قبل أربعة عشر عامًا ..-مش هاتحكيلي بردو إيه إللي بتشوفه في الكابوس ده ؟
كان يتصبب عرقًا حارًا بين ذراعيها.. بالكاد ناولته كأسًا من الماء البارد أنهاه كله و أعاده فارغًا إليها و هو يجاوبها بصوتٍ أجش مضطرب :
-بشوفه كل ما بغمض عيني.. بحلم إني سايق على طريق سفر.. و جنبي حد أعرفه.. و فجأة العربية بتعمل حادثة كبيرة.. و.. و بس!
أخذته في عناقٍ حنونٍ.. ضمته "رحمة" إلى صدرها و راحت تربت عليه ليهدأ و هو تردد على مسامعه بصوتها الرقيق :
-ششش.. خلاص.. ده مجرد كابوس.. إهدى.. إهدى يا حبيبي !
هذه الكلمة فقط التي ساهمت بتهدئة أعصابه المشدودة.. عانق خصرها بشدة و أراح رأسه على صدرها.. أغمض عيناه مطمئنًا و هانئًا بوجودها إلى جواره.. صوتها يلف حواسه كأنه مرهمًا لآلامه ..
حتى غفى مجددًا ...
**
ذات الكابوس الذي راوده لمراتٍ لا يُحصيها العدد.. تكرر اليوم أيضًا.. و استيقظ "يحيى البحيري" على كارثة من شأنها أن تخرّب عمله لسنوات ..
شقيقه الأكبر كالعادة يتوق لتدمير حياته !!!
ترك "يحيى" زوجته و أم ولديّه تجهز له حقيبة سفره.. لينفرد بنفسه بضع دقائق بغرفة مكتبه بالأسفل.. أغلق الباب عليه جيدًا.. أخرج الهاتف الخلوي الخاص بالعمل.. ثم باشر بالاتصال بها.. ثوانٍ و أتاه صوتها :
-يحيى !
تنفس الصعداء ما إن سمعها.. و كأن حجرًا كان يجثم فوق صدره :
-رحمة.. صباح الخير ..
-صباح النور.. مش عادتك تكلمني الصبح بدري.. في حاجة و لا إيه ؟
تخلل بعض التوتر صوته و هو يرد عليها عابثًا بمجموعة من الأوراق فوق مكتبه :
-مافيش.. أنا كنت بكلمك بس عشان أقولك إني جاي إنهاردة ..
-جاي ؟ .. طيب ليه ماقولتليش إمبارح لما كلمتني ؟
تأفف بضيقٍ قائلًا :
-أنا ماكنتش أعرف بسفري غير من ساعتين بس ..
أحست بخطبٍ ما به.. فسألته باهتمامٍ :
-مالك يا يحيى ؟ صوتك مش عاجبني انت كويس !؟
كان يشعر بالسوء حقًا.. و كأن هناك مكروهًا أكبر يتربّص به و يتحيّن اللحظة المواتية لإيقاعه ...
-أنا كويس يا رحمة ! .. كذب عليها
و أضاف باقتضابٍ : في مشكلة كبيرة بس في الشغل.. لازم أجي أحلها بنفسي و إلا هاتبقى خسارة كبيرة ..
-طيب.. طيب خلاص هدي نفسك.. كله هايتحل.. هاتوصل امتى ؟
-طيارتي بعد ساعة و نص.. يدوب ..
أنت تقرأ
وما أدراكِ بالعشق
Romance"لا يوجد مكانٌ للكراهية في عينيكِ تجاهي ؛ أنظري إلى وجهي جيدًا، أقرّي بانتمائك إلى سيدك.. أنتِ ملك يميني.. أنتِ طوع إشارةً منّي... هل تريدين إثبات !" _ عثمان البحيري