عيناها الخضراوين على ثوبها الجميل، و هو ثوب من تصميمها، زهري بأكمامٍ واسعة، بطول الأرض و رقبةٍ عالية، و الحذاء بكعبٍ رفيع للغاية، استغرقت سنوات كي تتمكن من المشي عليه بسهولة
و أخيرًا ها هي جاهزة، تقترب من المرآة ثانيةً و تنظر بابتسامةٍ واثقة، مغترّة إلى نفسها، تلك نظرة اكتسبتها من دروس زوجها السريّة، فقد أعاد تربيّتها على يديه وفق ما يهوى و يحب، و قد نجح بالفعل في تحويلها إلى امرأة راقية تليق بالطبقة العلية، و سيدة أعمال ناجحة، اسمها صار نار علم.. "سمر حفظي"... زوجة "عثمان البحيري" أكبر رجال الأعمال بالبلد و اكثرهم ثراءً
تخطت حاجز العقدة النفسية لحقيقة إنها أقل منه في كل شيء، لكنه ساعدها لتحقق حياتها المهنيّة بنفسها، إلى جانب مساعدة والدته لها، في غضون عامين كانت قد أسست ثلاثةً فروع لعلامتها التجارية، بيت أزياء خاص للمحجبات، ذاع صيتها بسرعةٍ مذهلة و حقّقت ثروة طائلة
فمن ذا يُصدق !؟
قبل سنوات كانت مجرد فتاة فقيرة، معدمة، تعيش على الفُتات هي و أخويها، اليوم هي امرأة عاملة، ناجحة، زوجة لرجل تتمناه النساء، و هي بنظره امرأة بكل النساء.. و هذا حقًا يكفيها ...
-أنا عاوزة أروح معاكي يا مامي ! .. هتفت "فريدة" و هي تسير خلف أمها عبر ردهة الطابق الدائرية
استدعت "سمر" المصعد ضاغطة على الزر و هي ترد عليها بحزمٍ :
-قلت لك ماينفعش المرة دي يا فيري. أنا عندي Meeting طويل إنهاردة و مش هاكون متفرغة ليكي.واصلت الفتاة إلحاحها :
-بليز يا مامي. أنا هقعد مع الـAssistant لحد ما تخلصي !تنهدت "سمر" و هي تسحب باب المصعد و تلج قائلة :
-حتى رانيا مش هاتكون فاضية. هاتحضر معايا الـMeeting ..و أنهت الحوار بإشارة من يدها و هي تقول بصرامةٍ :
-خلاص يا فريدة. اسمعي الكلام. المرة الجاية هاخدك معايا. و لو انتي نفسك تيجي أوي كده عشان تشوفي فستانك كده كده لسا مش جاهز. يلا روحي على أوضتك أو استني شوية مع فريال هانم ..و نظرت إلى ساعة يدها الفاخرة معقّبة :
-كمان ساعة عندك درس بيانو.احتقن وجه "فريدة" غيظًا و لم تفه بكلمةٍ أخرى عندما أغلقت "أمها باب المصعد بوجهها ...
غمغمت و هي تضرب الأرض بقدمها غاضبة :
-يعني بابي و يحيى و ملك في النادي سوا. و أنا أستنى هنا مع فريال هانم و أقعد لدرس البيانو.. اففففففف !!!!
__________
أنت تقرأ
وما أدراكِ بالعشق
Romance"لا يوجد مكانٌ للكراهية في عينيكِ تجاهي ؛ أنظري إلى وجهي جيدًا، أقرّي بانتمائك إلى سيدك.. أنتِ ملك يميني.. أنتِ طوع إشارةً منّي... هل تريدين إثبات !" _ عثمان البحيري