البارت الحادي عشر
من رواية: الوقوعفي صباح اليوم التالي.
لم ينم مازن بل ظل مستيقظاً يفكر في امر حبيبته رودينا.
وكان كلما جاءت له فكره انها خائنه يبوخ نفسه ببعض الكلمات ويمسحها من ذاكرته.
في وسط تفكيره كان ينظر الي تلك النائمه على الفراش وكان كلما ينظر اليها يتذكر حديثها عند قبر والديها ويتألم كثيراً ولكن المه ذاك لا يأتي بفكره المه عندما يعلم حقيقة رودينا.
نهض وبدأ في عمل روتينه اليومي من الاستحمام الي الصلاه الي الاتصال بحبيبته ليطمأن عليها.
عاود الاتصال بها مرات عديده ولكنها كانت لا تجيب وكل فكره في انها الان نائمه لانها متعبه.
في ذاك الوقت كانت فيروزه خرجت من المرحاض بمنشفه على شعرها فنظر لها مازن وبعدها خرج ليتيح لها مجال تمشيط شعرها.
ذهب الى غرفه المعيشه فوجد عمرو واحمد.
القي السلام عليهم وجلس.
بعدما انتهت فيروزه من تمشيط شعرها ارتدت ملابسها وخرجت.
كانت امل ومروه قد انتهوا من تحضير وجبه الفطار
فجلس الجميع ليتناوله الطعام.
جلست فيروزه بجانب مازن وكانت من الامس صامته فأستكملت صمتها حتى في تناول طعامها.
كانت شهيه مازن لا تساعده على تناول فطوره وايضاً فيروزه كذلك.
فجاء صوت امل قائله:
مالك يا لوزه عيونك عامله كدا لي.
فنظر مازن لها فكانت عيونها حمراء بشده من اثر البكاء نظر لها منتظراً حديثها وجوابها على والدته
فنظرت هي له وقالت بجديه:
منمتش كويس امبارح يا ماما.
فضحك احمد وقال بمرح:
علشان كدا مازن صاحي بالوضع ده.
فضحك الجميع ماعدا مازن وفيروزه وعيد !
نظر مازن لاحمد نظره اوقفته عن الحديث وفيروزه لم تفهم شئ وصمتت ولكن مازن كان يفهم حديث اخيه وتوعد له ان يأدبه.
فجاء صوت امل مره اخرى وهي تقول:
طب اي يا لوزه مفيش حاجه برضو جايه في الطريق.
يا الله من هذا الهراء. ففيروزه ظلت صامته ومازن كان سينفجر من الغضب والزهق من هذا الحديث فنهض من على الطاوله وهو يقول:
الحمدلله.
فقالت مروه سريعاً:
في اي يمازن انت حتى امبارح سبت طبقك زي ما هو.
كانت فيروزه تستمع لذاك الحديث بتعجب فلماذا لم يأكل وهي المجروحه بسببه.
فهي المظلومه وهو الظالم.
فقال مازن:
هاكل بره مع فيروزه انهارده.
فضحك فيروزه بسخريه فمعني هذا الحديث انه سيأكل مع رودينا اليوم.
فنهضت وهي تحمد ربها.
_______
بعد قليل ومثل باقي الايام ركبت فيروزه في المقعد الخلفي.
فكان عيد واقفاً يشاهد هذا فلاحظ مازن هذا وقال لفيروزه سريعاً:
سيبي شنطقك ورا وتعالي اقعدي جنبي بسرعه بابا واقف.
فنهضت فيروزه وجلست بجانبه وانطلق مازن.
دخل عيد ولم يفكر في شئ.في الطريق..
قالت فيروزه بجديه:
"وقف العربيه خليني اقعد مكاني".
مازن بالامباله:
"رودينا غايبه انهارده خليكي هنا"
فيروزه بغضب:
"قولتلك وقفها وخليني اقعد مكاني".
مازن بغضب اكبر:
مش هوقف حاجه عايزه تقعدي ورا اتفضلي اقعدي وانا ماشي.
فنهضت فيروزه بعناد لكي تجلس في المقعد الخلفي ولكن شيئاً قد حدث واختل توازنها فجلست على قدم مازن.
