الفصل التاسع عشر _ أحبك عشرًا _ :

9.6K 527 43
                                    


قبل ثلاثة و عشرون عامًا ...

خليط من المشاعر اجتاحه.. دهشة.. اضطراب.. غضب !

فور أن أبلغته سكيرتيرة مكتبه بمكالمة واردة من طفلة تدّعي بأنها ابنته.. طلب إليها تحويلها على خطه في الحال و رد بصوتٍ محايد :

-آلو.. شمس.. بابي معاكي.. انتي اتصلتي إزاي يا حبيبتي !؟

أتاه صوت الصغيرة مهزوزًا بانفعال :

-بابي.. بليز تعالى دلوقتي.. أنا خايفة أوي !!

انقبضت ملامحه و تحفز جسده و هو يرد عليها بصوتٍ أجش لا يخفي قلقه :

-إيه إللي حصل يا شمس ؟ و فين مامتك ؟؟

-مامي قافلة على نفسها الأوضة من ساعة ما مشيت.. مش عاوزة تفتح لي.. مش بترد عليا ..

و رافقت نبرة بكاء كلماتها الأخيرة ...

احتدت لهجته رغمًا عنه و هو يقول باقتضابٍ متأهبًا للقيام عن مكتبه :

-طيب إهدي يا حبيبتي.. و ماتخافيش أنا جاي حالًا.. اقعدي استنيني و اشغلي نفسك بألعابك و عرايسك الحلوة.. أنا مش هتأخر عليكي ربع ساعة بالظبط و أكون عندك.. أوكي يا روحي ؟

-أوكي بابي !

و أغلق معها و قام ليرتدي سترته على عجالةً.. ثم غادر مكتبه على الفور ...

**

قطع "يحيى" الطريق بين مقر شركته و منزل الزوجية السرّي في أقل من خمسة عشر دقيقة.. ما إن فتح باب الشقة حتى اندفعت صغيرته تجاهه.. إذ بدا إنها كانت تنتظر لحظة وصوله ...

-بابي ! .. هتفت "شمس" باكية و هي ترتمي بين أحضانه

تلقّفها "يحيى" حاملًا إيّاها على ذراعه ...

-روح بابي ! .. تمتم لها و هو يضمها بحنانٍ إلى صدره :

-أنا هنا يا حبيبتي.. ماتخافيش.. دلوقتي هاشوف مامي و هاخلّيها تجيلك بنفسها.. بس دلوقتي عايز منك إنك تدخلي أوضتك و ماتخرجيش منها إلا لو ندهت لك.. اتفقنا ؟

أومأت له و هي لا تزال بحضنه.. فقّبل رأسها.. ثم أنزلها دافعًا بها بلطفٍ تجاه غرفتها.. بينما يتجه هو نحو غرفة النوم الرئيسية ...

قرع على الباب ثلاثًا هاتفًا :

-رحمــة.. افتحي البـاب.. رحمـــة.. افتحي و ماتخلّيش حسابك يتقل معايا رعبتي البنت.. لو مافتحتيش الباب ده خلال 3 ثواني هاكسره و مش هاكتفي بكده لو دخلتلك بالطريقة دي.. أنا حذرتك !!

و منحها أكثر من ثلاث ثوانٍ.. احتقن وجهه بالدماء و هو يتراجع خطوتين للوراء.. ثم يندفع مصطدمًا بكتفه بالباب بقوة ...

مرة

مرتان

ثم تحطّم القفل ...

خطى "يحيى" داخل الغرفة و الشرر يتطاير من عينيه.. لكنه لم يجدها.. قطب و هو يجول بناظريه أرجاء الغرفة.. لا أثر لها ..

وما أدراكِ بالعشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن