قبل ستة و عشرون عامًا ...على مدار عام كامل، يُعاشر زوجة أخيه معاشرة الأزواج دون أن تعي، و قد استولى على مجموعة من الأغراض التذكارية التي تخصها، كلّما تسلّل إليها ليلًا بأوقات غياب "يحيى" عن البيت، لم يشعر بالذنب إلا بالمرة الأولى فقط، ثم بعدها صار مدمنًا على الأمر، و لولا أن ضبطته زوجته ذات ليلة !!!
أجل.. زوجته "هالة الألفي" ضبطته عندما كان بالغرفة مع "فريال" و قد فرغ للتو من اغتصابها، لم تجسر على اقتحام الغرفة و إلا لعلمت بأن "فريال" بريئة، و لما ظنّت فيها السوء لحظة خروج "رفعت".. رؤيته لها كانت بمثابة كارثة.. و كأنه لقى حتفه بالفعل
لم تنطق معه بكلمة و ولّت هاربة باكية إلى جناحهما، ليلتها تركها "رفعت" تظن به و بـ"فريال" ما تريده، لكنه لم يسمح لها بالبقاء بالبيت، أخذها صباحًا باكرًا إلى منزل عائلتها، و أخبرها بأنهم و ولديّهما راحلين، سيأخذهم و يهاجر بهم خارج البلاد تمامًا.. و إلا فلن يبرح ارتكاب هذا الإثم العظيم ...
-انت متأكد من قرارك المفاجئ ده يا رفعت ؟
أدار "رفعت" رأسه عن نافذة السيارة لينظر صوب أخيه، ظل "يحيى" مركزًا على القيادة و هو يتحدث بهدوء في نفس الوقت :
-أنا مع إنك تحسّن علاقتك برضوى و تأمن لولادك إتزان و استقرار. لكن موضوع الهجرة ده.. انت درسته كويس ؟
عمل "رفعت" على مداراة نظرة الحقد التي لا ينفك يبذل مجهودًا خرافيًا حتى لا يلاحظها أخيه، اتسم تعبير وجهه بمسحةٍ ساخرة و هو يقول :
-مافيش خطوة باخدها في حياتي إلا و بكون متاكد منها مية في المية يا يحيى.. ثم انت مش هاتبطل بقى دور المسؤول ده ؟ لحد إمتى هاتعيش شخصية الكبير ؟ و لا انت ناسي إن أنا الكبير أساسًا !؟؟
ندت عن "يحيى" تنهيدة يائسة و هو يهز رأسه محدقًا بالطريق أمامه، لكنه رد عليه بذات اللهجة الهادئة :
-مش ناسي إنك الكبير يا رفعت.. بس الكلام ده تقوله للغريب.. أنا أخوك.. أنا أكتر شخص يهمه مصلحتك حتى لو كنت في نظرك الأخ الصغير. إيه يعني عيب لما أقلق عليك ؟
أشاح "رفعت" عنه بوجه ملتوٍ و غمغم على مضضٍ :
-لأ مش عيب.. عمومًا ماتقلقش. انت عارفني إستحالة أعرّض عيلتي لأي مخاطر. لو شايف إن السفر هايضرهم ماكنتش مشيت خطوة واحدة فيه.. أطمن أنا مأمن كل حاجة.
حانت من "يحيى" نظرة صوب أخيه و هو يقول مبتسمًا :
-أنا أتمنى لك كل الخير يا رفعت.. و أي وقت تحب ترجع بيتك مفتوح و الشركة كمان.. مش معنى إنك خرجت منها يبقى مالكش مكان. أنوي بس تشتغل فيها بجد و أنا هامدلك إيدي و كياني كله.. مأمنش لحد غير أخويا. غيرك انت !
وصلا أخيرًا إلى الوجهة المنشودة، منزل "يحيى" الثاني، حيث تسكن فيه زوجته و صغيرته البالغة من العمر تسعة أشهر فقط

أنت تقرأ
وما أدراكِ بالعشق
Lãng mạn"لا يوجد مكانٌ للكراهية في عينيكِ تجاهي ؛ أنظري إلى وجهي جيدًا، أقرّي بانتمائك إلى سيدك.. أنتِ ملك يميني.. أنتِ طوع إشارةً منّي... هل تريدين إثبات !" _ عثمان البحيري