فنظر لها مازن بصدمه وهي ايضاً كانت تريد ان تنهض بسرعه ولكنها كانت لا تعرف المقاومه
فوقف مازن السيارة سريعاً ووجه نظره الي جهه الشارع وفي ذاك الوقت نهضت فيروزه سريعاً وذهبت وجلست في المقعد الخلفي.
فيروزه بحرج:
قولتلك من الاول وقف العربيه.
لم ينظر لها مازن وظل صامتاً واعاد تشغيل السياره وانطلق.
واثناء سيرة اتصل به نفس ذاك الشاب وعندما لمح مازن الرقم امسك الهاتف سريعاً وضغط على ذر الرد
الشاب:
هي معايا دلوقتي.
مازن بغضب:
واقسم بربي لو طلع كلامك كله ده غلط لموتك على ايدي.
الشاب:
تقدر تيجي وتشوف هبعتلك اللوكيشن.
كانت فيروزه تنظر له بخوف فقالت سريعاً:
في اي؟؟.
مازن بغضب:
اخرسيييي خاااالص.
وبعدها بدقيقه ارسل له ذاك الشاب الموقع.
فزاد مازن من سرعه السيارة نحو ذاك الموقع.
تحت حديث فيروزه الخائف.
وبعد حوالى ربع ساعه وصل مازن الى ذاك المكان.
نزل من السيارة ووجه حديثه لفيروزه:
متنزليش من هنا وانا جاي مفهوم.
فنظرت له فيروزه برعب فاكمل حديثه قائلاً:
مفهوووووم.
فهزت فيروزه رأسها بالموافقه.
دخل مازن الى ذاك المكان ولكنه توقف في منتصف الطريق.
ماذا!!
ماذا يفعل؟؟
هو يذهب مثل الفتى المراهق وراء حديث شخص لا يعرفه!!
هو يثق في محبوبته كثيراً اذن لماذا ذهب!!!
نزع هذه الافكار من مخيلته وكان سيعود الى السيارة ولكنه وقف مره اخري وقال لنفسه انه سيذهب ويلقى نظرة واذا لم يجد شئ فأنه لم يسامح نفسه ابداً.
دخل الى هذا المكان وقدمه كانت لا تتحمل المشي ولكنه خطى خطواته ببطئ شديد.
دخل الى المطعم والقى نظرة سريعه ولم يجد شيء فكان سيفر هارباً حتى تخيل انه رأي حبيبته
فنظر الى ذاك الخيال مره اخرى ورأها هي.
انها حقاً هي جالسه تصحك وتمسك بيد الشاب وتأكل.
وقف لعده دقائق لا يقوى على الحركه يده قدمه قلبه كل شئ به يرتعش.
تلك الدقائق وهو ينظر لها كان يشعر وان قلبه توقف به.
اخذ نفساً عميقاً وعاد سريعاً الى سيارته.
نظرت له فيروزه وقالت سريعاً:
المحاضره الاولى خلصت.
ففتح مازن لها الباب وقال لها:
انزلي.
فنظرت له فيروزه بتعجب ولكنها نزلت فأغلق مازن الباب خلفها وامسك يدها وذهب بها الى الداخل.
كانت فيروزه تنظر الى يده الممسكه بيدها بتعجب بالغ ولكنها شعرت براحه وهي ممكسه اياه شعرت بالأمان وكانت سعيدة للغايه.
دخل مازن بها المطعم وجلس وراء طاوله رودينا وكان قاصداً ذلك.
نظرت له فيروزه باستفهام فتحدث وقال لها:
مش انا قولت اننا هناكل انهارده بره شوفي هتطلبي اي وانا معاكي.
ولكن فيروزه لم تتحدث وظلت منصدمه.
نادى مازن الجارسون وطلب الطعام.
أنت تقرأ
الوقوع_قيد التعديل
Short Storyفي ذلك البيت القديم الذي تنفست فيه طفولتها وصراعاتها، كانت تتجول مشاعرها بين أروقة الماضي والحاضر. عاشقة بصمت، لا تجرؤ على البوح بحقيقة ما في قلبها، وهي تعلم أن قلبه بعيد، بل ربما لا يراها إلا كظل مألوف في حياته. لكن الأقدار كانت تدبر شيئًا مختلفًا،...